لماذا خلقت حواء من آدم وهو نائم..؟؟

MRASSI

مسؤول سابق
إنضم
3 أكتوبر 2007
المشاركات
52.563
مستوى التفاعل
109.201
لماذا خلقت حواء من آدم وهو نائم
:besmellah1:

حين خلق الله
ادم عليه السلام كان هو أول بشري وُجد .. كان يسكن الجنة ..
و بالرغم من كل ما هو موجودٌ هناك استوحش ..
فحين نام خلق الله حواء من ضلعه ....!!!

يا تُرى ما السبب ؟؟!!...


لِما خُلقت حواء من آدم و هو نائم ؟؟!!!

لِما لم يخلقها الله من آدم و هو مستيقظ ؟؟!!

أتعلمون السبب ؟؟

يُقال إن الرجل حين يتألم يكره،
بعكس المرأة التي حين تتألم تزداد عاطفةً و حباً !!...
فلو خٌلقت حواء من آدم عليه السلام و هو مستيقظ لشعر بألم خروجها من ضلعه
و كرهها،
لكنها خُلقت منه و هو نائم .. حتى لا يشعر بالألم فلا يكرهها..
بينما المرأة تلد و هي مستيقظة ، و ترى الموت أمامها ، لكنها تزداد عاطفة ...
و تحب مولودها ؟؟ بل تفديه
بحياتها ...
لنعدْ إلى آدم و حواء

خُلقت حواء من ضلعٍ أعوج ، من ذاك الضلع الذي يحمي القلب ..
أتعلمون السبب ؟؟

لأن الله خلقها لتحمي القلب .. هذه هي مهنة حواء .. حماية القلوب ..
فخُلقت من المكان الذي ستتعامل معه ..
بينما آدم خُلق من تراب لأنه سيتعامل مع الأرض ..
سيكون مزارعاً و بنّاءً و حدّاداً و نجاراً ..
لكن المرأة ستتعامل مع العاطفة .. مع القلب .. ستكون أماً حنوناً ..
وأختاً رحيماً .. و بنتاً عطوفاً ... و زوجةً وفية ..


خرجنا عن سياق قصتنا ..

لنعدْ

الضلع الذي خُلقت منه حواء أعوج !!!!

يُثبت الطب الحديث أنه لولا ذاك الضلع لكانت أخف ضربة على القلب سببت نزيفاً ،
فخلق الله ذاك الضلع ليحمي القلب .. ثم جعله أعوجاً
ليحمي القلب من الجهة الثانية ..
فلو لم يكن أعوجاً لكانت أهون ضربة سببت نزيفاً يؤدي – حتماً – إلى الموت ..

لذا ...

على حواء أن تفتخر بأنها خُلقت من ضلعٍ أعوج ..!!

و على آدم أن لا يُحاول إصلاح ذاك الاعوجاج ،
لأنه و كما أخبر النبي صلى الله عليه وآله و سلم ،
إن حاول الرجل إصلاح ذاك الاعوجاج كسرها ..
و يقصد بالاعوجاج هي العاطفة عند المرأة التي تغلب عاطفة الرجل ...
فيا ادم لا تسخر من عاطفة حواء ...

فهي خُلقت هكذا ..

و هي جميلةٌ هكذا ..

و أنتَ تحتاج إليها هكذا ..

فروعتها في عاطفتها ..

فلا تتلاعب بمشاعرها ....

و يا حواء ،
لا تتضايقي إن نعتوكِ بناقصة عقل ..
فهي عاطفتكِ الرائعة التي تحتاجها الدنيا كلها ...
فلا تحزني.....

أيتها الغالية ......
فأنتِ تكادِ تكونين المجتمع كله ..
فأنتِ نصف المجتمع الذي يبني النصف الآخر

تحياتي
MRASSI
 
مشكور اخوي على الموضوع
3ed0c4e9ebds1.gif
 
جزاكم الله خيرا
 
مشاهدة المرفق 57757

بسم الله الرحمن الرحيم, والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم, إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا, من يهدِه الله فلا مضل له. ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً.

موضوع المحاضرة هو نحو ميلاد جديد, وسنتكلم في البداية عن الميلاد الأول في البشرية, ميلاد آدم وحواء. كيف خلق الله آدم وحواء؟ كيف دخلا الجنة؟ كيف وسوس لهم الشيطان؟ ولماذا؟ وكيف يكيد لنا الشيطان مثلما كاد لآدم وحواء؟ وكيف خرجا من الجنة؟ كيف كانت توبتهما؟ وعند نقطة التوبة, ستكون حقاً لحظة الميلاد الجديدة لنا جميعاً.

إن قصة آدم وحواء هي عبرة وعظة حقيقية لنا جميعاً لكي نبدأ حياتنا بطريقة سليمة. فقد ذُكرت قصة آدم في القرآن الكريم 25 مرة.. وقد تكرر ذكر القصة، لأن حدوثها في حياتنا يتكرر باستمرار,.. أي أن تكرار القصة هدفه التعليم والتأكيد والإيقاظ.

في البداية, خلق الله السماوات والأرض, البحار والأنهار, الهواء والمياه , الحيوانات والطيور, الملائكة والجن, أي أن كل الكون كان مُعداً لتشريف آدم. ومن هنا نفهم أن أكرم ما في الكون عند الله تبارك وتعالى هو الإنسان.

اقرأ معي قول الله تعالى في سورة الشمس: { والشمس وضُحاها. والقمر إذا تلاها. والنهار إذا جلاّها. والليل إذا يغشاها. والسماء وما بناها. والأرض وما طحاها. ونفسٍ وما سواها. فألهمها فجورها وتقواها}

نلاحظ أن الله تبارك وتعالى تكلم عن الشمس والقمر والنهار والليل على أنها ظواهر تمر بنا, ولكن الآيات لم تمر على ذكر الإنسان هكذا، بل توقفت عنده، واستمر الحديث عنه إلى آخر السورة, وهذا يدل على أهمية الإنسان عند الله؟ ومدى محبة الله تعالى للإنسان وإكرامه له، فكيف يتجرأ الإنسان بعد ذلك على معصية الله، ويستهين بها.

إن الله تعالى لما فرغ من خلق السماوات والأرض, خلق باباً عرضه مسيرة 70 سنة. خلقه من جهة المغرب, وتركه مفتوحاً. أتدرون ما الباب؟ إنه باب التوبة, خلقه الله قبل أن يخلق آدم.
فيا له من كرم عظيم من رب العالمين لنا, فباب التوبة مفتوح من قبل أن نقع في المعصية. فلماذا لا نتوب إلى الله؟ أرأيت كم يبلغ عرض الباب؟ مسيرة 70 سنة، أي أن ذنوبنا مهما كانت كثيرة, إلا أننا يُمكننا الدخول. وخلقه الله من جهة المغرب, لكي نتوب إلى الله في أسرع وقت, فإياك أن تنام على معصية, فإن الشمس إذا طلعت من مغربها, فلا توبة لنا, وسيُقفل باب التوبة وتقوم القيامة. أرأيت حرص الله علينا؟ أرأيت كم نحن مكرمون عند الله؟
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لله مائة رحمة. أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام. فبها يتعاطفون. وبها يتراحمون. وبها تعطف الوحش على ولدها. وأخَّرَ الله تسعا وتسعين رحمة. يرحم بها عباده يوم القيامة". (صحيح مسلم 2752)
فلا يهلك يوم القيامة إلا هالك، هذا الهالك يُمكن أن يكون قد ارتكب كبيرة ولم يتب منها, ويُمكن أن يكون غافلاً عن الله.
فالبشر على ثلاثة أنواع: إما عصاه فجرة, وإما مؤمنون طائعون, وإما غافلون عن الله, وهم الذين يغفلون عن الله عند ترتيبهم لأولوياتهم. فعندما تسأل أحدهم: ما هو أهم شيء في حياتك؟ يرد ويقول: عملي أو زوجتي وأولادي, ولا يذكر ربه إلى في آخر الأولويات.

فالغافلون إذا فعلوا كبائر, قد يستغفرون ويفيؤون إلى الله, ولذلك يحرص الشيطان على ألا يكونوا عصاة أو طائعين مؤمنين, وإنما يريدهم غافلين, لدرجة أنه عندما يتجه الإنسان منهم إلى ارتكاب معصية ما, يحاول الشيطان أن يوسوس له ليُوقفه عن ارتكابها, فالشيطان لا يريد منه أن يفيء ويعود إلى الله, إنما يريده غافلاً. وبعض الناس يظن أنه ما دام لم يرتكب الكبائر, فإنه بذلك طائع لله.. تماماً كما يظن الغافلون عن الله.

أتعلم أن توبة العاصي أيسر من توبة الغافل؟ إن العاصي يشعر بضيق واشمئزاز شديد من ارتكابه للمعصية, أما الغافل فدائماً يرى نفسه في أحسن صورة, ولا يرى أنه مُخطىء أبداً..لذلك توبة العاصي أيسر من توبة الغافل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما قضى الله الخلق، كتب كتابا عنده : غلبت - أو قال : سبقت - رحمتي غضبي، فهو عنده فوق العرش" (صحيح البخاري 7553)
"سبقت رحمتي غضبي" يا له من كرم شديد من الله عز وجل.

إن تعداد البشرية في الكرة الأرضية كلها يبلُغ 6مليار ونصف, فكيف حالهم مع الله؟
من بينهم 4 مليار ونصف غير مؤمنين بالله, أو هناك مشكلة ما في إيمانهم.. أما باقي العدد, فالله وحده الذييعلم حقيقة أمرهم. قارن الآن بين استقبال الله عز وجل لك, وبين ردك على هذا الاستقبال؟
نأتي الآن لخلق آدم, وعملية خلق آدم جاءت بالتدريج, لماذا؟ لكي تُدرك أنك ليس لك أحد سوى الله عز وجل. وتُدرك عظمة الله, ومدى إكرامه لنا.
ذُكر في آيات كثيرة من القرآن الكريم أن آدم خُلق من تراب, وأخرى تقول من طين, وأخرى من طين لازب, وأخرى من صلصال, وأخرى من صلصال من حمأٍ مسنون, وأخرى من صلصال كالفخار.

أي أنه خُلق من جميع هذه الأشياء.. فهذه هي تركيبة آدم. أتدرى كيف يُصنع الفخار؟ لقد خُلقنا مثلما يُصنع الفخار تماماً. أتدرى ما الفرق بيننا وبين القوارير المصنوعة من الفخار؟ إن الفرق فقط نفخة الروح من الله تبارك وتعالى.
فنحن مِلك لله تبارك وتعالى, ونحن عباده المخلوقون بيده، فكيف نعصيه بالله عليكم؟

يقول الله تبارك وتعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (آل عمران 59)
ويقول: {فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لاَّزِبٍ} (الصافات 11)
ويقول: {خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ} ( الرحمن 14)

إذن خلق آدم من تراب. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأحمر و الأبيض و الأسود، و بين ذلك والسهل والحزن، والخبيث والطيب" (الألباني/ السلسلة الصحيحة/ 1630)

فهناك رمال ناعمة بيضاء, وهناك أرض صخرية سوداء, وأخرى صفراء, وأخرى حمراء، لذا خُلق بنو آدم وألوان جلودهم مختلفة، بحسب المكان الذي جاؤوا منه, وجاءت صفاتهم كذلك مختلفة, فتجد الشخصية السهلة التي يُمكن أن تتعامل معها بسهولة, فتلك خُلقت من الأرض السهلة، وأخرى العنيفة القوية, وتلك من الأرض الصخرية الصلبة، وأخرى المنتجة المُحبة للعمل, وتلك من الأرض الخصبة التي كلما رويت أثمرت خيراً، وأخرى غير منتجة فهي كالأرض البور.

إن المعجزة الحقيقة أن التراب تكلم, فعقولنا أصلها تراب, أرأيت معجزة أكبر من تلك؟ لذلك تجد الغرب في حيرة بالرغم من تحقيقهم لعدد من الإنجازات و التقدم, مثل غزو الفضاء إلخ...فمازالوا يتساءلون, كيف تكلم التراب؟ كيف خُلقت عقولنا من تراب؟

عند وضع المياه على التراب سيتحول إلى طين بالطبع، ولو تركنا الطين لعوامل التعرية حتى يجف فإنه سيتحول إلى طين لازب متماسك، وعند هذه المرحلة صورنا الله تبارك وتعالى بيديه الكريمتين.

يقول الله تبارك وتعالى: { قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ العَالِينَ} (ص 75)
وقال: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً} (الإنسان 1 )
فكيف بعد هذا نقول لله تعالى نُريد أن نقتنع أولا لكي نعبدك؟ كيف ذلك وهو الذي خلقنا بيديه؟ كيف نتطاول على الله بمثل هذه الطريقة؟

ثم نُفخ في آدم الروح, يقول الله في الآية الكريمة: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} (الحجر 29 وص 72)
ما معنى النفخة؟ أي أننا خلقنا طاهرين إلى أقصى درجة، فبالله عليكم أرجو ألا نُنجس هذه الطهارة بارتكاب المعاصي. هل رأيت أحداً من قبل يرمى بمحتويات صندوق القمامة داخل بيته؟ أو يتبول في وسط بيته؟

إياك أن تُدمن المخدرات وتُنجس نفسك الطاهرة التي منحك الله إياها.
إياكِ يا مسلمة وارتداء الملابس العارية, أو مصاحبة الشُبان, لا تنجسي طهارتك.
فالإنسان أصلاً كائن شديد الطهارة والنقاء.

يقول الغرب إن الإنسان حيوان مُفكر, والإنسان أصله قرد, فأيهما أكثر فخراً وإعزازاً لنا؟ نفخة الروح من الله تبارك وتعالى، أم ما يقولونه؟

يقول الله تبارك وتعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ....} (الإسراء 70)
فكيف نصدق ما يقولونه ونعتبره صحيحاً ؟

وقد نتساءل: لماذا لم نُخلق من مادة الحديد لكي نُصبح أقوياء؟ أو من مادة المطاط لكي نكون ضد الكسر؟ لماذا خُلقنا من تراب ومياه؟ لأن التراب والماء أنقى عُنصرين في الوجود.

كل المخلوقات العاقلة خلقها الله تبارك وتعالى من مادة واحدة, فالملائكة مخلوقة من نور, والجن من نار، أما الكائن الوحيد الذي خلق من مادتين هو الإنسان.
والمادتان عبارة عن غلاف خارجى يُسمى الجسد, وبداخله كائن لطيف نوراني يُسمى الروح. الجسد جاء من تراب الأرض, والروح جاءت من نفخة السماء. وهكذا تحن كل مادة من الاثنتين إلى مصدرها, فالجسد يحن لكل ما في الأرض, والروح تحن إلى الله تبارك وتعالى. ولكل منهما غذاؤه الخاص به. فغذاء الجسد هو المأكل والمشرب والتنزه والعلاقات الإنسانية, أما غذاء الروح فهو العبادة، من ركعتين في جوف الليل, أو صلاة الفجر في جماعة, أو الدعاء, أو مجلس العلم وغيرها من العبادات و الأعمال الصالحة.
لذا إياكم أن تهتموا بتغذية مادة واحدة فقط هي الجسد وتنسوا تغذية أرواحكم. فإن لم يتم تغذية الاثنين معاً, فسينهار الإنسان أو يموت. فكما أن هناك جوعة للأمعاء, هناك أيضاً جوعة للروح. تماماً مثل الفرد الذي يصلى طوال اليوم ولا يأكل, فإنه سيموت حتماً، لأنه يُغذى روحه فقط, ويترك جسده. والعكس أيضاً صحيح, فالذي يُغذى جسده ولا يصلي, أيضاً سيموت ولكن ببطء, لأن الروح خلقت من نفخة من الله, ولذلك تموت ببطء. أما الجسد فقد خلق من الأرض, لذلك يموت سريعاً.

ويبدأ الإنسان بالإصابة بالاكتئاب، لذلك تجد الغرب مُتعباً للغاية,لأن المادية في حياته شديدة, وكلما زادت المادية, انهارت الروح. قد تحاول قراءة القرآن فتجده شاقاً عليك, لأنه يحاول أن يدخل إلى قلبك, ولكنه للأسف سيجد هذا القلب ممتلئاً بالأغاني و الشهوات, ولو حاول الدخول إلى عقلك, سيجده مشغولاً بمشاكل العمل و الزوجة والأولاد، فيرجع القرآن وتبكى الروح... و لو كان هناك صوت للروح, لوجدتها تصرخ بأعلى صوت.

وقد تجد مثلا فردين يُصليان متجاورين, ولكن تجد الفرق بين صلاة كل منهما كالفرق بين السماء والأرض, لماذا؟ لأن الأول يريد أن يُغذى روحه, وأما الآخر فيهتم بغذاء جسده فقط. وذلك مثله كمثل من يستخدم الثلاجة أو المبرد كحافظة للأحذية؟ أو كمثل الذي يضع العصائر بدلاً من البنزين للسيارة؟ فهذا مثل الإنسان الذي لا يحسن التعامل مع تركيبته الإنسانية، ولا يدرك احتياجات كل جزء منها، فإن إنسانيته ستنهار وتفشل ويلحقها الضرر، لذا أرجو منكم جميعاً أن تفهموا تركيبتكم الإنسانية لتتعاملوا معها بصورة صحيحة.

هناك سورة في القرآن تتوعد الذين عاشوا لتغذية أجسادهم فقط, يقول الله تبارك وتعالى: {ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر. كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون. كلا لو تعلمون علم اليقين. لتروّن الجحيم. ثم لتروّنها عين اليقين. ثم لتُسألن يومئذ عن النعيم}.
وليس المقصود بالتكاثر هنا الأولاد فقط, بل جميع ما يشغل الإنسان من أمور الدنيا كالمال والشهوات وغيرها، والمراد في هذه الآية نهي الناس عن أن يلهيهم التكاثر بالأولاد أو المال أو المتاع أو المناصب، وليس المقصود نهيهم عن التكاثر نفسه. إذن فالمطلوب منا تحقيق التوازن.

فالفتاة التي تتحدث هاتفياً مع صديقتها لمدة ساعتين, مطلوب منها أن تخفف من ذلك، وتشغل وقتها بقراءة ما تيسر من القرآن. وعند شرائنا لملابس جديدة, علينا أن نبحث عن القديم من ملابسنا ونعطيه للمحتاجين.

إن الإنسان مخلوق متوسط بين الملائكة والحيوانات, فالحيوانات تعيش للشهوة ومتطلبات الجسد, والملائكة فتعيش للروحانيات ومُتطلبات الروح. أما الإنسان فموقعه في الوسط بينهما، فكلما سمت روحه، سبق الملائكة عند الله تبارك وتعالى. وكلما هوى الإنسان بغريزته وعاش لجسده, انخفضت مكانته ونزل إلى درجة الحيوانات.

