• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

التعليم في بلاد العرب

إبن رشد

قلم مميّز بالمنتدى العام
عضو قيم
إنضم
6 ديسمبر 2009
المشاركات
614
مستوى التفاعل
5.763
:besmellah2:


أعزائي أحييكم بتحية الإسلام فأقول السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أما بعد
لطالما شغلت مسألة التعليم حيزا فكريا هاما من
أفئدة أصحاب الرأي بل و أسالت أحبارا من الأفكار و التصورات نظرا لأهميتها و خطورة الدور الذي تظطلع به في عملية إنتاج الوعي و السمو بالمجتمع برمته بعيدا عن متاهات الجهل و التخلف
بإعتبار أن العلم لا يعدو أن يكون مجرد معطيات و بيانات و إنما بوابة نحو سبر أغوار الوجود و إعمال العقل لخدمة الإنسانية و السمو بها عن غرائزها البهيمية بل و يضطلع بمهمة تكوين مجتمع بأسره
و تزويده بالمعارف اللازمة التي تتداخل فيما بينها لتكوين شخصيته و تحديد رؤاه و توجهاته و طرائق تفكيره
و المتأمل في واقع التعليم الملم بكل حيثياته يلمس حتما ذلك البون الشاسع بين عالم غربي صان للتعليم كرامته و بين أنظمة عربية إكتسح الجهل أغوارها حتى باتت لا تميز الصواب من عدمه
قد لا يحتاج الأمر فطنة بالغة لإدراك الحقيقة المرة حيث تكفي نظرة عميقة في تاريخ العروبة منذ ثورة الفلاسفة الأنوار التي أعلنت ميلاد النهضة الأوروبية حتى نسلم بصدمة قوية تلقتها القوى الثقافية العربية التي كانت أضعف من الصمود أمام التيار الفكري الغربي مما وفر لها الظروف الملائمة لتدخل حالة خمول و تكتسب عقلية إستهلاك الوعي المستورد دون التثبت من مدى إمتثاله لسلطة الموروث و نواميس الشريعة
عرفت السياسة التعليمية في الدول العربية منذ تلك الفكرة على إختلاف توجهاتها و ما تكتنزه من دلالات و مضامين فشلا متعاقبا و خيبات متتالية
بل و إخفاقا متوارثا بين الأجيال حيث و إن إختلفت
الرؤى و طرائق التفكير فإنها لن تخرج عن دائرة الخنوع لسلطة وهمية تجسدت في المارد الأوروبي بل و تقديس أفكاره و الإقرار بتوجهاته
الصائبة منها و الخائبة دون العمل على تطوير المعارف التي توصل إليها و دفع مسيرة العلم للرقي بالحضارة
ما نراه اليوم من منظومات تعليمية فاشلة مستشرية في العروبة تنخر جسدها المنهك ليس إلا نسخة مشوهة لقوالب غربية أريد إرساؤها صلب كيان مجتمعي لم يصل بعد إلى مرتبة من الوعي تخول له التفاعل الإجابي مع العلوم دون الإقتصار على الهضم و الإجترار
أنظمة تقوم على حشو الأدمغة بمختلف العلوم دون تطوير ملكة التصرف فيها فيكون التعليم بمثابة
حفظ و إجترار فيجتث من إطاره النبيل كوسيلة للإرتقاء بالوعي البشري و إحكام العقل لإستنباط حقائق الكون
و لعلكم تدركون الفشل من خلال دراسة للتركيبة الفكرية لأي مجتمع عربي فستجدون أن ثقافة إستهلاك الوعي دون المساهمة في إنتاجه باتت مستشرية في أجهزته فيلوح الإنسان العربي مقبلا بشراهة على الموروث الفكري الأوروبي و العمل بما جاء فيه لكأنه معصوم من الخطإ و منزه من العيوب دون أن يعمل جهده في تطويره بل و تصحيحه إن لزم الأمر فهذا الخلل الجوهري الذي نلمسه متوارثا بين الأجيال ليس إلا نتاجا لسياسة تعليمية فاشلة أبت إلا أن تكرر نفسها لا سيما مع التدخل الإستعماري الذي ساهم في توطيد أسسها بل و نرى تلك الأفكار ترنو إلى التغلغل في لب الأنظمة العربية متوشحة رداء الحداثة و المعاصرة التي تفرضه العولمة فما إن إنقشع عهد الإستعمار العسكري عاقبه غزو ثقافي فكري قام على رواسبه و مخلفاته التي رسخت في التركيبة الثقافية للعروبة حيث تتحكم القارة العجوز و بلاد أقصى الغرب بمصيرنا و تحدد أفكارنا بما تراه صالحا بل و تطال يد الأخطبوط حتى السياسة التربوية التعليمية التي ترهنها حكومات عربية مقابل ديون
و مساعدات كنا في غنى عنها لو سايرنا ركب التقدم و لم ندخل في سبات أهل الكهف
بل الأدهى من ذلك أن تبارك الأنظمة العربية الفاسدة هذه الهيمنة الفكرية فتفظل أن تعيش العروبة متخبطة في متاهات الجهل لأن العلم سيوقظ ضميرا له دهر و هو يغط في نوم عميق بل سيحرر صوت الحساب و المسائلة الذي ألجمت ألسنته لئلا يفقد أصحاب الكراسي كراسيهم
سياسة هجينة وزارة متنصلة من مسؤولياتها
تلاميذ يرون العلم على أنه فرض كفاية برامج فقيرة هذا هو الواقع التعليمي في البلدان العربية فنرى العلم يهان و تنتهك كرامته و تسلب منه هيبته و وقاره بعد أن أمسى في قبضة زمرة من الجهلة
ماذا لو أمعنا دراسة أسباب النهضة الأوروبية و دعائمها أفلا ندرك أن الغرب قد إستفاد من الموروث العربي الإسلامي و إنكب عليه إصلاحا و تقويما أما و قد كبلتنا نيران العجز و موجة اللاوعي التي وضعتنا في دوامة من الصراعات الفكرية نبقى في خضمها ممزقين بين سلطة الموروث و الأخذ بأسباب الحداثة و لو في أبشع صورها التي يروم الغرب غرسها في ثقافتنا و عقيدتنا الفكرية حتى تثنينا عن إنتهاج السبيل السوي في الأخذ بأسباب الحضارة و الإلتحاق بتيار إنتاج الوعي
أنى للواقع التعليمي العربي أن يصلح من شأنه ما لم نبدأ بأنفسنا أولا فنتخلص من عقلية بالية ما أظنها إلا من مخلفات و رواسب الفكر الغربي
الذي إستوردناه و سلمناه طوع أمرنا
 
السلام عليكم
شكرا اخي على هذا الطرح الجاد لهذا الموضوع ;التعليم في بلاد العرب الذي يشكو عدة نقائص و لا يخلو من سقطات و تناقضات و الحق يقال رغم مجهودات الدول و المصاريف التي تتكفل بها لتوفير بنى تعليمية متطورة و لكن المشكل يكمن في البرامج التعليمية الفاشلة التي اعدتها البلدان الغربية وصدرتها لنا حتى نغرق اكثر في التخلف و تتعمق ازمتنا و تتزايد نسب الامية
 
سيدي , من الصعب الإدلاء برأي يرنو إلى الموضوعية في موضوعك , لان طرحه بهذه النزعة إلى التعميم و الحديث عن التعليم في بلاد العرب يكاد بل هو يخلو من الدقة . فالقول بالتعليم في بلاد العرب لا يستقيم منهجيا و لا علميا لأنه وببساطة لا يمكن أن نستعمل واو العطف و تفيد الاستواء للجمع بين المناهج التعليمية التونسية و السعودية , مثلا . هل تعلم سيدي , أن تعريف التوازي في المقرر الرسمي السعودي هو الآتي : هما خطان متوازيان . لا يلتقيان . و إن التقيا فلا حول و لا قوة إلا بالله ...
إن كان المقصود من موضوعك هو نقاش مدى تأثر تعليمنا نحن بالنماذج الغربية , فذاك أمر آخر . و لنا فيه نقاش
 
..
إن كان المقصود من موضوعك هو نقاش مدى تأثر تعليمنا نحن بالنماذج الغربية , فذاك أمر آخر . و لنا فيه نقاش

هو مربط الفرس أخي الكريم
لست بطارح في موضوعي بأهم من مسألة فقر تعليمنا و إنقياده وراء النزعة الأوروبية أبعادها السطحية فما أردت قوله بل و قلته أن سياساتنا التعليمية مهما إشتد بينها البون فلن تخرج من بوابة السطحية أو نظام حشو الأدمغة بالمعلومات و هذا إن دل على شيء فهو الإفتتان بالمعارف و العلوم الغربية دون العمل على التصرف فيها
 
