• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

تونس: صورة مجتمع بعدسة إنجليزية

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

AlHawa

نجم المنتدى
إنضم
31 ديسمبر 2006
المشاركات
5.429
مستوى التفاعل
10.744
تونس: صورة مجتمع بعدسة إنجليزية


آمال موسى
تغلب على علاقة «الأنا» العربية بالآخر الغربي مناطق كثيرة من العتمة المنتجة لظاهرة سوء الفهم من جهة، ولانطباعات متباينة لا تخضع الى فهم واضح وعميق من جهة أخرى. ولا يكفي في حديثنا عن الآخر أو في حديثه عنا أن نسرد وقائع، لا شك في صحتها، وإنما المطلوب هو وضعها في سياقها وتجنب السطحية في فهم الظواهر أقصى ما يمكن، من خلال البحث عن الأسباب المنتجة لأية ظاهرة، والإلمام بمعطيات تاريخية وثقافية وحتى اقتصادية لوضع كل ظاهرة في نصابها. ونكون بذلك، قد وفرنا على أنفسنا خطر المبالغة، باعتبار أن العملية ذاتها لا يمكن اقتطاعها أو تجزئتها وأنها لا تتحقق بمداعبة ذهنية للظواهر، بقدر ما تستلزم جهدا في الحفر، يسمح بتكوين معرفة حقيقية حولنا أو حول الآخر.

ويبدو أن علاقة الآخر الغربي المتقدم بالمجتمعات الاسلامية، لا تزال بحاجة أكيدة الى أزمنة من التواصل والمعرفة والقرب، وهو ما تأكد لي من خلال مقالة مدتني بها صديقة عربية مقيمة في لندن تولت مشكورة تعريبها. وهي مقالة للصحافية روز ماري بيهان، نشرت في «الديلي تلغراف» بتاريخ أول أغسطس، وبدأتها بالإشارة الى أنها موجودة في تونس منذ شهر لتعلم اللغة العربية، وتناولت فيها بالانتقاد الحاد ظاهرتين وقعت ملاحظتهما، الأولى تتعلق بالمجتمع ككل والثانية بالرجال التونسيين.

تصف الصحافية روز ماري بيهان تونس بالعاصمة العربية الأكثر تقدمية «بين مزدوجين»، مضيفة أنه في تونس يتزامن آذان الصلاة مع صوت شاكيرا. وتقول بيهان أيضا إنها لاحظت كثرة ترديد التونسيين، حتى الأكثر علمانية منهم لكلمات الحمد لله والشكر لله، حيث تذكر «إنهم يحمدون الله كثيرا لدرجة تثير التساؤل عما إذا كان يتبقى لديهم الوقت لفعل أي شيء آخر». وتسترسل في ملاحظة هذه المسألة بالقول إن التونسيين يكثرون من ترديد عبارات مثل «الحمدلله، إن شاء الله، بسم الله»، وإنهم يكررونها في كل مناسبة مهما كانت، سواء نهاية وجبة أو اجازة مشروع أو حتى تبادل حديث جدي.

تنتقل بيهان بعد ذلك الى توجيه انتقاد حاد لتصرف بعض شبان تونس مع غير التونسيات وتقول إن «الأكثر تحديا من حاجز اللغة هو انعدام التفهم والاحترام للمرأة الأجنبية، خصوصا الغربية». وتضيف: «فالنساء الاجنبيات هدف لاهتمام غير أخلاقي من جانب رجال تونسيين جعلوا من استغلال عزلة المرأة الأجنبية وكأنه واجب وطني».

وبعدما تشير الكاتبة الى جهود الرئيس الراحل بورقيبة في النهوض بوضع المرأة التونسية تقول إنها أصيبت بخيبة أمل ازاء ما تتعرض له المرأة الغربية من مضايقات الشبان في تونس، وهي مضايقات تلاحق الغربية حتى وهي تسبح في البحر، ناهيك من ان المرأة الغربية لا تستطيع التجول في الشارع، من دون ان تتعرض لملاحقات من شبان واهمين بأن أية غربية، تتمنى قضاء ليلة مع واحد منهم. وتختم بيهان بالقول ان درجة المضايقة من شأنها أن تحول أية امرأة غربية عادية الى «فيمينست في منتهى الغضب»، إذ يبدو لها ان الشبان التونسيين يعتقدون أن استهداف غير التونسية سلوك مشروع...

لقد تعمدت تضمين هذه المقالة بأكثر ما يمكن مما كتبته الصحافية روز ماري بيهان، حتى يقرأ كل واحد منا موقفها بشكل محايد، تماما كما فعلت الصديقة التي أرسلت لي المقالة. ولكن هل تجنت الصحافية الانجليزية على التونسيين خاصة الرجال، أم أن الكاتبة كانت أمينة في نقلها لبعض التفاصيل والملاحظات الاجتماعية؟

في الحقيقة يظهر أن ما كتبته بيهان لا يقارب من زاوية التجني ولا من منظور الأمانة ايضا. فهي ملاحظات صحيحة في مجملها ولكن المشكل يكمن في طريقة تقديمها، اذ تتصف الطريقة ببعض السطحية والكسل، باعتبار أنها اكتفت بما رأته واعتمدت على ردود أفعالها الغاضبة، خاصة في تصرف الشبان مع غير التونسيات، الشيء الذي جعلها غير محايدة، كما تشترط الكتابة القائمة على الملاحظة. ولكن ليس صعبا فهم مواقف بيهان، التي هي في جزء منها نتاج بعض الأفكار المتداولة، منها أن تونس من أكثر الدول العربية علمانية وأن مجتمعها في علاقته بالدين أقرب ما يكون الى علاقة أوروبا الجنوبية بالدين وأنه لولا عدم تجذر الدين فيه، لما قبل بالاصلاحات، التي قامت بها الدولة التونسية إبان استقلالها، والتي تعلن بشكل صريح عن توجهات علمانية ترفض استمرار فعالية المحاكم الشرعية والتعليم الزيتوني... وفي الحقيقة مثل هذه الفكرة، تستند الى أخطاء كثيرة ورغبة في تقليص أهمية البعد الديني في المجتمع التونسي، الذي هو مثل غيره من المجتمعات العربية والاسلامية عاش أزمة الاسلام السياسي، ثم ان البند الاول من الدستور التونسي يعلن بشكل صريح ان الاسلام دين تونس. كما أن تاريخ الاسلام في تونس عميق التجذر، بل إن جامع الزيتونة، كفضاء تاريخي للمعرفة الدينية سابق حتى على جامع الازهر الشهير. لذلك فان الثقافة الاسلامية متغلغلة في المجتمع التونسي وتنعكس بشكل واضح على الجهاز اللغوي المتداول، حيث يتواتر استعمال «الحمد لله، ان شاء الله». وان كنا لغويا وسوسيوثقافيا لا ننكر دلالات كثافة تواتر هذه العبارات في معجم اللهجة التونسية، فإنه لا يتعارض والتقدم بالإضافة الى أن شرط التعارض بين المجتمع المدني والمجتمع الديني غير قائم الذات في سياق المجتمعات العربية والاسلامية، بل حتى ايضا في غير مجتمعاتنا. لذلك فحتى الذين وصفتهم بالعلمانيين، هم ترعرعوا في بيئة ذات ثقافة اسلامية، الشيء الذي سينعكس على اللغة ومفاهيمها. وأتذكر في هذا السياق أن زميلي عندما زار مدينة «فورث ورث» في ولاية تكساس الأمريكية، ذكر لي ـ من دون أن يبدي أي استغراب أو نقد ـ أن أول شيء يعترض الزائر بعد خروجه من المطار لافتة مكتوب عليها ما معناه «لئن شكرتم لازيدنكم»، وفي عشية السبت، شاهد مجموعة من الشبان والشابات مجتمعين في قلب المدينة وحاملين للصليب ويناقشون مأساة المسيح بتأثر بالغ.

وفي الحقيقة الأمثلة التي تنسف فكرة تعارض الدين مع التقدم، كثيرة خصوصا أن مفهوم العلمانية او اللائكية لا يعنيان نسف البعد الديني من المجتمع، بقدر ما يفهم منها فصل الديني عن السياسي. لذلك لو وضعت بيهان المجتمع التونسي في سياقه الثقافي والتاريخي والديني، وأنه بالاضافة الى انتمائها الثقافي والحضاري، هناك انتماءات وسياقات اخرى، لما تعاطت مع العبارات الدينية التي يرددها التونسيون بذلك الاستغراب وبتلك السخرية المستبطنة.

أما بخصوص انتقاد الكاتبة لتصرفات بعض الشباب مع الأجنبيات، فهي صحيحة. من ذلك أنه يوجد مصطلح شعبي تونسي، يسمي صائدي السائحات بـ«البزناسة»، ومن المفارقات أن هذه التسمية مشتقة من عبارة «البيزنس». وبحكم أن تونس بلد سياحي، يستقبل الأوروبيين بشكل أساسي فإنه في كل مدينة سياحية تونسية تقريبا هناك مجموعات من الشباب شغلها الشاغل اصطياد الاوروبيات وذلك بقصد الهجرة الى حيث يتوقعون الظفر بالمال والسيارات الفاخرة بأسرع وقت ممكن. وفي المدن الساحلية خلقت ثقافة خاصة في العلاقة بالأوروبيات، حتى بالنسبة الى الذين لا يملكون هاجس الهجرة. وفي الحقيقة هذه الظاهرة ليست حكرا على بلدان عربية سياحية، بل موجودة حتى في اوروبا ومدنها السياحية وقد بثت قناة «فرنسا 2» أشرطة وثائقية وريبورتاجات لمرات عديدة حول صيد بعض الأوروبيين للأوروبيات ويبدو أن مثل هذه الثقافة السلبية طبعا والقائمة على التمعيش والاستغلال، من هوامش ثقافة واسعة، تنتجها السواحل والبحار والسباحة والعلاقات العابرة.

وانتقاد الكاتبة لهذه الظاهرة غير الحضارية أينما وجدت مفهوم جدا، خاصة عندما تصادفها في مجتمع معروف عنه تنزيل المرأة المكانة القانونية والاجتماعية الكبيرتين.

ولكن غير المفهوم هو محاولة تضخيم الظاهرة ونقل انطباع وكأن كل شباب تونس على هذه الشاكلة. وإذا كانت بعض المؤشرات ترتقي الى مستوى التعميم، ربما لقلنا إن ظاهرة ضرب النساء الموجودة في أوروبا، التي تتعارض بشكل قاطع مع جغراثقافية متقدمة ومنتصرة لحقوق الانسان جملة وتفصيلا، تشمل كل الأوروبيين أيضا... ولكن هل تنتج مثل هذه المقاربات التعميمية والمبالغة والتي تصاغ بمنتهى الغضب، معرفة حقيقية عن المجتمعات قابلة للحياة؟
 
مشكورررررررررررررررررررررررررررر:kiss:
 
موضوع هادف..مشكووووووور أخي العزيز
 
موضوع متميز كما عودتنا :satelite:
 
موضوع متميزوهادف مشكور
 
هكذا الغرب دائما يحاول أن يركّز على سلبيات مجتمعاتنا على أنّها لم تجانب الحقيقة كثيرا ولم تتجنّى علينا فما ذكرت من ظواهر هو شائع كثيرا ويبدو أنّ صديقتنا لا تتقن العربية كثيرا وإلاّ لسمعت من الكلام البذيئ والسبّ للجلالة ما يجعلها تفكّر كثيرا في اسلام هذا المجتمع

أمّا ما شدّ انتباهي فقولها " تونس يتزامن آذان الصلاة مع صوت شاكيرا" ولأن اعتبرت ذلك تقدمية فهي في نظري سوء أدب وقلّة احترام
 
مممممممممشششششششششششششككككككككككككوووووووووووووررررررررررررررررررررررررررررررررر
 
هكذا الغرب دائما يحاول أن يركّز على سلبيات مجتمعاتنا على أنّها لم تجانب الحقيقة كثيرا ولم تتجنّى علينا فما ذكرت من ظواهر هو شائع كثيرا ويبدو أنّ صديقتنا لا تتقن العربية كثيرا وإلاّ لسمعت من الكلام البذيئ والسبّ للجلالة ما يجعلها تفكّر كثيرا في اسلام هذا المجتمع

أمّا ما شدّ انتباهي فقولها " تونس يتزامن آذان الصلاة مع صوت شاكيرا" ولأن اعتبرت ذلك تقدمية فهي في نظري سوء أدب وقلّة احترام

بداية أذكر أنّ كاتبة المقال آمال موسى على ما يبدوا تونسيّة صاحبة رأي في جريدة الشّرق الأوسط! كما يبدوا أنّها مستاءة من هذا المقال الإنجليزي

الشّيئ الذي دائما أعيبه في الأوروبيّين هو النّضر من وجهة واحدة!

أعطي مثال حصل معي: إمرأة ألمانيّة تنتقد الأتراك القديمن في ألمانيا عدم إتقانهم اللّغة الألمانيّة و بعد مدة تجاوزت الرّبع ساعة و هي تنتقد (قلبها معبّي) قاطعتها لأعرف أين تسكن!

هيّا طلعوا فين و من ستّة سنين!

في تونس! لا تتكلّم لا العربيّة و لا الفرنسيّة! أفحمت
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى