القدر أو المكتوب، هو في الأخير نتاج لاختياراتنا و تصرفاتنا ..
الله يعرف ماذا سيفعل كل شخص منا في المستقبل، و بحكم أننا لم نعشه بعد، نسميه قدرا ، لكن إذا حصل و عشناه فحينها ينتفي عنه صفة المكتوب و القدر ..
و يصبح نتيجة لمسببات مباشرة أو غير مباشرة ..
هذا لا يعني أن الله يبقى متفرجا، بل يتدخل الله بعنايته، و لكنه تدخل يكمن في التدبير و الترتيب .. بمعنى أنه لا يتحكم في تصرفات الإنسان، بل يعطيه الحرية التامة للإختيار، و لكنه يتحكم في المؤثرات الأخرى، مثلا : ظواهر طبيعية، زلازل أعاصير، أمطار .. مثال بسيط : هطول الأمطار بغزارة يجعلك تلغي موعدا ما ..
و عندما نجمع اختيارات البشر و تحركاتهم التي تتقاطع فيما بينها، مع المؤثرات التي تفوق قدراتهم ، نحصل على قدر ..
و الله يعرف تماما إلى ما ستؤول تلك التوليفة العجيبة .. أي قدر تلك الأشياء ..
كما تقدر أنت مثلا و تتوقع حدثا ما ، الفرق أنك أنت قد تخطئ، و لكن الله لا يخطئ ..
فهو يرى كل الأزمنة في وقت واحد ..
بينما نحن لا نرى من الزمن إلا النقطة التي نحن فيها، و نتذكر ما قبلها ، هذا لو صورنا الزمن كمستقيم ..