• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

الزعيم

henry1

عضو مميز
إنضم
22 فيفري 2008
المشاركات
602
مستوى التفاعل
1.097
دأبت الشعوب العربية على "تأليه" أبطالها و رفعهم الى مستويات خارقة يكونون فيها اعلى من النقد بل و معصومين عن الخطأ رغم ايمانهم العميق في نفس الوقت ألا أحد معصوم عن الخطأ حتى الرسول عليه الصلاة و السلام. وهذه العادة كبلت مؤرخينا فربطت كل الاحداث الجسام التي مرت بها الامة باشخاص بعينهم (عدا العلامة ابن خلدون الذي كان سابقا لعصره).
اذا كان هناك تغييب منهجي لدور الشعوب في تغيير التاريخ. قد يكون هذا مفهوما في العصور الغابرة و لكن الآن و رغم تطور علم التاريخ و منهجيات النقد و التحليل فاننا ظللنا اوفياء لهوايتنا في انتظار الزعيم الاوحد المنقذ للامة من الضياع واصبحنا نحتفل بكل من نتوسم فيه بعض ملامح هذا المنقذ و بالمقابل لم يخيب هذا البطل الافتراضي آمالنا فلم ينجح ايهم في النجاح في مهمته. هذه كانت حالتنا فبداية بجمال عبد الناصر مرورا بصدام حسين و حسن نصر الله انتهاء باردوغان كلهم اشخاص رأت شعوبنا في كل منهم فارسها المغوار. بعضهم فجعنا او صدمنا فيهم و انتهى الامر و الاخر مازلنا نهيم به الى حد اشعار آخر قد يطول او لا يطول.
السؤال لا يتعلق بهذا الزعيم المفترض في خيال كل منا بل الاستفهام الحقيقي يتمثل في متى ندرك ان التغيير ينبع منا ؟ بل متى نفهم اننا نحن وقود كل تغيير و بنا نحن تلتهب كل ثورة و مقاومة؟ أنا لا انكر حتمية وجود قادة يلبون طموحات شعوبهم لكني اومن ايضا بانه كما تكونون يولى عليكم؟
ليكن التغيير من الداخل و كفانا حلما و اغراقا في الوهم ؟
ما رأي زملائنا في المنتدى؟ و شكرا.
 
إذا كان بالفعل لنا بطل فما الذي يمنعنا من احترامه وتبجيله؟
إذا ما وجدت قيادات تعبّر عن ضمير الأمّة وتطلّعاتها فهل وجب أن نناصبها العداء؟
ما هي طموحات الأمّة؟
أليس وجود قيادات تعبّر عن همومها...إذا وجد قائد بطل يحترم شعبه فلم لا يُحترم؟
هذه أسئلة راودت ذهني وأنا أقرأ الموضوع...
هل هو دعوة إلى امتهان البطل إن وجد؟
وحتّى لا نمتهن أنفسنا أقول:لم يكن العرب على مرّ التّاريخ يؤلّهون قياداتهم ،ففي سلوك المرأة مع عمربن الخطّاب حجّة وقبل ذلك في ما ذكره الصّدّيق في خطبة بيعته برهان.
وتأليه الأبطال عادة وجدت عند الإغريق لأسباب ثقافيّة ودينيّة وهي أسباب لم تتوفّر عند العرب في الجاهليّة أو بعد ظهور الإسلام.
*أمّا عن ربط الأحداث التّاريخيّة ببعض الأشخاص فهذا لا يعود إلى تأليه العرب قاداتهم بل إلى أنّ البلاط قديما كان فضاء التّدوين والسّياسة رقيبا...
ومن ثمّ فلا دخل للشّعوب في كتابة التّاريخ.
وإنّي أتّفق معك في اعتبار وجود سعي ممنهج لتغييب فعل الشّعوب في أحداث تاريخيّة جسام.ولكنّ للتّاريخ وجهين ،الوجه الرّسمي المدوَّن والوجه غير الرّسمي الذي تحتفظ به ذاكرة الشّعوب.
فلا يمكن أن نصرف النّظر عن دور الشّعوب في مرحلة مقاومة الاحتلال وتأسيس ما يعرف بالدّولة الوطنيّة في البلاد العربيّة.
لم تكن الشّعوب مستقيلة وتنتظر أن يجود عليها الزّمن بقائد...بل إنّها تصنع القيادات التي للأسف بعضها يركب مجهود الشّعوب وحركتها ليحتكر النّتائج ويجمع الثّمار.
وإن كنتَ تؤمن كما ذكرت بحاجة الشّعوب إلى من يقودها ليؤطّر فعلها ويوجّه طاقتها فلم ترفض أن تحترم الشّعوب قادتها إن وجدوا.
أنا أعتبر الشّعوب إن بدت ساكنة جامدة ضحيّة تملّق المثقّف وتزلّفه.
فحال الشّعوب يتأثّر بواقع الثّقافة و فعل المثقّفين.
 