أودّ أن أميّز في البلاد العربيّة بين ضربين من التّعليم ،التّعليم التّقليدي والتّعليم العصري أو الحديث ولكلّ منهما مؤسّساته ومناهجه وغاياته .
وقد دحر في بعض البلاد التّعليمُ العصريُّ التّعليمَ التّقليديَّ وتجاورا في بلاد أخرى.
ولئن ظلّ التّعليم التّقليدي مهمّشا فإنّ التّعليم العصري لم يسلم من تغييرات متواصلة مازالت مسترسلة في بعض البلاد إلى الآن(كمصر هذه الأيّام).
لكنّ ما يلاحظ على الأقلّ في ما يتّصل بنا نحن أنّ التّغييرات التي عرفتها المنظومة التّربويّة كانت بفعل رؤى وتوجّهات سياسيّة إمّا نابعة من التّأثّر بالنّموذج الغربي في نهاية الخمسينات أو صادرة عمّا يريده النّظام العالمي الجديد أي الاستحقاقات أو المطالب الوافدة.
وكان التّعليم في الحالين البوّابة التي ينفذ منها صاحب السّلطة المحلّيّة أو العالميّة إلى عقول الأجيال النّاشئة .ولئن كان الأوّل يرمي إلى صناعة عقول مستكينة فإنّ الثّاني يرمي إلى صناعة مستهلكين لا غير.
وسواء كان الأمر متّصلا بالسّلطان الدّاخلي أو الخارجي فإنّ التّعليم هو أداة بها تتحقّق أهداف سياسيّة أو اقتصاديّة.
حتّى عمليّات التّحديث التي تلهج بها عدّة ألسنة هنا وهناك وما يشاع حولها من إسهام في محاصرة الفشل المدرسيّ والرّفع في نسب التّمدرس لم تكن لتصدر عن جهات مستقلّة بل كانت منحدرة إمّا من إحصائيّات الحكومات أو بعض المؤسّسات العالميّة غير المستقلّة عن تأثير النّفوذ المالي للرأسماليّة المتوحّشة.
ومن يقارن بين الأهداف العامّة للنّظام التّربوي في بلدنا والبرامج والمناهج المعتمدة يجد كثيرا من الفجوات التي تظهر أنّ التّعليم قد تسيّس...وكان أولى وأحرى أن تتثقّف السّياسة.
وللحديث بقيّة إن شاء الله.

 
:besmellah2:

كان ولا يزال الجدل قائما على مميّزات التعليم الغربي
وخيباته عندنا...
لقد كان اغلبنا ذاك المادح لما يملكونه من ناصية العلوم عبر وسائلهم العصرية...
والمشتكي من تبلّد مانستورده ونطبّقه في مؤسساتنا دون اعمال رأي...
لقد ثبت للغربيين انفسهم فشل بعض الاساليب المتبعة في تلقّي العلوم...
وحاول اغلب مفكريهم ايجاد الحلول المناسبة لذلك...
ولكن يختلف الامر عندنا اذاننّا نطبق ما استوردناه حتّى لو ثبت فشله عند الغرب..
دمت مبدعا ايها العزيز ابن رشد
:frown::frown::frown:
 

:besmellah2:


مرحبا أخي الكريم..

لئن تميزنا.. ووضعنا أولى الأسس والقواعد في معظم العلوم

إلا أننا وفي فترة من فترات النهضة الغربية بإستغلال وتطوير

ومواصلة البحث في قواعد كنا من إكتشفها .. إتسعت الهوّة

ووقفنا ننظر، وننتظر الزبدة الغربية السائغة .. فكان الحال

متواصل إلى ما هو عليه الآن ..

ننتظر خلاصنا في البذرة الجديدة .. وحملة مشعل النور

الواهم لتحويله إلى نور حقيقي مشع .. يساعد على

التطور والنهضة بالفكر من الدرجة الحالية إلى درجات

أرقى وأسمى بكثير .. نستطيع أن ننافس بها من إعتبروا

أصحاب فضل على طلاب العلوم من بني العرب.. ولما لا غزو

مناهج تعليمهم ..

دمت مبدعا أخي إبن رشد



:frown::frown::frown::frown::frown:




 
هو ذا التعليم في بلاد العرب مع السياسة وجهان لعملة واحدة بل أن التعليم إمتداد لسياسة الحكومات التي تتميز بالتبعية العمياء للغرب
 
أعلى