الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
و جزاك الله خيرا

e4d4b74ae6.jpg
 
main.jpg


اللهم انصر اخواننا في فلسطين

ودمر عدوهم شر تدمير
 
فلسطين عبر التاريخ ، حتى لا ننسى. بقلم م.زياد صيدم

:besmellah2:


بدأ الإنسان القديم العيش في فلسطين في -عصور ما قبل التاريخ- وتدل البقايا الأثرية الحجرية في مناطق طبرية والجليل على ذلك ولا نريد أن نخوض كثيراً في الشرح لننتقل إلى عصور ما بعد التاريخ أي بعد أن استخدم الإنسان الكتابة في الألف الرابع قبل الميلاد فقد عرفت فلسطين منذ فجر التاريخ بأرض كنعان نسبة إلى سكانها الأوائل من الكنعانيين و اليبوسيين في الألف الثالثة قبل الميلاد وهم القبائل السامية التي جاءت إلى فلسطين من شبه الجزيرة.


ثم جاءت غزوات ما وراء البحار وقد قدم الفلسطينيون من جزر(يونانية) من البحر المتوسط ليستقروا على الساحل الفلسطيني في الفترة 1200- 586 ق.م بعد معارك طاحنة مع الكنعانيين وحلفائهم من الفراعنة وقد تم العثور على إثباتات مكتوبة تدل على كيفية قدوم الفلسطينيين للمنطقة وذلك في عهد رمسيس الثاني حيث جاءوا مبحرين فى سفن حربية وكانت إحداها تحمل الاسم اللآتينى فلستيز نسبة إلى جزيرة فليتسيا اليونانية حيث تم تحريف الاسم بعد ذلك بالعربية إلى فلسطين وقاموا بتأسيس مدن رئيسية مثل غزة وعسقلان واس دود حيث سميت البلاد فيما بعد على اسمهم . وقد احتلها الفرس في القرن الخامس قبل الميلاد ثم احتلها اليونانيون بقيادة لإسكندر المقدوني في نهاية القرن الرابع قبل الميلاد وجاء الرومان على أثر هزيمة اليونانيين وذلك في القرن الأول قبل الميلاد ثم ما لبث الحكم أن انتقل إلى البيزنطيين أحد فروع الرومان وقد فرض الإمبراطور قسطن طين فيها الديانة المسيحية التي ظهرت في بداية العهد الروماني الأول وفى عهد الإمبراطور هدريان حيث تمت تسمية جميع الأراضي المقدسة بالاسم (فلسطين )، وتعتبر مدن أريحا و بيسان والقدس وغزة والخليل وبيت لحم من أقدم مدن فلسطين وتعود جميعها لعصور ما قبل الميلاد.
ومع الفتح الإسلامي لها في العام 636.م على أثر اندحار الرومان البيزنطيين بعد معارك هامة منها أجنا دين عام 634 م. ومعركة اليرموك الفاصلة في هزيمة الروم عام 636 م.أصبحت فلسطين تحت الخلافة الإسلامية ما عدا بيت المقدس وقد تم فتحها فيما بعد على يد الخليفة عمر بن الخطاب في العام 638 م. وبهذا أصبحت فلسطين تابعة للدولة الإسلامية باختلاف مراكز الخلافة وحكامها فقد كان الاندماج سريعاً وسهلاً فلم يتغير الكثير على فلسطين وأهلها بعد الفتح الإسلامي لها فكان التطور والازدهار الإقتصادى فيها كبقية البلدان التي تم فتحها وخصوصاً في العهد الأموي حتى استهدفتها الحروب الصليبية في القرن العاشر الميلادي إلى أن تمت هزيمتهم على يد صلاح الدين الأيوبي في العام 1187 .م ، أما القبائل القاطنة في فلسطين بعد الفتح الإسلامي لها فكانت مكونة من قبائل لخم وجذام وقضاعه في الجنوب وقبائل الغساسنة في الشمال، وجاء مع الفتح الإسلامي قبائل عربية متعددة ومختلفة. أما في وسط البلاد فقد قطنت قبائل من أصول آرامية ونصارى ويهود،حيث أخذت حقوقها كاملة في ظل الخلافة الإسلامية المختلفة كما أثبت التاريخ ذلك.
جاء العثمانيون في العام 1516 والذي دام حكمهم حتى عام 1917 وهو بداية الانتداب البريطاني على فلسطين وبذلك دخلت المنطقة مرحلة جديدة وترجمة فعلية لما جاء في المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل عام 1897 و بعدها تم عقد المؤتمر الصهيوني الثامن عام 1907 والذي جسد التوصيات السابقة بطريقة تحركات عملية وبداية تنفيذ لمخططاتهم في احتلال فلسطين فكانت تصورات هرتزل ماثلة فيه بشكل عملي حيث كان ذلك هو التمهيد لإعطاء وعد بلفور المشئوم بتاريخ 2 نوفمبر1917 و الذي سمح لليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين وقد تم ترسيم الحدود الحالية في عام 1920 بالاتفاق مع فرنسا والذي عدل في عامي 1922-1923 حيث قسمت فلسطين إلى خمسة ألوية هي: لواء (غزة - القدس- يافا- نابلس- حيفا). ثم كان قرار التقسيم للأمم المتحدة في نوفمبر/1947 والذي رفضه العرب في حينه لتندلع حرب عام 1948 على أثره والتي عرفت بحرب النكبة ، وتشريد آلاف الفلسطينيين عن ديارهم وأراضيهم خارج وداخل فلسطين ثم دخلت المنطقة في حروب ونزاعات دموية أوصلت حتى الآن إلى توقيع اتفاقيات السلام بداية في أوسلو 93 - إعلان المبادئ- ثم واشنطن في 13-9-1993 وما تبعها من اتفاقيات القاهرة وطابه وفى واشنطن( واى بلان تيشن) عام 1998 وقد أدت جميعها إلى إعادة الانتشار للقوات الإسرائيلية من مناطق محددة من الضفة الغربية وقطاع غزة ونشوء السلطة الوطنية الفلسطينية.

أهميتها الإقليمية والعالمية:
الموقع الجغرافي المتميز لفلسطين التاريخية بتوسطها بين قارات العالم القديم آسيا وإفريقيا وأوروبا حيث شكلت عبر التاريخ نقطة التقاء لجميع الجيوش الطامعة و الغازية والحضارات المختلفة فهي المعبر الوحيد إلى إفريقيا من آسيا هذا من جانب ومن جانب آخر فهي تتوسط العالم العربي فمن الشرق حيث بلاد الشام والعراق وشبه الجزيرة ومن الغرب حيث مصر والسودان وبلاد المغرب.
وهى تقع بين خطى عرض 29 درجة و30 دقيقة & 33 درجة و10 دقائق ، وخطى طول 34 درجة و15 دقيقة & 35 درجة و40 دقيقة. وأطوالها هي: الحدود الساحلية 224 كم،حدودها مع لبنان 79 كم، مع سوريا70 كم،مع الأردن 360 كم،مع مصر 240 كم،وعلى ساحل العقبة 10.5 كم.فيكون مساحتها الإجمالية 27.009 كم مربع مشتملة على معظم بحيرة طبريا والحولة ونصف البحر الميت.
ويمثل شكلها المستطيل شمالاً/جنوباً بطول إجمالي من بحيرة الحولة حتى العقبة حوالي 430 كم مع تغير في العرض فهو من الشمال يتراوح بين 50،70 كم وفى الوسط وتحديداً عند القدس يبلغ 82 كم وأقصى عرض للبلاد هو عند منطقة رفح حيث يصل إلى 117 كم ويتناقص حتى يصل إلى أقل من 11 كم عند خليج العقبة.
وشكلت فلسطين التاريخية عبر تاريخها الطويل والضارب في جذور الزمن نقطة التقاء وتجمع للطرق التجارية القديمة والآتية من مصر عبر غزة ومن الجزيرة العربية عبر بلاد الشام هذا من جانب ومن جانب آخر شكل موقعها الإستراتيجي - اقتصاديا وعسكرياً وسياسياً - بؤرة لالتقاء قوافل الجيوش الزاحفة سواء من الشرق والغرب أو من الشمال والجنوب كما كانت مركزاً لمرور الحضارات القديمة المختلفة من الجزيرة العربية وبلاد الرافدين و وادي النيل ثم حضارات البحر الأبيض المتوسط.
و ترجع أهميتها الدينية بالنسبة للمسلمين في كافة أرجاء المعمورة لقدسيتها حيث أنها موطناً للأنبياء والرسل ومهبطاً للملائكة والديانات السماوية ومسرى الرسول الكريم محمداً صلى الله عليه وسلم ووجود المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وكونها مجمعاً للبشر في يوم المحشر، كما لها قدسية في نفوس المسيحيين نظراً لكونها مهد و مولد عيسى المسيح عليه السلام و وجود كنيسة القيامة.
وأخيرا من خلال قراءة التاريخ يتضح لنا مدى تأثر القضية الفلسطينية بكل التطورات على المستوي الدولي والإقليمي والمحلى. فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وزوال الدول الاستعمارية المعهودة وظهور العالم الثالث بدأت الحرب الباردة والتي أخذت شوطاً طويلاً قبل انتهائها بتفكك المنظومة الاشتراكية وعلى رأسها الإتحاد السوفييتي وهذا بلا شك أثر على مسار الصراع العربي الصهيوني برمته والفلسطيني على وجه الخصوص، حتى دخول الفلسطينيين والمنطقة في اتفاقيات السلام الموقعة وخلق واقع جديد أصبحت فيه عناصر السيادة والسلطة والتنمية الاقتصادية رموز صراع وأهداف وأولويات المؤسسات التي قامت من أجلها السلطة الوطنية الفلسطينية كنهج إستراتيجي ثابت .
فالصورة الحالية للنظام العالمي الحالي والذي يجسد قانون التدافع حيث يتمثل في القوة السياسية والاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية من جانب والقوى الاقتصادية الأخرى من الدول الأوروبية من ناحية أخرى وهذا كله يتبع ما يطلق عليه اليوم من مسميات العولمة والخصخصة حيث تحاول الدول العربية ولفيف من المجتهدين الفلسطينيين المتحمسين في السلطة الوطنية جاهدة الانخراط بهذا النظام الإقتصادى العالمي الجديد، كما أنها تحاول عدم الخوض في مسائل أضحت تاريخية كقضايا الصراع والقضية الفلسطينية كخيار تحريري وذلك بعد التخلي عن خيار الكفاح المسلح كخيار وحيد ودخول معاهدات السلام ( المتعثرة نتيجة الصلف والتعنت الصهيوني) والصراع والنضال من أجل الثوابت الحقيقية التي تلبى مطالبنا العادلة وعلى رأسها حقوق المغلوبين والطبقات الفقيرة وهم اللاجئين وحقوقهم الثابتة بالعودة وتقرير المصير وحل عادل مشرف يقوم على الشرعية الدولية والحق التاريخي ،والالتحاق بعجلة التقدم والازدهار للشعب الفلسطيني بأكمله الذي عانى كثيراً جيلاً بعد جيل وما يزال.
إلى اللقاء.
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى