إختلاف الثقافات بين الأجيال

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

:tunis::tunis::tunis::tunis: المتابع لحياة الأجيال الجديدة في العالم العربي يقف وقفة تعجب واستغراب .فهم اشبه بالمرضى النفسيين فليس لهم وجهة او هدف عدا اشياء لاقيمة لها وجل اهتماماتهم لا تعدوا ان تكون محصورة بالمظاهر الكاذبة التي يشاهدونها على الشاشات المضللة وهذا ليس خطأهم بل نحن . فنحن مشغولون بأمور اخرى ابعدتنا كثيرا عنهم واصبحنا منفصلين عنهم بشتى امور الحياة او اننا لانطيق التفرغ لتوجيههم الأمر الذي جعلهم يقررون مسلكهم في الحياة دون ان نمسك بدفة السفينة مما نتج عنه ثقافة مختلفة الى درجة اننا نجد مشكلة في التفاهم معهم فالمصطلحات والإمثلة وكل الأدبيات التي نتناقلها من مئات بل آلآف السنين اصطدمت بثقافة جديدة اخذت بالضغط عليها لتمحوها وتحل محلها وعما قريب سنحتاج الى مترجمين بيننا وبينهم وهم في نهاية المطاف سيتغلبون علينا بحكم ان اعدادنا في تناقص والعكس صحيح .فهل سيبقى الموروث الفكري ام انه سيبقى مجرد طلاسم يستحيل حلها ,فهل فكرنا في ضياع جهد ونتاج القرون التي مضت , ام ان كل هذا لاقيمة له فالثقافة الجديدة مختلفة ولا تمت لما سبقها بصلة .فهل نحن متخلفون وثقافتنا لاتستطيع تفسير الثقافة الجديدة لإنها تعتمد الأرقام الثنائية وهي لغة الصفر والواحد المنطقي .وقد يكون ذالك صحيحا فالتطبيقات التماثلية اقتربت من نهايتها .
عندما نضع مقارنة بين طفل الأمس أوالمراهق وبين أطفال ومراهقي اليوم نجد اختلافا كبيرا ..
فاليوم نجد أذهانا متفتحة.. انطلاق.. فصاحة في اللسان.. عدم خجل.. اصرار على الرأي.. قيادة سيارات دون الخامسة عشر.. ارتياد للمقاهي ..وتدخين للسجائر.. وأصوات عاليه .. تمرد.. خروج للتسكع بعد الاختبارات أجهزة محمول ..أجهزة جوال.. ربما جهاز ربما أكثر .
بينما جيل الأمس نجد ملازمته للمنزل يفهمك بمجرد النظرة.. الأدب يسبقهم في عباراتهم.. عيونهم على الأرض يؤدي اختباره ويرجع لبيته ماتناقش معاه كثير ..
عكس المناقشات البيزنطية التي تؤديها مع جيل اليوم ياترى ماهو السبب في اختلاف الأجيال؟
هل هي التكنولوجيا بكمبيوتراتها بجوالاتها بقنواتها الفضائية ؟
هل هو تفكك الأسر التي كانت أسرة واحدة والان كلا في فلك يسبحون ؟
طبعا هذا الكلام لايعمم على الكل لكن الأغلبية فبرأيكم ماهو سبب اختلاف الجيلين؟؟؟
اظن ان وسائل الاعلام بما فيها الانترنت والقنوات الفضائية والهواتف المحمولو غير ت شيئا ما من الطباع.
مثلا, الطالب قبل بضعة سنوات عندما كان يكلف باعداد عرض تو بحث مثلا, فان عليه بذل مجهود لايجاد المراجع , البحث عن الفقرات المتضمنة للمعلومات المقصودة ,ثم ترتيبها واعدادها ةتحرير الموضوع باسلوبه الخاص. وعند المناقشة, يكون الطالب متمكنا من الرد عن التساؤلات والاسئلة التي تطرح عليه.
اما اليوم ,فالطالب يجد نوعا ما سهولة في البحث’, فبمجرد النقر على بضعة ازرار وكتابة كلمات على محركات البحث , تطرح عليه الاف المعلومات والمواقع , فيكفيه (انقل والصق) ليعد موضوعا ضخما قد لا يبذل مجهودا كافيا لفهمه واستيعابه, وعند المناقشة قد يكون غير قادر على الرد عن الاسئلة الا بصعوبة.هنا لا مجال كما تفضلت للتعميم,.
البحث الفردي والمجهود المبذول يربي في الفرد تجارب وخبرات وملكات مهمة منها الاعتماد على النفس ومعرفة قيمة الوقت. اما الان فالوسائل المتاحة تعرض للشباب مجموهة من الامور التي يطلب منهم استثمارها وتطويرها والاستفادة منها.الشباب هم عمدة الامة في كل العصور. لكل زمان رجال ولكل مقام مقال. قال احد الصحابة رضي الله عنهم اجمعين( علموا اولادكم فانهم خلقوا لزمان غير زمانكم). اذن المسألة هي ان الامكانات المعرفية المتاحة حاليا جعلت الشباب( ولا مجال لتعميم ايضا) لا يهتمون بتطوير المهارات الهائلة التي حباهم الله بها, اما فيما سبق فان الكثيرين كانوا يقومون بمجهود للتطوير الذاتي.عولمة الثقافة ساهمت في هذا الوضع, فالشاب في الماضي كان شبه ممنع ضد افات مثل المخدرات وكان لا يهتم بالمباريات الرياضية التي هنا او هناك , فكان يركز على ما يحيط به.
المناهج الدراسية وان كانت في الماضي مبنية على الحفظ والاستذكار , فانها كانت تهذب وتربي وترشد. التربية الحديثة تسعى لخلق انسان لا يكون فقط ذا معلومات اكاديمية فحسب’ بل تهدف الى جعله يفكر بحرية ويبدع ويتخذ القرارات, لهذا فان عدم تحقق هذه الاهداف يخلق عدة مشاكل فالفرد قد يكون متفتحا لكن لا يمتلك مهارة اتخاذ القرارات الصائبة والاختيار والتمييز بين المعلومات مثلا.
ما ينبغي التركيز عليه هو ان تظل روابط الاحترام والمحبة والود والتقدير والاعتراف بالجميل ضمن قواميس اجيالنا المسلمة.و ارجو كذلك ان لا تتحول المجتمعات المسلمة كالغربية التي تعاني من انتشار العنصرية بشتى اشكالها ومنها العنصرية التي يعاني منها كبار السن جراء احتقار الشباب لهم.:117::117::117::117::117::117:
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى