الشروط الهامة للحوار من منطلق اسلامي آداب الحوار والاختلاف في الاسلام من عجائب الفطرة هذا الانسجام التكويني الرائع بين القناعة الفكرية، والميول العاطفية والسلوك العملي في الإنسان، كما أن من عجائبها هذا التنوع في دراسة الأشياء ومعرفتها وتطبيق البَدَيهِيَّاتِِ العقلية عليها، وربما كان من عجائبها، أيضاً اختلاف وجهات النظر والاجتهادات في تحليل القضية الواحدة.. ونجد النصوص الإسلامية تركز على بعض الشروط الضرورية، وقد تحدث علماؤنا القدامى عن آداب الحوار والجدال، ولكننا ندخل ماذكروه جميعاً في مِنْطَقةِ الشروط الضرورية، لأنها جميعاً إن لم تتوفر عرَّضت النتائج لخطر التمويه. وما نريد التحدث عنه من الشروط الهامة هو ما يلي: أولاً: تحرير محل الحوار: وهو أول شرط وأهمه، فإن الحوار قد يكون مضيعة للوقت إذا تبين للمتحاورين بعد فترة طويلة أنهما كانا يركزان حديثهما على محورين مختلفين، أو وجهتين متفاوتتين، ولذا كان ديدن علمائنا البدء بتحرير محل النزاع، وتشخيص أبعاده ليكون، الاستدلال منتجاً، وهذا شرط منطقي لانحتاج للاستدلال عليه ثانياً : الموضوعية: ويُعنى بها الدخول إلى مرحلة الحوار بعد التخلي موقتاً عن كل القناعات السابقة والسعي لطلب الحق أينما كان. وهذا هو القرآن الكريم يخاطب الرسول الكريم، وهو القمة في الإيمان واليقين، بأن يدخل في الحوار بروح موضوعية هادفة ليقول: {وإنَّا أو إيّاكم لعلى هدىً أو في ضلال ٍمبين} (سورة سبأ، من الآية: 24). ويقول تعالى: {قُلْ فأتوا بكتابٍ مّن عند اللهِ هو أهدى منهما أتّبعْه إن كنتم صادقين} (سورة القصص، الآية: 49). وهو أمر أكده السابقون من علماء الأخلاق وغيرهم. يقول صاحب (المحجة البيضاء في إحياء الإحياء) عند التحدث عن شروط المناظرة: الأول: أن يقصد بها إصابة الحق وطلب ظهوره كيف اتفق، لاظهور صوابه وغزارة علمه وصحة نظره، فإن ذلك مراء منهي عنه بالنهي الأكيد، ويضيف: >أن يكون في طلب الحق كمنشد ضالة يكون شاكراً متى وجدها، ولا يفرق بين أن يظهر على يده أو يد غيره، فيرى رفيقه معيناً لاخصماً ويشكره إذا عرّفه الخطأ وأظهر له الحق ثالثاً : الانسجام بين مؤهلات أطراف الحوار والموضوع نفسه. فلا معنى للحوار حول موضوع لا تعلمه الأطراف أو لا يعلمه أحدهم أولا يتخصص فيه إن كان مما يحتاج للتخصص. يقول تعالى : {ها أنتم هؤلاء حاجَجْتُم فيما لكم به علم فلمَ تُحاجّون فيما ليس لكم به علم واللَّه يعلم وأنتم لا تعلمون} (سورة آل عمران، الآية: 66 وافر تقديري واحترامي أرجو أن تعم الفائدة لي ولكم.
بارك الله فيك و جزاك خيرا و اني اركز خاصة على النقطة الثالثة نظرا لاهميتها فلا معنى للحوار ان تحول الى مجادلة تؤدي للدخول في متاهات لا فائدة ترجى من وراءها علما امه لا يجب على المسلم المجادلة. و اذا دخل في نقاش مع اخرين و وجد منهم تعنتا و تمسكا بالرأي فعليه ان ينسحب من هذا النقاش حتى و ان كان رأيه مصيبا و فقنا الله و اياكم لنا فيه خير ديننا و دنيانا اللهم اجعلنا ممن يتستمعون للقول فيتبعون أحسنه
ليست آداب الحوار هذه فقط للمختلفين بالرأي وإنما ينفع في الإقناع وتبيين وجهات النظر المهم... الخضوع للحق مهما كان وعلى اي يد ظهر وعدم التكبر والتزمت بالرأي والعزة بالاثم فهذا نداء للروح للفهم والتبصرة ليس بالضرورة أن يكون الحوار بين شخصين مختلفين بل هناك حوارات بين الأصدقاء وطلبة العلم كلها تصب في مجال العرض والإقناع وتبادل الخبرات وفقكِ الله لكل خير وشكر سعيكِ موضوع مهم وجهد مميز