il capitano84
عضو مميز
- إنضم
- 20 مارس 2008
- المشاركات
- 606
- مستوى التفاعل
- 1.250
قال الإمام بن قدامة المقدسي في لمعة الاعتقاد :
الجدال : مصدر جادل والجدلُ منازعة الخصم للتغلب عليه - وفي القاموس الجدل : اللدد في الخصومة والخصام المجادلة فهما بمعنى واحد .
وينقسم الخصام والجدال في الدين إلى قسمين :
الأولى : أن يكون الغرض من ذلك إثبات الحق وإبطال الباطل وهذا مأمورٌ به إما وجوباً أو استحباباً بحسب الحال لقوله تعالى :
{ أُدعُ إلى سبيل ربكَ بالحكمة ِ والموعظة ِ الحسنة ِ وجــادلهم بالتي هى أحسنُ **
النحل : 125 .
الثاني : أن يكون الغرض منه التعنيت أو الانتصار أو للباطل فهذا قبيحٌ منهى عنه لقوله تعالى :
{ مـا يجادلُ في آيـات الله إلاَّ الذيـن كفروا ** .
غافر : 4 .
وقوله : { وجـــادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب ** .
غافر : 5 .
وقال الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله تعالى :
... و ينهى أهل السنة والجماعة عن الجدال والخصومات فى الدين :
إذ قد حـذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك .
ففي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " اقرأؤا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه " .
وفى المسند وسنن ابن ماجه - وأصله فى صحيح مسلم - عن عبدالله بن عمرو : أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج وهم يختصمون فى القدر فكأنما يفقأ فى وجهه حب الرمان من الغضب ، فقال : " بهذا أمرتم ؟! أو لهذا خلقتم ؟ تضربون القرآن بعضه ببعض !! بهذا هلكت الأمم قبلكم " .
بل جاء الخبر بأن الجدال عقوبة من عقوبات الله فى الأمة . ففى سنن الترمذي وابن ماجه من حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ماضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل " ، ثم قرأ : " ماضربوه لك إلا جدلا " {زخر:58** .
قال الإمام أحمد رحمه الله : أصول السنة عندنا :
1 - التمسك بما كان عليه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وافقتداء بهم .
2 - وترك البدع ، وكل بدعة فهي ضلالة .
3 - وترك الخصومات والجلوس مع اصحاب الأهواء .
4 - وترك المراء والجدال والخصومات فى الدين .
الجدل المذموم :
{ وكل ذلك فى الجدال بالباطل ، أو الجدال فى الحق بعدما تبين ، أو الجدال فيما لا يعلم المحاج ، أو الجدال فى المتشابه من القرآن ، أو الجدال بغير نية صالحة ... ونحو ذلك . ** .
الجدل المحمود :
{ أما إذا كان الجدال لإظهار الحق وبيانه، من عالم ، له نية صالحة ، وملتزم بالأدب ، فذلك مما يحمد . قال الله تعالى :" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هى أحسن" [النحل : 125 ] .
وقال تعالى :" ولاتجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هى أحسن " [ العنكبوت:46] .
وقال تعالى :" قالوا يانوح قد جادلتنا فاكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين" [هود] .
بعض المجادلات الشرعية :
وأخبر تعالى عن محاجة إبراهيم عليه الصلاة والسلام مع قومه ، وموسى عليه الصلاة والسلام مع فرعون .
وفى السنة ذكر محاجة آدم وموسى عليهما الصلاة والسلام . ونقل عن السلف الصالح مناظرات كثيرة ، وكلها من الجدال المحمود الذي توفر فيه :
1 - العلم
2 - النية
3 - المتابعة
4 - أدب المناظرة
منقول