yosri zarga
عضو مميز
- إنضم
- 11 جوان 2007
- المشاركات
- 865
- مستوى التفاعل
- 1.122
الملاهي الليلية في عيون التونسيين: مكان للترفيه عند البعض...و "عالم أسود" عند البعض الآخر
راقصات، جميلات، أنيقات، الميني والميكرو والكأس مليان وبنت العنب أشكال وأنواع و "على كل لون يا كريمة" تلك هي أجواء الملاهي الليلية التي أصبحت مرتعا للعديد من مختلف شرائح المجتمع. عالم اتخذه البعض للمتعة والترفيه بعد ضغط العائلة والعمل في حين سقط فيه البعض الآخر سهوا أو عمدا ودون تخطيط مسبق وعاش تفاصيله وأشراره.
هذه الظاهرة استأثرت باهتمام "التونسية". فحاولت أن تدخل هذا العالم من باب اعترافات وآراء عديد المواطنين بخصوص هذه الأماكن وروادها ومشاكلها وبعض التوضيحات الأخرى...
الملاهي الليلية كـ"البطاطا"
من لا يعرف الملاهي الليلية؟ وهل توجد ولاية في تونس دون ملهى ليلي" هكذا أجابنا أحد المواطنين (عامل بشركة خاصة) وكان بين الفينة والأخرى يبتسم ويلوح برأسه مضيفا "الملاهي الليلية قريب تولي أكثر من الديار في تونس". مضيفا انه من عشاق هذه الأماكن وأنه يرتادها بمعدل 3 مرات في الأسبوع "المصروف الكل ماشي غادي" باعتبار أنه يجد فيها ضالته معتبرا اياها عالمه المثالي الذي يخرجه من الضغوطات اليومية.
وفي هذا الصدد يضيف زميله في العمل (35 سنة) أن هذه الأماكن توفر الرفاهية التامة وتخرج بنا من ضغوطات الحياة إلى عالم مثالي فمن منا لا يريد أن تحيط به الجميلات وأن لا يمتع ناظريه وأن لا يرقص مع رشيقة القوام ويشتم الروائح العبقة ويتبادل الكأس مع الشقراء والسمراء النحيفة والسمينة. صراحة أعشق هذه الأماكن وأود لو أني ألازمها كامل العمر.
* كاليبسو، مكسيموم، بورا بورا، Tunis de Nuit والقائمة تطول
أفادنا "فيصل" (28 سنة، متخرج من كلية الآداب بمنوبة) بأن "كاليبسو" و"مكسيموم" من أشهر الملاهي الليلية في تونس، دون أن ننسى "الأوزيس" و"هفانا" و"بلادزا" بكل من ضواحي الحمامات والمرسى و هو يعتبر ان هذه الأماكن هي بمثابة أماكن ترفيه عمومية مضيفا أنه لا يرى عيبا في التردد عليها لأنها توفر،في نظره، راحة نفسية لفئة عمرية معينة مازالت في بداية طريقها لاكتشاف خفايا الحياة حيث يقول: "لا أظن أن هناك شابا على وجه العموم وبعض الفتيات على وجه الخصوص في سن الـ20 إلى حدود سن الـ35 ومن الشمال إلى الجنوب لم يرتادوا مثل هذه الأماكن".
الملاهي الليلية مكان ككل الأماكن
"التونسي عياش ويحب الشيخات" هكذا بادرتنا السيدة (45 سنة، صاحبة مشروع تجاري) مضيفة أنها لا ترى حرجا في ان ترتاد ملهى ليلي لأنه في النهاية وحسب ما ورد على لسانها مكان ترفيه للهروب من ضغط الحياة اليومي. وكذلك لقضاء أمسية شيقة مع بعض الأحباب والأصحاب معتبرة أن الخمر و"الميني" وحركات الإغراء ظواهر روتينية وجزءا لا يتجزأ من الشارع التونسي: " لعرى والقصير في الشارع قدامنا كل يوم والخمر كيف القازوز والماء الصافي".
لا اجد حرجا في ان يرتاد بناتي الملاهي الليلية...
"نوصلهم بكرهبتي للباب" يقول السيد "فاضل" (موظف بمؤسسة عمومية) ويضيف: " كنت دائم التردد على هذه الأماكن عندما كنت شابا. وأعرف جيدا الأجواء داخلها. وكل شخص يتحكم في نفسه. صحيح أن هناك أشياء سلبية وأخرى إيجابية شأنها شأن الشارع والمنزل والمقهى والمطعم. وككل الأماكن طريق إيجابي وآخر سلبي وأنت تختار ما تريد لذا لا مجال لتهويل الأمور فالشارع في حد ذاته ملهى. وضيفا أنه يبادر بنفسه في اصطحاب بناته الى احد الملاهي بجهة قمرت او المرسى. وخاصة خلال عطل نهاية الأسبوع أو ليلة رأس السنة إلى أحد ملاهي "قمرت" أو "المرسى" معربا عن ارتياحه لأنه يعرف في نهاية الأمر أن بناته يتحلين بأخلاق عالية. وهن يقصدن هذا المكان للترفيه والرقص والاستمتاع. ولا سبيل لغير ذلك حتى أنه يختار لهن في بعض الأحيان الزاوية أو المكان المناسب للرقص أو الجلوس. وقد ختم كلامه قائلا: " التي تحب تفسد حتى بين أمها وبوها"
عـالـم أسـود
السيدة (ربة بيت) تقول في هذا الصدد: " الليل كلمة مرفوضة اجتماعيا فما بالك بفتاة تذهب الى الملاهي الليلية. فلا أظن أن هناك من العائلات من تريد أن تدخل ابنتها هذا العالم الأسود إلا إذا انضمت إلى مجموعة من الشياطين يشجعونها على ارتياد هذه النقاط السوداء نقطة سوداء. ولا أظن أن هناك فتاة عاقلة "بنت عائلة" تخطط لهذا العالم أو تحلم به يوما أو تتمناه لنفسها إلا إذا سقطت فيه سهوا، مشيرة في انفعال أن هذا المكان هو بؤرة للفساد الأخلاقي دمر حياة الكثيرات اللاتي مازلن خلف القضبان وأخريات تشردن. وقصص وحكايات وراء هذا الغول المارد.
بالرغم من أنها تستقطب الكثير والكثير وتوفر كل مستلزمات الرفاه إلا
أن الملاهي الليلية في نظر الكثيرين و خاصة العائلات المحافظة تبقى اماكن مجظورة و عالما اسود تدمر حياة مرتاديها من الفتيات خاصة في مجتمع تحكمه عادات و تقاليد و قيم محافظة.