دراسة تدق ناقوس الخطر

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
العلماء يحددون تغييرات تجعل من أنفلونزا الطيور وباءً ينتقل بين البشر

يراقب العلماء عن كثب التطورات التي تطرأ على فيروس أنفلونزا الطيور القاتل، الذي لايزال لغزا يحير العلماء، إذ يحاولون بشتي الطرق التعرف على خبايا وأسرار هذا الوباء اللعين الذي يمثل تهديدا حقيقيا على صحة الملايين من البشر في حل تحوره وانتقاله من إنسان لأخر.
ولا زال هذا الفيروس الخطير ينحصر بين الطيور، وهناك تكهنات من بعض العلماء أن يتحور وينتقل بين البشر، فقد أعلن باحثون أنهم وجدوا بعض التغيرات التي يحتاجها فيروس الانفلونزا لكي يتحول الى نوع وبائي، وذكروا في دراسة حديثة ان فيروس انفلونزا الطيور “اتش5 ان1” لم يكتسب حتى الآن الا القليل من هذه التغييرات.
وذكر الباحثون من مستشفى لبحوث الاطفال في ممفيس بولاية تينيسي الامريكية أن دراستهم يمكن أن تساعد العلماء على مراقبة التغييرات الأكثر ترجيحا التي تجعل فيروس “اتش5 ان1” خطرا عالميا.
ووفقا لما ذكرته جريدة "الخليج"، أجرى رئيس فريق البحث دافيد فينكلشتاين وزملاء له بحوثا على عينات من فيروس “اتش5 ان1” من الناس الذين اصيبوا به، ووجدوا أنه لا شيء منها قريب بأي حال الى التحور مثل فيروسات الانفلونزا التي تسببت في الاوبئة الثلاثة الاخيرة وخاصة “الانفلونزا الاسبانية” في عام 1918 التي أودت بحياة الملايين في كل انحاء العالم.
وكتب فينكلشتاين في دورية دراسات الفيروسات "فيرولوجي" قائلا: "وجدنا أن هناك 32 تغيرا واضحا في فيروسات الانفلونزا التي تفرق بين انفلونزا بشرية وبين انفلونزا الطيور، وأنه حتى عندما تصيب فيروسات "اتش5 ان1" الإنسان فإن كلا منها يكتسب تغيرا واحدا او اثنين من هذه التغيرات في الغالب".
وأضاف فينكلشتاين: "نعتقد اننا سنكون محفوفين بالمخاطر حقيقة إذا طرأ 13 تغيرا... لم نشهد اي شيء يقارب الاختلافات الثلاثة عشر التي شهدناها في الانفلونزا الاسبانية".
ويتفق خبراء الصحة على أن العالم يمكن أن يشهد وباء بسبب أنفلونزا، حيث شهد العالم ثلاثة خلال القرن الماضي، مؤكدين ان المشتبه به الرئيسي هو فيروس انفلونزا الطيور "اتش 5 ان1" نظرا لانه يصيب مئات الملايين من الطيور على مستوى العالم وانتقل الى اشخاص مرات عديدة لكي يقتل 194 من بين 321 شخصا اصيبوا به.
وهو يتغير باستمرار مثل معظم فيروسات الانفلونزا. فإذا اكتسب التغييرات المطلوبة تماما فانه قد ينتقل بسهولة من انسان الى آخر وهذا ما قد يكون ايذانا بوفاة الملايين.
هل الفيروس انتقل من إنسان لأخر ؟

زعم باحثون أمريكيون أن تحليلا دقيقا أجرى لبعض الأشخاص المصابين بفيروس انفلونزا الطيور أكد أن فيروس "اتش5ان1" انتقل من شخص الى اخر في اندونيسيا في 2006 ، وقالوا إنهم استحدثوا اداة لاجراء اختبارات سريعة في بؤر انتتشار المرض لمراقبة احتمال انتشار اوبئة خطيرة.

ويتفق مسؤولو الصحة حول العالم على أن هناك امكانية لانتشار وباء للانفلونزا وأنهم يشعرون بأكبر قلق حيال من انتشار فيروس انفلونزا الطيور من سلالة "اتش5ان1" بواسطة الطيور المهاجرة من اسيا الي افريقيا، وهذا النوع من الفيروس نادرا ما ينتقل الى البشر لكنه اصاب 322 شخصا منذ عام 2003 توفي منهم 195.
وقد اصيب معظمهم بالعدوى اثناء الاتصال المباشر بالطيور، لكن هناك حالات قليلة لاصابات شملت مجموعة من الاشخاص تم رصدها.. لذا ينزعج مسؤولون كثيرا حيال امكانية اكتساب الفيروس القدرة على الانتقال بسهولة وبشكل مباشر من شخص الى اخر، وذلك من شأنه ان يثير وباء.
وبحث أيرا لوجيني وزملاء له بمركز فريد هوتشنسون لبحوث السرطان في سياتل مجموعتين واحدة توفي فيها ثمانية افراد من عائلة واحدة في سومطرة باندونيسيا في 2006 والاخرى في تركيا واصيب فيها 8 اشخاص توفي 4 منهم.
وكان الخبراء على يقين تقريبا من ان حالة منطقة سومطرة الأندونيسية حدث فيها انتقال للفيروس من إنسان إلى آخر لكنهم كانوا حريصين على رؤية مزيد من الادلة، حيث كتبوا في تقرير نشر في دورية طبية قائلين: "وجدنا دليلا واضحا على انتقال هذا الفيروس من انسان الى اخر في سومطرة لكن ليس الامر كذلك في تركيا.. هذا لا يعني انه حدث انتشار على مستوى منخفض للفيروس من انسان الى اخر لكننا نفتقد الى دليل احصائي على حدوث مثل هذا الانتشار.

ففي سومطرة وهي احدى جزر اندونيسيا يبدو ان امرأة عمرها 37 عاما نقلت العدوى الى ابن شقيقها البالغ عمره 10 اعوام والذي نقلها بدوره الى والده، حيث أكدت اختبارات الحمض النووي "دي ان ايه" أن سلالة الفيروس الذي تسبب في وفاة الاب مشابهة جدا للفيروس الذي وجد في جسم الصبي.

معلومات تهمك
يؤكد خبراء الصحة أن مرض انفلونزا الطيور ينتقل بين الطيور عن طريق البراز والرذاذ الناتج من افرازات الأنف والعين وكذلك تلوث المعالف والمساقي والمعدات والملابس داخل المزرعة بهذه الافرازات وكذلك تتم العدوى في فقاسات البيض عندما يتم انكسار بيض مصاب بالفيروس.
ويمكن انتقال المرض من خلال الطيور المهاجرة ولكن بنسب ضعيفة حيث أن الطيور المصابة غالبا ما تكون في حالة اعياء شديد يصعب الطيران لمسافات طويلة والفيروس يتأثر بالحرارة والمطهرات، فيثبط عند درجة 60 لمدة نصف ساعة وكذلك بالمطهرات مثل الفورمالين ومركبات اليود.
ويمكن للفيروس الانتقال إلى الإنسان -خاصة المتعاملين في مجال الدواجن سواء بالتربية أو البيع- عن طريق التلامس مع افرازات الطيور أو البراز، ولكن حتى الآن لم يثبت انتقال المرض من إنسان إلى آخر حسب النتائج الناجمة عن الاختبارات التي أجرتها منظمة الصحة الحيوانية، كما أن الدجاج المطبوخ جيداً لا يمكن ان يتسبب في نقل المرض نظرا لتأثير الحرارة على الفيروس كما سبق.
وحسب تقارير المنظمات ذات الصلة فإن معظم الاصابات التي تم تشخيصها حتى الآن ظهرت لدى المتعاملين في تربية الدواجن والعاملين في المسالخ.. لكن بالرغم من ذلك فإنه لا يزال من الصعب انتقال عدوى انفلونزا الطيور التي وصلت مؤخرا الى القارة الاوروبية من الطيور المصابة الى الانسان لكنها تثير المخاوف من انتشار وباء يصعب السيطرة عليه بوسائل الحماية الحالية.
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى