- إنضم
- 15 جويلية 2008
- المشاركات
- 223
- مستوى التفاعل
- 3.373
التونسي للتونسي رحمة ... أما بفلوسو
في لقاء جمعني بأحد شيوخنا ممّن بلغوا من العمر عتيّا وبدأت الحياة والصحّة والعافية تدير له ظهرها .. أعلمني بأنّ الحديث مع أبناء جيله وأنداده كثيرا ما يثير موضوعا لا يتكلّم فيه إلاّ من كان في عمرهم عادة ويتعلّق بحاجة الواحد منهم في أحيان كثيرة إلى مساعدة الغريب لقضاء أمر ما قد يبدو بسيطا في ظاهره لمن كانت الصحة والفتوّة رفيقة دربه ... ولكنها مضنية وقاسية وشبه مستحيلة لمن كانوا كبارا في السنّ .. ومن هذه الحاجات مثلا طلب المساعدة لنقل قفة ثقلت أو إستبدال قارورة غاز نفذت أو الوقوف في إحدى الطوابير الّتي تعج بها إداراتنا أو محاولة قضاء شأن أو إشتراء سلعة تبعد عن محلّ سكناهم وغيرها من تلك التفاصيل الحياتية الّتي تصبح عبئا كثيرا ما يثقل كاهلهم ويشعرهم بالعجز والوهن خاصة في ظلّ غياب الأبناء لعملهم بولايات أخرى او في الخارج أو حتى لعدم تفقّد حاجة آباءهم لمثل هذه الشؤون لكثرة مشاغلهم .. ويُضيف هذا الشيخ قائلا بأنّه يتفق هو وأنداده بأنّ طلب المعونة أصبح لازما ولكن دفع مقابلها بات أمرا عاديا أيضا بل ومطلوبا في أحيان كثيرة من القائم بالخدمة فإن لم يكن بكلّ صراحة فبالغمز والتلميح ... مؤكّدا بأنّ الآراء كثيرا ما تختلف كلّما أثير هذا الموضوع في مجالس هؤلاء المسنّين بين من يتحسّر على الأيام الخوالي حيث كان الواحد منهم يمدّ يد المساعدة للكبير والصغير دون إنتظار جزاء أو شكر، ويكفي رحمة على الوالدين حتى يشعر الواحد منهم بأنّه قد أخذ حقه وزيادة ... وبين من يرى أنّ دفع مقابل مادي نظير هذه الخدمات هو أمر عادي فرضه الوضع المادي لنسق المجتمع الّذي لا يتحرّك فيه الواحد دون أن يكون مطالبا بالدفع ... فمن حقّه أن يطالب بنصيبه مقابل خدماته أيّا كانت بساطتها ونوعيّتها ... ولئن أكّد البعض الآخر بأنّ واقع الحال لا ينفي بأنّ هناك أياد تسعى للمساعدة على رحمة الوالدين ويأخذها الغضب والعتاب لو عرضتَ عليها مقابلا ماديا على ما أسدته نحوك من خدمات بسيطة ...
ما يمكنني قوله في النهاية أنّ هناك جيلا جديدا من التونسيّين يؤمن بأنّ التونسي للتونسي رحمة ... ولكن بفلوسو ... مع يقيننا دائما بأنّ الخير برغم كلّ شيء يبقى هو الأصل، والرّغبة في إعانة الغير موجودة وللّه الحمد ... إنمّا هل عليها أن تكون مجانية وعلى رحمة الوالدين أو بمقابل تضمن إستجابة صاحبها كلّما أعدتَ طلبه ... فللأمر عندها شأن آخر قد نتفق فيه وقد نختلف كلّ حسب ما تربّى عليه والظروف الإجتماعية الّتي يعيش فيها ... ورؤيته الخاصة لنفسه وِلِمَا يقدّمه للآخرين ...
ما يمكنني قوله في النهاية أنّ هناك جيلا جديدا من التونسيّين يؤمن بأنّ التونسي للتونسي رحمة ... ولكن بفلوسو ... مع يقيننا دائما بأنّ الخير برغم كلّ شيء يبقى هو الأصل، والرّغبة في إعانة الغير موجودة وللّه الحمد ... إنمّا هل عليها أن تكون مجانية وعلى رحمة الوالدين أو بمقابل تضمن إستجابة صاحبها كلّما أعدتَ طلبه ... فللأمر عندها شأن آخر قد نتفق فيه وقد نختلف كلّ حسب ما تربّى عليه والظروف الإجتماعية الّتي يعيش فيها ... ورؤيته الخاصة لنفسه وِلِمَا يقدّمه للآخرين ...
إليـاس القرقوري