الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ، ينبغي للمصلي أن يحرص على تحصيل الخشوع في صلاته , لقوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ) المؤمنون (1 / 2) , ولقول النبي – صلَّى الله عليه وسلم_ : (ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوئها و خشوعها وركوعها إلَّا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب مالم تؤت كبيرة وذلك الدهر كله) ، ولا شك أنَّ حمل المصحف خلف الإمام قد يفوت على المصلي بعض الخشوع في صلاته ، ويصرفه عن النظر إلى مكان سجوده في الصلاة , مع ما يحتاجه حامل المصحف خلف الإمام من كثرة الحركة في تقليب الصفحات , ووضع المصحف ورفعه , وهذه الحركات تكون لغير حاجة , فتكون مكروهة , وكذلك مثل هذا الفعل لم يثبت في السنة فلا شك أنه خلاف للسنة. وقد سئل العلامة ابن باز السؤال التالي :ما حكم حمل المأموم للمصحف في صلاة التراويح ؟ فأجاب : " لا أعلم لهذا أصلا ، والأظهر أن يخشع ويطمئن ولا يأخذ مصحفا ، بل يضع يمينه على شماله كما هي السنة ، يضع يده اليمنى على كفه اليسرى الرسغ والساعد ويضعهما على صدره ، هذا هو الأرجح والأفضل ، وأخذ المصحف يشغله عن هذه السنن ، ثم قد يشغل قلبه وبصره في مراجعة الصفحات والآيات وعن سماع الإمام ، فالذي أرى أنَّ ترك ذلك هو السنة ، وأن يستمع وينصت ولا يستعمل المصحف ، فإن كان عنده علم فَتَح على إمامه ، وإلا فتح غيره من الناس ، ثم لو قُدِّر أن الإمام غلط ولم يُفتح عليه ما ضر ذلك في غير الفاتحة إنما يضر في الفاتحة خاصة ؛ لأن الفاتحة ركن لا بد منها أما لو ترك بعض الآيات من غير الفاتحة ما ضره ذلك إذا لم يكن وراءه من ينبهه ، ولو كان واحد يحمل المصحف على الإمام عند الحاجة فلعل هذا لا بأس به ، أما أن كل واحد يأخذ مصحفا فهذا خلاف السنة " انتهى .
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.