نأتي الآن لخلق حواء, ورد في كتب التفسير أنه بينما آدم في الجنة استوحش (أي أحس أنه ينقُصه شيء ما), فبينما هو نائم, خُلقت حواء من ضلعه. فلما أستيقظ, رآها وسألها: من أنت ؟ قالت:امرأة. قال:ما اسمك؟ قالت:حواء. قال:ولم خُلقتِ؟ قالت:لأكون سكناً لك, (أي أنها رمز السكون والطمأنينة في الأرض). واسم حواء جاء من كلمة الحياة.

ولننظر سوياً، كيف تعامل الغرب مع المرآة؟ الحياة في الغرب قائمة على المادة, فإذا أرادت المرآة أن تعيش لأجل أمومتها ودورها في الحياة, فلن يكون لها مكان, ولن تستطيع أن تعيش أو تجد قوتها، لذا عليها أن نعمل من أجل العيش. أما الإسلام فإنه لم يُحرم العمل على المرأة بشرط ألا يطغى على دورها الأساسي في الحياة وعلى أولوياتها كزوجة و أم، لكنه في نفس الوقت لم يلزم المرأة بالعمل ويجبرها عليه.

واضطرت المرأة في الغرب أن تعمل كعاملة قطار, وسائقة أتوبيس, من أجل العيش. وبدأت تفقد أُنوثتها, وبدؤوا في استخدام جسدها كوسيلة لترويج البضائع. فشتان بين إكرام الله المرأة في الإسلام، وبين ما فعله الغرب بها.

لو تأملنا عملية خلق حواء, سنجد أنها خُلقت وآدم نائم, لكي لا يتوجع أو يتألم, فيكرهها، لأن الألم سيفقد آدم حبه لحواء، ما الألم عند حواء فإنه يزيدها حباً, لذلك جعلها الله هي المُنجبة للأطفال وليس آدم. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: {" استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء." (البخاري 3331)
و كانت هذه من آخر وصايا النبي للمؤمنين قبل وفاته.

وقد خلقت المرأة من ضلعٍ أعوج, لأن اعوجاج الضلع هذا يحمى القلب. لذلك عندما يُحاول الرجل أن يُقومها سيفشل, فلو قال لها: فكرى بعقلك, ولا تفكري وتتعاملي بعاطفتك, أو كفاك حناناً أو تدليلاً، فهو يطالبها بما يخالف طبيعتها، لأنها خُلقت قريبة من القلب, فكيف تبعد؟

وبعد أن خلق الله آدم و حواء, بدأ إبليس يكيد لهم.
قال إبليس لله تبارك وتعالى: { قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ المُسْتَقِيمَ ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } (الأعراف)
وجاء في آية أخرى عنه: { لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً} (النساء 118)
وقال الشيطان لله تبارك وتعالى: { قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً} (الإسراء 62)
وأحتنكن جاءت من الحنك, و حنّكت الفرس أي وضعت القيد في فمه لكي أقوده, وذلك تماماً ما يريد أن يفعله الشيطان معنا, أن يقودنا مع وضع اللجام. فهل تُريد أن يُفعل بك هكذا من الشيطان؟ نُساق مثل البهائم؟ أترضى هذا؟ فيُوسوس للفتاة بأن تلبس الملابس العارية وتكشف عن جسمها, إلى غير ذلك من المعاصي. ويقول الله عن هؤلاء الذين أطاعوا الشيطان وعصوا الرحيم الرحمن: { وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقًا مِّنَ المُؤْمِنِينَ} (سبأ 20 )

جميع حقوق النشر محفوظة يمكن نشر ونسخ هذه المقالة بلا أي قيود إذا كانت للاستخدام الشخصي وطالما تم ذكر المصدر الأصلي لها أما في حالة أي أغراض أخري فيجب أن يتم الحصول على موافقة كتابية مسبقة من إدارة الموقع



أضف تعليق
 
images

مشكوووووووووووووووور على الموضوع
 
مشكوووووووووووووووور
 
سبحانك ربي
اللهم لك الحمد في الاولى و الاخرة
 
سبحانك ربي
اللهم لك الحمد في الاولى و الاخرة
 
أعلى