أحمد 76
عضو فعال
- إنضم
- 13 مارس 2008
- المشاركات
- 464
- مستوى التفاعل
- 764
في الوقت الذي لم يعد فيه الرئيس المصري حسني مبارك يسمع هتافات مؤيدة له، أصبحت أصوات المتظاهرين تعلو متهمة إياه بالخيانة والعمل على مصالح إسرائيل أكثر من مصالح مصر والعرب، خاصة في المظاهرات الأخيرة التي عمت أرجاء مصر تندد بالمجزرة الإسرائيلية على سفن أسطول الحرية الذي كان متجها لغزة.
ويرى جاك شينِكر، مراسل صحيفة الجارديان البريطانية في مصر، أن الصداقة المزعومة التي تحدثت عنها صحيفة هآرتس الإسرائيلية بين الرئيس مبارك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو سببت لمبارك أبلغ الضرر، في نفس الوقت الذي يجد نفسه فيه محاصرا بكم المطالب الإصلاحية الداخلية في مصر.
وعلى الصعيد الإقليمي، تعتبر مشاركة مبارك في الحصار الإسرائيلي على غزة نقطة ضعف سياسية ضد مبارك، فمعبر رفح مغلق معظم الوقت، والأنفاق تسمم أو تهدم على رؤوس العابرين منها، وهناك جدار فولاذي بعمق 18 مترا يهدف إلى غلق كل السبل من وإلى غزة.
وأوضح المراسل أن حصار غزة يعود بالنفع على مصر من زاويتين، أولا: لأنه يعيق حماس التي تمثل تهديدا للنظام المصري ويربط الكثيرون بينها وبين الإخوان المسلمين في مصر وهم يسعون للحكم بأي طريقة، وثانيا: لأنه يمنح مصر صفة الدولة المعتدلة، وعلى الرغم من أن هذا يبدو مثيرا للسخرية، فإنه يغدق عليها دعما أمريكيا كبيرا.
ويعتقد شينكر أن الصداقة المصرية - الإسرائيلية تدر المليارات من الدولارات من المساعدات الأمريكية على مصر، وهو ما يستخدمه نظام مبارك في تمويل الأجهزة الأمنية للحفاظ على السلطة، كما أن تلك الصداقة المزعومة تجعل الغرب يغض النظر عن حالة حقوق الإنسان والديمقراطية في مصر.
من ناحية أخرى، يبدو أن الثمن الذي تدفعه الحكومة المصرية لقاء هذه الصداقة يأتي على حساب شعبيتها، فمصر رسميا في حالة تطبيع مع إسرائيل، بينما أغلب الشعب المصري يرفضونه تماما، وساعد على خلق حالة الاحتقان بين الحكومة المصرية وبين الشعب المصري ما حدث مؤخرا من إسرائيل تجاه الناشطين السلميين في قافلة الحرية، فأصبحت الدعوة تطالب بإسقاط إسرائيل، وبإسقاط مبارك ونظامه لأنهم يساندون إسرائيل!
ودلل شينكر على نظريته بازدياد عدد التظاهرات في مصر في العقد الأخير، خاصة تلك المتعلقة بالشأن العربي، فقد بلغ عدد المتظاهرين في كل من الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 والغزو الأمريكي للعراق عام 2003 أكثر من 40 ألف متظاهر احتشدوا في ميدان التحرير لأكثر من 24 ساعة، حتى اضطرت قوات مكافحة الشغب إلى تفريقهم بالقوة في النهاية.
وفي كل هذه المظاهرات، اقترنت الهتافات الداعمة لفلسطين والعراق، بهتافات مناوئة للنظام المصري الظالم، سواء داخل مصر أو خارجها، وربما يرجع هذا إلى أن المصريين ينادون الآن بإنهاء حصار غزة، ليشعروا هم أن حصارهم الداخلي سينتهي، فهم في حالة غليان مستمرة ولا يوجد أي متنفس لهم.
ويفسر الناشط السياسي حسام الحملاوي هذا قائلا: أينما يجتمع أي عدد من الناس للتظاهر، يبدءون بهتافات ضد مبارك، حتى لو اجتمعوا للتنديد بأفعال إسرائيل ضد الفلسطينيين، والغريب أن الشعب المصري هو دائما الأكثر تعاطفا مع فلسطين، رغم أن مبارك هو أهم حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط ويتبنى أكثر سياسة موالية لإسرائيل، ربما لأن الشعب المصري يستطيع أن يفهم القهر الذي يعاني منه الفلسطينيون تحت وطأة الاحتلال، وإن كان احتلال مصر مختلفا بعض الشيء.
ومع أوضاع المصريين الاقتصادية المتردية أكثر فأكثر، والانتخابات المعيبة التي صارت قاب قوسين، وسياسة إسرائيل "الصديقة" التي قتلت الأبرياء في عرض البحر المتوسط، أصبح مبارك ذو الثمانين عاما يحارب في أكثر من جبهة، فهل يستطيع مواجهة كل هذه العواصف في وقت واحد دون أن يغرق؟!
منقول
ويرى جاك شينِكر، مراسل صحيفة الجارديان البريطانية في مصر، أن الصداقة المزعومة التي تحدثت عنها صحيفة هآرتس الإسرائيلية بين الرئيس مبارك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو سببت لمبارك أبلغ الضرر، في نفس الوقت الذي يجد نفسه فيه محاصرا بكم المطالب الإصلاحية الداخلية في مصر.
وعلى الصعيد الإقليمي، تعتبر مشاركة مبارك في الحصار الإسرائيلي على غزة نقطة ضعف سياسية ضد مبارك، فمعبر رفح مغلق معظم الوقت، والأنفاق تسمم أو تهدم على رؤوس العابرين منها، وهناك جدار فولاذي بعمق 18 مترا يهدف إلى غلق كل السبل من وإلى غزة.
وأوضح المراسل أن حصار غزة يعود بالنفع على مصر من زاويتين، أولا: لأنه يعيق حماس التي تمثل تهديدا للنظام المصري ويربط الكثيرون بينها وبين الإخوان المسلمين في مصر وهم يسعون للحكم بأي طريقة، وثانيا: لأنه يمنح مصر صفة الدولة المعتدلة، وعلى الرغم من أن هذا يبدو مثيرا للسخرية، فإنه يغدق عليها دعما أمريكيا كبيرا.
ويعتقد شينكر أن الصداقة المصرية - الإسرائيلية تدر المليارات من الدولارات من المساعدات الأمريكية على مصر، وهو ما يستخدمه نظام مبارك في تمويل الأجهزة الأمنية للحفاظ على السلطة، كما أن تلك الصداقة المزعومة تجعل الغرب يغض النظر عن حالة حقوق الإنسان والديمقراطية في مصر.
من ناحية أخرى، يبدو أن الثمن الذي تدفعه الحكومة المصرية لقاء هذه الصداقة يأتي على حساب شعبيتها، فمصر رسميا في حالة تطبيع مع إسرائيل، بينما أغلب الشعب المصري يرفضونه تماما، وساعد على خلق حالة الاحتقان بين الحكومة المصرية وبين الشعب المصري ما حدث مؤخرا من إسرائيل تجاه الناشطين السلميين في قافلة الحرية، فأصبحت الدعوة تطالب بإسقاط إسرائيل، وبإسقاط مبارك ونظامه لأنهم يساندون إسرائيل!
ودلل شينكر على نظريته بازدياد عدد التظاهرات في مصر في العقد الأخير، خاصة تلك المتعلقة بالشأن العربي، فقد بلغ عدد المتظاهرين في كل من الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 والغزو الأمريكي للعراق عام 2003 أكثر من 40 ألف متظاهر احتشدوا في ميدان التحرير لأكثر من 24 ساعة، حتى اضطرت قوات مكافحة الشغب إلى تفريقهم بالقوة في النهاية.
وفي كل هذه المظاهرات، اقترنت الهتافات الداعمة لفلسطين والعراق، بهتافات مناوئة للنظام المصري الظالم، سواء داخل مصر أو خارجها، وربما يرجع هذا إلى أن المصريين ينادون الآن بإنهاء حصار غزة، ليشعروا هم أن حصارهم الداخلي سينتهي، فهم في حالة غليان مستمرة ولا يوجد أي متنفس لهم.
ويفسر الناشط السياسي حسام الحملاوي هذا قائلا: أينما يجتمع أي عدد من الناس للتظاهر، يبدءون بهتافات ضد مبارك، حتى لو اجتمعوا للتنديد بأفعال إسرائيل ضد الفلسطينيين، والغريب أن الشعب المصري هو دائما الأكثر تعاطفا مع فلسطين، رغم أن مبارك هو أهم حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط ويتبنى أكثر سياسة موالية لإسرائيل، ربما لأن الشعب المصري يستطيع أن يفهم القهر الذي يعاني منه الفلسطينيون تحت وطأة الاحتلال، وإن كان احتلال مصر مختلفا بعض الشيء.
ومع أوضاع المصريين الاقتصادية المتردية أكثر فأكثر، والانتخابات المعيبة التي صارت قاب قوسين، وسياسة إسرائيل "الصديقة" التي قتلت الأبرياء في عرض البحر المتوسط، أصبح مبارك ذو الثمانين عاما يحارب في أكثر من جبهة، فهل يستطيع مواجهة كل هذه العواصف في وقت واحد دون أن يغرق؟!
منقول