- إنضم
- 6 ديسمبر 2009
- المشاركات
- 619
- مستوى التفاعل
- 5.805

علمنا و الله أعلم أن العرب لما بلغ مسامعهم خبر
يهود بني النضير و من والاهم من قبائل خيبر الذين
خربوا البلاد فعاثوا فيها الفساد و بسطوا حصارهم على قبيلة خزاعة في بلاد الشام قد قرروا عقد قمة عاجلة في سوق عكاظ و طاف أبو جهل في القبائل و العشائر أن أجيبوا أسياد قريش و من يتخلف فقد ثكلته أمه و أبوه فجائت وفود القبائل من كل فج عميق من غطفان و باهلة و طيئ و عنزة و عنيزة و بني أنف الناقة فما تخلف أحد حتى بنو رستم و القبط قد أتوا يتقدمهم سيدهم المبارك
إستمرت دار الندوة تستقبل الوفود حتى غصت بأهلها مما إضطر صاحب الشرطة إلى إستعمال هراواته لتفريق جموع المحتشدين و سمح للشعراء بالدخول على أن يطربوا الحضور بقصائد المديح و الثناء أما الحطيئة و أمثاله فقد دحرهم بالزلاط المتين لئلا يعكروا أجواء الود و الصفاء بأعنف الهجاء
وقف أبو سفيان خطيبا فتجشأ من فرط التخمة بعد أن إلتهم جديا مشويا و بسمل و حوقل ثم إنبرى في الحديث أما و قد تجاوزت جحافل اليهود حدودها و قصفت إخواننا الذين ركبوا الفلك المشحون و هبوا لنصرة خزاعة الي تتضور جوعا فقتلت منهم الكثير فأنا أطالب بحث الأمر و الخروج بحل يقينا غضب العجم و الديلم ممن تضرروا جراء القصف
ما كاد ينتهي من خطابه حتى هب زعيم قبيلة تميم فما بسمل بل أخذ في الصياح إني لسعيد بهذا الجمع المعمور و إني لأطالب بني أنف الناقة برد إبل لي قد دخلت أراضيها سهوا و إلا فهي الحرب فباغته صاحب بني أنف الناقة بلكمة على أم رأسه و قال لا إبل لك عندي و الأجدر أن تراقب رعاتك المفسدين في الأرض أما و قد رمت الحرب فملتقانا ساحة الوغى و سترى ما لا يسرك
و إنكبا على بعضهما لكما و أمسك كل منهما بتلابيب صاحبه يروم رفسه و سحقه حتى تدخل صاحب الشرطة و فض النزاع بالحسنى بعد أن فقد نزرا من أسنانه ثم صعد زعيم القبط المنبر فصاح أن إسمعوا و عوا إنما أردت أن أحيي قبائل بني النضير على رباطة جأشهم و سعة صدرهم مع أصحاب الفلك حيث لم يجنحوا للعنف إلا دفاعا عن النفس ضد شذرمة حرضتهم خزاعة و قد عانيت الأمرين من رجال هذه القبيلة الملعونة إلى أن عمدت إلى بناء سور عرضه السماوات و الأرض
لكف أذاهم عن قبيلتي
فصاح به زعيم قريش أن فعلت نكرا يا عدو الله فكيف تسمح للعجم أن يبنوا ذلك السور في ترابك أما كان أجدر أن تستعين برجال قبيلتك علهم يكتسبون شجاعة يدحرون بها رياح الجبن و التخاذل التي إكتسحتهم منذ قرون خلت فرد زعيم القبط بلى يا أبا جهل أنسيت قومك الذين جابوا الصخر بالوادي رجالي أكثر بأسا و شرفا من عشيرتك التي أهملت ناقة الله و سقياها فأفسدت في الأرض و دمرت العرض فلا تأبه لجاه و لا عز و شرف و لا تعرف وفاءا فما كاد ينهي خطابه إلا و صفعة قوية تنهال عليه فرد التحية بأحسن منها و تدخل صاحب الشرطة مرة أخرى ليفقد نزرا آخر من أسنانه
و صعد زعيم وفد بادية الشام المنبر فصاح أن جدوا
حلا مناسبا لأزمة أصحاب السفينة قبل أن ينفد صبر العجم و إني لأرى أن نرفع الحصار عن خزاعة الملعونة حتى لا تبلغها مجددا سفينة و لنا في الكريك أنسب وسيلة في رفع الحصار فهو أداة سهلة و مناسبة و لا تخلو منها بغالنا و إبلنا
فجاء من أقصى المدينة رجل يسعى و أخاله سيد عنيزة فقال لا يكون رفع الحصار إلا بالتراكسة و دعوا عنكم الكريك الملعون فصاح زعيم الشام أوتظننا أغبياء يا سيد السفهاء الكريك هو أنسب وسيلة حتى لا نضطر لشراء التراكسات التي تروم بيعنا إياها بأسعار باهضة فرد عليه بل أنت تروم بيعنا الكريك الملعون بل و تغالي في سعره أما أنا فسأجعل لكم أقساطا مريحة و ضمانا أبديا فإنهالت عليه صفعة أعقبها شتم فرد الصاع صاعين و لم يتدخل صاحب الشرطة هذه المرة بل فوض الأمر لرب عزيز رحيم لكنه قال من منكم يعرف حكيما بارعا له أطقم أسنان تدوم دهرا و أجره على الله
و إستمر الجدال ساعات حتى حل الليل البهيم
و إنفضت القمة الملعونة بعد أن خرج العرب بقرارات مصيرية لعل من أهمها
إحداث صندوق قوامه مليار درهم لدعم عائلات العجم التي فجعت في أبنائها من أصحاب السفينة
تطوع قريش لنشر أسطول من الأفلاك لمنع قدوم سفينة أخرى حتى لا تتكرر الفاجعة و قال أبو سفيان إننا نطبق شرع الله حينما قال وراءها ملك يأخذ كل سفينة غصبا صدق الله العظيم
كما إتخذت قرارات عدة على هامش القمة منها إرسال الوفود إلى جبال الإنديز لدراسة سبب تمتع اللاما هناك بظهر أملس كالحرير بينما تحظى جمال العرب بكربة في ظهورها تأبى الرحيل
و قد أكد أبو سفيان مرة أخرى على ضرورة إتباع السنة النبوية فقد قال رسول الله صل الله عليه و سلم أطلبوا العلم و لو في الصين
إنتهت القمة بسلام و أرسلت نسخة من بيانها الختامي و جدول أعمالها إلى بوكيمون و أخرى إلى إمبراطور أقصى الغرب نظرا لصلة القرابة التي تجمع بينه و بين العرب بإعتبار أنه يحمل إسم الحسين
و إنسحب الوفود واحدا تلو الآخر مؤكدين على ضرورة تبادل الخبرات و دراسة المصالح العربية المشتركة
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته