atomic cat
نجم المنتدى
- إنضم
- 24 نوفمبر 2006
- المشاركات
- 2.746
- مستوى التفاعل
- 2.675
من متطلبات العصر ان ترتفع درجة الانتاجية لدى الفرد حتى يساهم مساهمة فاعلة في بناء المجتمع،
والمرأة العاملة جزء مهم يرفد الحركة الانتاجية والتنموية والاقتصادية. ولكن الى اية درجة يؤثر خروج المرأة من البيت الى العمل على تربية وسلوك ونفسية الاطفال؟
هناك دراسات اجتماعية قارنت بين طرق التربية المستخدمة لدى الامهات العاملات وغير العاملات تبين من خلالها ان للامهات العاملات طرقا افضل للتربية اذ ان اغلب الامهات غير العاملات يعشن في اوساط تغلب عليها الطرق البدائية في التربية بينما الوقت الذي تقضيه الأم العاملة مع اطفالها يكون مفعما بالحنان والمعاملة الحسنة لأنها عادة تستفيد من جو ومحيط عملها لتحسين وعيها وادراكها والذي ينعكس بدوره على طبيعة تعاملها مع اطفالها بطريقة منطقية ومنظمة ومتطورة.
و الشائع عن اهمال المرأة العاملة لاطفالها غير صحيح فهناك مغالطات حول هذه الام التي يتضاعف مجهودها لتراعي شؤون بيتها ووظيفتها واطفالها.
و الخادمات في رعاية الاطفال موجودات لدى الامهات العاملات وغير العاملات فوجودهن اصبح مظهرا طبقيا لا يخضع لمقاييس المرأة العاملة، كما ان معظم النساء العاملات يعتمدن على الاقارب في تربية اطفالهن كالجدة والعمة والخالة وبالتالي يلقى هؤلاء الاطفال مزيدا من الرعاية والاهتمام من الاقارب.
لكن يمكن أن تكون طبيعة الاطفال الذين يتركون لبعض الوقت بعيدا عن امهاتهم مبنيّة أساسا على العدوانية و الإنكماش على الذّات وبالتالي تصبح طبيعة الطفل سلبية.
ان طبيعة الطفل الذي تغيب عنه والدته كثيرا ويهمل من قبلها بعد عودتها يحكمها الخوف والسلبية والخجل والانطواء وهذا بدوره يؤثر في علاقة الطفل بالاطفال الآخرين.
ان المرأة العاملة تتمتع بدرجة عالية من التنظيم وتعيش حياة اجتماعية افضل ولديها القدرة على رعاية ابنائها وتعويضهم عن الوقت الذي تقضيه في العمل بعيدا عنهم.
وعدد الساعات التي تقضيها الام مع ابنائها ليست هي المقياس للرعاية بل التعامل والاسلوب في التربية والتغذية. بعض الدراسات النفسية دلت على ان لا اثر سلبيا على نفسية وسلوك اطفال النساء العاملات اذا توفر البديل المناسب لها.
اما اذا اهملت الام العاملة اطفالها بعد عودتها من العمل فان ذلك يؤدي الى مشاكل في الارتباط بين الطفل وامه وهو الامر الذي يولد خوفا لدى الطفل بشأن فقدان الاشخاص من حوله ويؤثر في تطوره النفسي والعاطفي وتأقلمه وتكيفه الاجتماعي.
وعن اثر تغيير الوجوه بشكل مستمر في الطفل أوضحت الدّراسات ان الطفل قادر على التعامل مع اكثر من وجه وهو بحاجة الى اكثر من علاقة حتى ينمو نموا صحيحا على ان يفهم اولويات هؤلاء الاشخاص بالنسبة اليه وعلى ان لا يحتلوا الدرجة الاولى في حياته على حساب مكانة امه.
اما عن اثر الخادمات على الاطفال فلهن آثارا سلبية كبيرة، فمهمة الخادمة تنحصر في الاساس في اعمال التنظيف وعادة ما تكون على حساب رغبات الطفل بالاضافة الى ان الخادمة لا تستطيع توفير الحنان والكلام المفهوم والرعاية المثلى والغناء للطفل تماما كالأم خاصة وان اغلب الخادمات لا يملكن معرفة بطرق التربية الصحيحة وهذا بدوره له اثر سلبي سيؤدي الى تعزيز ارتباط هذا الطفل بخادمته دون ان يحصل منها على ما يجب ان يحصل عليه كما ان انتقال الطفل من خادمة الى اخرى يفقده ثقته بالعالم الخارجي.
و في الأخير يجمع أخصائيي الطب النفسي على ضرورة التفاعل اليومي والحديث مع الاطفال وتلبية رغباتهم ومشاركتهم الطعام والشراب والنزهات والنشاطات المختلفة واعطائهم المزيد من الحب والحنان والعطف.
ما رأيكم؟ هل تفضّلون الأم العاملة أم الغير عاملة؟