• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

تونس: الوشم موضة لا تنتهي ... ومن جرّب مرة أعاد الكرة

AlHawa

نجم المنتدى
إنضم
31 ديسمبر 2006
المشاركات
5.429
مستوى التفاعل
10.744
الوشم موضة لا تنتهي ... ومن جرّب مرة أعاد الكرة

تونس - سلام كيالي

الحياة - 30/07/07//



wachem_15.jpg_200_-1.jpg


انتشرت أخيراً في تونس محال الوشم خصوصاً في مراكز التجميل. والوشم تقليعة لا تتوقف عند حد معين، والمقبلون عليها من مختلف الأعمار يتزايدون، ولا يلبث الوشم أن يصبح وشمين وأكثر أحياناً.

الرسومات على الكتفين والرقبة، أو أسفل الساق، باتت تشكل ظاهرة منتشرة بكثرة بين الشباب التونسي، خصوصاً أيام الصيف التي تعتبر مناسبة للتباهي بهذه الزخارف وإبرازها.

بعض هذه الرسومات يعبر عن القوة كالنسر والعقرب والأفعى والتنين، وبعضها الآخر يرمز الى الحب والحياة والماء والنار، وجزء آخر منها يعبر عن الأنوثة والرقة كالوردة الحمراء أو الفراشة. فكل وشم يعبر عما يجول ببال صاحبه من حب أو عاطفة أو شعور بالقوة.

ويفضل بعضهم وشم الحرف الأول من اسم الحبيب، فراس مثلاً (33سنة) اختار وضع الحرف الأول من اسم صديقته (M) على كتفه بشكل طريف، فيه نوع من التفنن، يجب التمعن فيه ليتبين الحرف.

فراس وشم هذا الحرف قبل سنوات عدة، والرغبة في إثبات حبه لصديقته ( ملاك) هي الدافع إلى ذلك، كأنه نوع من التعاقد أو التواعد، والتفكير بالأسوأ لم يكن يخطر في البال ولا الحسبان. وكأي علاقة يمكن أن تنتهي انتهت علاقتهما، لكن الحرف بقي، وبدأ الآن التفكير بالآتي، فماذا سيفعل بهذا الوشم إن لم تكن التالية تحمل اسماً يبدأ بالحرف نفسه؟!

الطيش أو عدم التفكر بما سيحمله الشخص على جلدته من رسوم وأوشام، ينسيانه أنه قد يبدل رأيه في لحظة من اللحظات، خصوصاً بعد مضي سنوات يتغير معها الذوق والرأي والظروف.

سوزان (27 سنة) لم تكن تحسب حساباً عندما قررت نقش وشم على جسدها وما إذا كانت ستبقى على حبه وترتاح له أم أنه طيش عابر.

ثلاثة وشوم تزين جسدها، ظنت أنها ستبقى تعبر عن شخصيتها، مهما مر من وقت. الأول يبدأ من عنقها ويغطي قسماً من ظهرها، وهو رسم لتنين بذيل طويل، ينفث لهباً أحمر من فمه. للوهلة الأولى لا يبدو هذا التنين سوى ما هو عليه، لكن لحظات من التمحيص يظهر اسمها وقد كتب بطريقة فنية من ذيل وأجنحة هذا التنين.

الوشم الثاني وهو على الكتف من الأمام عبارة عن قدم أسد، أما الوشم الثالث ومكانه أسفل ساقها اليسرى، فهو عبارة عن رمزين متداخلين للحياة والنار.

رسومات لا تعبر أبداً عن شخصية سوزان الهادئة، ولا عن لطفها في التعامل، ولا عن أحاسيسها الرقيقة. كل ما في الأمر أنها وبلحظة طيش اعتقدت أنها هكذا ستعبر عن شخصيتها وتفكيرها، ولم تقم حساباً لاحتمال أن تتبدل اهواؤها في يوم من الأيام، أو أن شخصية الفتاة المشاكسة الطائشة ستتحول إلى أخرى ودودة هادئة.

حيرة تواجهها، فهي بقدر ما تفضل التخلي عن وشومها الثلاثة، بقدر ما هي متعلقة بإبقائها ذكرى لها من أيام طيش مضت.

والمشكلة أن الفكرة ليست إزالتها بالتحديد، بل وشم رسومات بديلة، على الأقل على الكتف أو أسفل الساق، بخاصة أن الموضة الدارجة بين البنات اليوم هي وردة أو فراشة وما شابهها.

ستة أشهر، مدة الوشم الذي فضله فادي (24 سنة)، ففترة طويلة قد تتبدل بها الأفكار والأهواء، وقد يصبح الأمر محرجاً في مرحلة معينة، وربما قد تظهر تقليعات جديدة. أن وشم حوت صغير لن يزعجه (برجه الحوت)، إلا أنه فضل مدة ستة اشهر تحسباً لأي تبدل يطرأ عليه، والحوت الصغير فكرة يمكن تكرارها متى شاء.
 
" لعن الله الواشمات و المستوشمات و النامصات و المتنمصات و المتفلجات للحسن المغيرات خلق الله "

أحسنت!!