سيدي الكريم كمال64 بداية اريد ان أؤكد اني لم اقصد ابدا ما عتبت به علي في الجزء الاول من مداخلتك بل اني قلتها صراحة "أنا لا انكر حتمية وجود قادة يلبون طموحات شعوبهم " أما عن احترام قادتها فهذا امر مفروغ منه و انا لم اذهب الى عكسه مطلقا.
لكني في نفس الوقت مازلت مقتنعا بأن شعوبنا الآن و هذا لب موضوعي مستقيلة عن اداء مهامها وبقيت تنتظر من يقودها الى الخلاص بل وتحلم به.
اما عن الجزء الثاني فاني اوافقك الرأي تماما على ان تسمح لي بان اضيف بان المثقف العضوي الذي نحتاج اليه استقال عن اداء مهامه التاريخية و لكن ليس لتملقه و تزلفه فحسب بل لجبنه وعجزه ايضا.
مع الشكر.
 
مرحبا أيها الأحبة
ذلك هو دأب العرب أن يكبلوا أنفسهم بقيود سلطة وهمية بل لعلها إستحالت إلى حقيقة ملموسة تعشش في سرادق أفئدتهم فتراهم يبذلون القرابين
و يلهجون بالدعاء عسى أن ترضى عنهم زعماؤهم
و أسيادهم و آلهتهم أما رب العالمين فلا يجد من يناجيه و يبتهل إليه و يتضرع
متى يفهم العرب معنى الآية الكريمة من سورة الرعد "
إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" صدق الله العظيم وقتها يصبح في إمكانهم إكتساح العالم و الإلتحاق بركب الحضارة
و التقدم بعيدا عن أساطير الأولين التي تقدس قادة و زعماء إلى حد التأليه و توليهم حظوة ربما هم في غنى عنها
أن أقدر زعيما مناضلا و أحترمه فهذا محمود من باب العرفان بالجميل لما قدمه من تضحيات جسيمة في سبيل الوطن لكن أن يتحول الأمر إلى تقديس و تأليه خصوصا إن إعتلى هذا المناضل منصة القيادة و الريادة فهذا هو الخسران المبين
 
رغم ايمانهم العميق في نفس الوقت ألا أحد معصوم عن الخطأ حتى الرسول عليه الصلاة و السلام.




أخي henry1 , رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، معصوم من الخطأ ، فإن إنتفينا عنه العصمة ، فإنّنا ننفي بذلك ثاني مصادر التشريع ألا وهو السنة و نشكّك بجدوى العمل بها ، و الله عزّ و جلّ يقول : ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ) ، لذلك ، فإنّ كل ما قاله رسول الله صلى الله عليه و سلم و كل ما قام به ، هو وحي من الله عزّ وجلّ ، ولا يحتمل الخطأ . :satelite:
 
دأبت الشعوب العربية على "تأليه" أبطالها و رفعهم الى مستويات خارقة يكونون فيها اعلى من النقد بل و معصومين عن الخطأ رغم ايمانهم العميق في نفس الوقت ألا أحد معصوم عن الخطأ حتى الرسول عليه الصلاة و السلام. وهذه العادة كبلت مؤرخينا فربطت كل الاحداث الجسام التي مرت بها الامة باشخاص بعينهم (عدا العلامة ابن خلدون الذي كان سابقا لعصره).
اذا كان هناك تغييب منهجي لدور الشعوب في تغيير التاريخ. قد يكون هذا مفهوما في العصور الغابرة و لكن الآن و رغم تطور علم التاريخ و منهجيات النقد و التحليل فاننا ظللنا اوفياء لهوايتنا في انتظار الزعيم الاوحد المنقذ للامة من الضياع واصبحنا نحتفل بكل من نتوسم فيه بعض ملامح هذا المنقذ و بالمقابل لم يخيب هذا البطل الافتراضي آمالنا فلم ينجح ايهم في النجاح في مهمته. هذه كانت حالتنا فبداية بجمال عبد الناصر مرورا بصدام حسين و حسن نصر الله انتهاء باردوغان كلهم اشخاص رأت شعوبنا في كل منهم فارسها المغوار. بعضهم فجعنا او صدمنا فيهم و انتهى الامر و الاخر مازلنا نهيم به الى حد اشعار آخر قد يطول او لا يطول.
السؤال لا يتعلق بهذا الزعيم المفترض في خيال كل منا بل الاستفهام الحقيقي يتمثل في متى ندرك ان التغيير ينبع منا ؟ بل متى نفهم اننا نحن وقود كل تغيير و بنا نحن تلتهب كل ثورة و مقاومة؟ أنا لا انكر حتمية وجود قادة يلبون طموحات شعوبهم لكني اومن ايضا بانه كما تكونون يولى عليكم؟
ليكن التغيير من الداخل و كفانا حلما و اغراقا في الوهم ؟
ما رأي زملائنا في المنتدى؟ و شكرا.

أشكرك على إثارة هذا القضيّة ,نعم البطل المنقذ يعشّش في المخيال العربي و النّماذج كثيرة منها ما نجده عند ابن هاني : "ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهّار "والشّابيّ أصدق من رأى في الزّعيم إلها صغيرا حيث قال :
وزعيم أجلّه الناس حتّى ظنّ في نفسه إلها صغيرا ...(أتمنى أن أكون أمينا في النّقل )
وتاريخنا المعاصر يشهد أنّنا نعلّق كلّ آمالنا على الأبطال معتبرين إيّاهم ملهمين بل ربّما أشباه آلهة دون أن نكون نحن مشاركين بالفعل في إحداث التّغيير ...ولعمري انّ تلك حالة الطّبيعة ...
 
لكل تجمع بشري أو أمة أشخاصا يضع فيهم الله ملكات مميزة من الذكاء و الحكمة و القدرة على البذل و العطاء و نكران الذات. و هؤلاء لا يمكن إلا أن يكونوا زعماء قاطرين لغيرهم. و من البداهة أن نشير إلى أن هؤلاء وحدهم لا يمكنهم كتابة التاريخ و إنما اصطفاف الجماهير معهم هو المفعل للقوى الكامنة داخل الجميع.

هذا هو الأمثل. أما الأسوء فهو أن يتحول ذلك الزعيم الرمز إلى صنم تتجمد أمامه الأفعال و الإرادات و الأفكار و يُذبح التاريخ له قربانا. و تتقزم أمامه شعوبا بحالها.
 
يقول تعالى في الآية التاسعة والخمسون من سورة النساء
image001.gif
فنحن مأمورون من قبل الله عز وجل ، أن نطيع الأمر الذي جاءنا في القرآن الكريم ، وأن نطيع الأمر الذي جاء به النبي ليبين لنا ما في القرآن الكريم ،و نطيع أولي الأمر و هم ٍ العلماء الذين يعرفون أمر الله ، والأمراء الذين ينفذون أمر الله أما ادا كانوا من الجائرين فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق و قد شرع الله لنا في هده الاية امكانية النزاع مع علمائنا و أمرائنا ""فإن تنازعتم في شيء" على أن يصير الاحتكام الى كتاب الله و سنة نبيه و ليس لهوى السلطان "
فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر "

 
أخي henry1 , رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، معصوم من الخطأ ، فإن إنتفينا عنه العصمة ، فإنّنا ننفي بذلك ثاني مصادر التشريع ألا وهو السنة و نشكّك بجدوى العمل بها ، و الله عزّ و جلّ يقول : ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ) ، لذلك ، فإنّ كل ما قاله رسول الله صلى الله عليه و سلم و كل ما قام به ، هو وحي من الله عزّ وجلّ ، ولا يحتمل الخطأ . :satelite:

المعذرة و لكن الرسول عليه الصلاة و السلام ليس بمعصوم عن الخطأ و الاعتراف بهذا و ببشريته عليه الصلاة و السلام ماهو الا دليل آخر على عظمة ديننا وهناك عديد الحوادث التي تثبت هذا ولعل قصة الرسول مع الاعمى هي إحداها.
ملاحظة : القول بعدم عصمة الرسول عن الخطإ لا يقلل من قيمته بل هو يزيده عظمة و رقيا.
مع الشكر.
 
المعذرة و لكن الرسول عليه الصلاة و السلام ليس بمعصوم عن الخطأ و الاعتراف بهذا و ببشريته عليه الصلاة و السلام ماهو الا دليل آخر على عظمة ديننا وهناك عديد الحوادث التي تثبت هذا ولعل قصة الرسول مع الاعمى هي إحداها.
ملاحظة : القول بعدم عصمة الرسول عن الخطإ لا يقلل من قيمته بل هو يزيده عظمة و رقيا.
مع الشكر.






أخي henry1 ، ردّك هذا يثبت حسن نيّتك ، و أحمد الله على أنّني لم أسئ بك الظنّ .
فلتعلم أخي أنّ أعداء الإسلام من المستشرقين ممن ينطبق عليهم قول رسول الله صلى الله عليه و سلّم (أخوف ما أخاف على أمتي منافق عليم اللسان يجادل بالقرآن) ، يسعون جاهدين للتشكيك في الإسلام و في نبوٌة محمّد صلى الله عليه و سلّم و في سنّته ، لذلك أخي أدعوك أن تحكّم العقل و لنعد إلى أطوار حادثة الأعمى و نتبيّن ما جاء فيها :
بينما كان رسول الله صلى الله عليه و سلّم ، يدعو نفرا من كبار قريش إلى الإسلام ، إذ دخل عليه عبد الله بن أم مكتوم و كان أعمى ، و لم يعلم أنّ الرسول مشغول بأمر القوم ، فجعل يقول يارسول الله ارشدني وعلمني مما علمك الله ، و كان حينها رسول الله منشغلا بدعوة كبار قريش إلى الإسلام ، فأعرض عنه و عبس وجهه و أقبل على المشركين ، فعاتبه الله على ما قام به .
و هنا نلاحظ شيئين مهمّين و هما :
1- أنّ الخطأ كان من عبد الله بن أم مكتوم ، فمن المفروض أن لا يقاطع حديث رسول الله صلى الله عليه و سلّم و هذه من آداب الإسلام ، كما أنّه ألحّ على رسول الله صلى الله عليه و سلّم في حين أنّ الرسول كان مشغولا بالدعوة .
2- لقد عاتب الله عزّ و جلّ ، رسوله ، لأنّه كان من باب أولى ، أن يعير الرسول إهتمامه لعبد الله بن مكتوم بما أنّه موّحد بالله و أن يصرف نظره عن كبار قريش من المشركين ، لأنّهم كانوا يجادلونه و يطلبون منه أن يتنازل عن بعض ما جاء به الإسلام ، ليأمنوا به .
و هنا لا يمكننا أن نقول أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلّم ، قد أخطأ ، و لكن نقول كان عليه من باب أولى أن يفعل كذا و كذا.
و في الختام أخي henry1، أسأل الله أن يجعلني و إيّاك ممن يستمعون القول ، فيتّبعون أحسنه .:satelite:
 
أعلى