إنّ هذه الظواهر في المجتمع التونسي ناتجة عن تذبذب اجتماعي بين الإنفتاح والتقوقع من أجل ذلك نجد أنّ الشباب وهم الحلقة الأضعف في السلسلة الإجتماعية إمّا منفتحين إطلاقا تاركين ورائهم جميع الضوابط الإجتماعية وإمّا متقوقعين على أنفسهم


في رأيي أنّنا نحتاج إلى صبغة خاصة بنا مجتمع ذو شخصية فنحن الآن نرفض أن نكون شرقيين والغرب يرفضنا وجدنا أنفسنا في منتصف الطريق لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء
وللأسف فإنّ ما بين الضفّتي بحر فإن بقينا كثيرا على هذه الحال أخشى أن نغرق !!

طبعا وضع طابع معيّن لمجتمع ما لا يتمّ بين ليلة وضحاها إن يحتاج لسياسة ممنهجة بين الدولة والمجتمع المدني ...
 
للأسف هذا من سلبيات تقليذ الغرب
الجميع يبحث عن المظاهر و نسيو الدين
 
" لعن الله الواشمات و المستوشمات و النامصات و المتنمصات و المتفلجات للحسن المغيرات خلق الله "

للأسف بدأت هذه الظاهرة بالنتشار و الناس غير واعين بلان هذا تقليد أعمى للغرب و بذلك يتم محو هويتنا و الأزيد من ذلك هو حرام أما في هذا الوقت شكون يعرف الحلال من الحرام ربي يتولاهم
 
أحسنت!!

إنّ هذه الظواهر في المجتمع التونسي ناتجة عن تذبذب اجتماعي بين الإنفتاح والتقوقع من أجل ذلك نجد أنّ الشباب وهم الحلقة الأضعف في السلسلة الإجتماعية إمّا منفتحين إطلاقا تاركين ورائهم جميع الضوابط الإجتماعية وإمّا متقوقعين على أنفسهم


في رأيي أنّنا نحتاج إلى صبغة خاصة بنا مجتمع ذو شخصية فنحن الآن نرفض أن نكون شرقيين والغرب يرفضنا وجدنا أنفسنا في منتصف الطريق لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء
وللأسف فإنّ ما بين الضفّتي بحر فإن بقينا كثيرا على هذه الحال أخشى أن نغرق !!

طبعا وضع طابع معيّن لمجتمع ما لا يتمّ بين ليلة وضحاها إن يحتاج لسياسة ممنهجة بين الدولة والمجتمع المدني ...

merci bien mon cher ami pour votre vision et surtout pour la bonne repense
 
أريد أن أضيف أنّ مشكل الوشم قديم جدّا في مجتمعنا و لقد كانت هناك فترة إنقطع النّاس عنها لأسباب أخلاقيّة و دينيّة

الجيل الذي كان يتوشّم هو الجيل الذي فرّط بتونس للفرنسيّين

فهل من مقارنة
 
اقرؤوا ما يجول في عقول الشباب التونسي و كيف يبرر تصرفاته
" أعشق التميز وأرفض الكلاسيكية والرتابة، وقد وجدت في وضع' بلوطة ' ( قرط) في أذني اليسرى، ووشم ثعبان فوق زندي أفضل طريقة للتعبير عن نفسي، كما أني أحتفظ بشعري مجعدا هكذا منذ وقت طويل" بهذه الطريقة الهجومية شخص يدعى خالد 23 سنة الطالب في كلية العلوم السياسية و يضيف " أحب الحرية والتمرد على العادات والتقاليد البالية "
حالة خالد هذه ليست سوى نموذج لظاهرة أصبحت شائعة في صفوف الشباب التونسي أو كما يحلو لهذه الفئة أن تطلق عليها بالعامية التونسية "عفسة من العفسات" أي تقليعة جديدة. فالأقراط التي كانت في ما مضى حكرا على الفتيات، اقتحمت عوالم الفتيان من أوسع الأبواب:
أقراط في الأذن و"بيرسنغ" في الأنوف و فوق الحاجب وأشكال متنوعة من الوشم أو" التاتو" تفنن في رسمها الشباب، نساء عاريات ، ثعابين ورموز ذات أبعاد إيديولوجية علاوة على الصبائغ ذات الألوان الفاقعة:حمراء وصفراء وبنفسجية تلون رؤوسهم ويتباهون بها في ما بينهم.
منتصر( 22سنة طالب) يرتدي قرطا منذ 11 سنة في أذنه اليسرى يرى أنه ليس من العيب ارتداء الشاب للحلي ولا ينقص هذا الأمر من رجولته، كل ما في الأمر أنه لوك جميل و"عفسة" استهوته بالإضافة إلى تأثره بفرق الراب الأميركية " كالراد مان و الميتود مان".
أما صديقته" بوبة" كما يحلو لأصدقائها أن يطلقوا عليها فقد ارتأت أن تقص شعرها بشكل لافت للأنظار كما أبدت رغبتها في وضع بيرسنغ على الأنف تقول بوبة:"الناس يرونني" مسترجلة" أي شبيهة بالرجال لكني أرى نفسي جميلة هكذا ولا أهتم لرأيهم كثيرا"
الياس( 25 سنة مهندس في الصوت ) وضع البيرسنغ في ذقنه لمدة طويلة لكنه اضطر إلى إزالته بحكم التحاقه بالوظيفة العمومية و الطريف في الأمر أنه جرب البيرسنغ عبر تقنية الفوتوشوب فلما بدت له مثيرة طبقها على أرض الواقع.
حكاية محمد ( 21 سنة ) مثيرة نوعا ما فليس هو من اختار ثقب أذنه ووضع "البلوطة" بل جدته منذ أن كان رضيعا، وهي حسب قوله عادة قديمة لطرد شبح الموت عن المولود الذكر.أما عن شعره الكثيف فقد علل ذلك بشدة هوسه بلوك الـ "فنكي" و "الأفرو" فضلا عن حبه لفنان البلوز" جيني هاندريكس".
ثرية ( طالبة سنة ثالثة فرنسية) اختارت تزيين أنفها بالبيرسنغ وترى أن ذلك يدخل ضمن الحريات الشخصية وقد قامت بعملية الثقب في انقلترا فترة مراهقتها من باب تغيير اللوك وتؤكد أن مثل هذا التصرف لا يمس أخلاقها فهي من أسرة محترمة وذات مستوى علمي مرموق .ثرية صرحت كذلك أنها ستقوم قريبا بوضع تاتواج أسفل ظهرها يرمز إلى السلام و الحب.
معز( 23 سنة طالب سنة أولى علم نفس) أبدى سعادة كبيرة كونه يحمل لوكا جذابا فشعره الملون بالأصفر الفاقع يجعله جذابا و مثيرا للاهتمام أمام شلته وقد كانت البداية من باب التسلية عند صديقه الحلاق ثم أعجبته الفكرة ولا يخفي رغبته في ثقب حاجبه ليضع بيرسنغ يزيد جاذبيته( حسب قوله).
وإذا كان هوس تغيير اللوك والتميز هو الدافع الذي وحد وجهة نظر المستجوبين وعلل سلوكهم، فان لرياض (27سنة مهندس في تقنية الديزاين )وجهة نظر مختلفة إذ علل شعره الطويل والمجعد ولحيته المنسابة بتبنيه للفكر "الراستي" كونه طريقة للعيش والعودة إلى الطبيعة .
وجدي( 23 سنة) ليس من هواة الأقراط إذ يعتبرها فكرة مستهجنة ولا تليق بالشباب المسلم لكنه في الوقت ذاته اختار أن يقوم بظفائر في شعره من باب المتعة و إثارة اهتمام الفتيات فهو يرى نفسه وسيما هكذا.
ظاهرة حمل الذكور للأقراط ليست دخيلة على المجتمع المغاربي فقد بينت الدراسات السوسيولوجية أن عبيد شمال إفريقيا كانوا يرتدون الأقراط في أذنهم و أنوفهم من جهة ثانية فان بعض التقاليد كانت تمارس من قبل الأمهات حين يموت مولودها البكر بوضع قرط للمولود الموالي اعتقادا منهن أن ذلك يحميه و يطيل في عمره.
ويفسر الأستاذ أحمد السهيلي المختص في علم الاجتماع تبني الشباب لقيم و تقليعات غربية كنتيجة طبيعية للغزو الثقافي والاجتماعي الأجنبي المتجسد خاصة في انتشار الفضائيات ما يجعل الشباب مبهورا بفرق وأنماط موسيقية غربية ويسعون إلى تقليدهم في المظهر والسلوك بشكل عام.كما أن غياب دور الأسرة في مراقبة الأبناء و ترشيدهم يقف وراء انتشار هذا السلوك لا سيما عند فئة المراهقين الذين يسعون إلى إبراز ذواتهم بطريقة متمردة و خارجة عن النظام الاجتماعي .
وينبه بعض المختصين إلى خطورة ثقب أماكن حساسة من الجسد كالأنف و اللسان ما من شأنه أن يحدث تعفنات جلدية وتعكرات في الجسم يمكن أن تتطور إلى أمراض خطرة كالسيدا و السيلان.
انتظر التعاليق لمعرفة ارائكم منقول للافادة
 
هذا الكلام يدفعني للتفكير بالمثل الشعبي " العزوز هازها الواد و هي تقول العام صابة"
بمعنى أن تيار التقليد الأعمى للغرب و انتشار الميوعة يجرف الجميع .. و هم يتمسكون بكلمات كالحرية الشخصية و متطلبات الجيل الجديد .... و عفسة !!!


أرجو أن لا تكون هذه "العفسة" فوق رؤوسنا فنجد أنفسنا في مجتمع بلا قيم, بلا أخلاق... و حين ذاك لن تنفعنا "العفسة" في شيء و لكنها ستقصم ضهورنا


احترامي
 
أعلى