دعاء ختم القران مكتوب

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

foued1974

عضو جديد
إنضم
14 أفريل 2008
المشاركات
14
مستوى التفاعل
8
أود الحصول على دعاء ختم القرآن مكتوب مع الشكر
 
دعاء ختم القرآن الكريم - عبد الرحمن السديس

اللهم إنك قلت وقولك الحق المبين، وأنت أصدق القائلين: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً [النساء:122].. وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً [النساء:87].. قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً [آل عمران:95].

اللهم إنا نحمدك، ونستعينك، ونستهديك، ونستغفرك، ونتوب إليك، ونؤمن بك، ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك.

اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفِد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق.

اللهم لك الحمد كله، ولك الشكر كله، وإليك يرجع الأمر كله، علانيته وسره، فأهلٌ أنت أن تُحمد، وأهلٌ أنت أن تُعبد، وأنت على كل شيء قدير.

لك الحمد بالإسلام، ولك الحمد بالقرآن، ولك الحمد بالمال والأهل والمعافاة، كبتَّ عدونا، وأظهرت أمننا، وجمعت فرقتنا، ومن كل ما سألناك ربنا أعطيتنا، فلك الحمد والشكر كثيراً كما تعطي كثيراً.

اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا، ولك الحمد على كل حال.

لك الحمد كالذي نقول، وخيراً مما نقول، ولك الحمد كالذي تقول.

اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق، ووعدك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق، والساعةُ آتيه لا ريب فيها.

لا إله إلا الله! المتوحد في الجلال.. بكمال الجمال.. تعظيماً وتكبيراً، المتفرد بتصريف الأمور على التفصيل والإجمال تقديراً وتدبيراً، المتعالي بعظمته ومجده، الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً [الفرقان:1] .

لا إله إلا الله! رب الأرباب، ومسبب الأسباب، وخالق خلقه من تراب، سبحان من خضعت لعظمته الرقاب! سبحان من لانت لقـدرته الشـدائد الصلاب! غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ [غافر:3].. لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ [الرعد:30] .

وصلوات الله وسلامه على نبيه وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أرسله إلى كافة الثقلين بشيراً ونذيراً، وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً [الأحزاب:46] .

اللهم لك الحمد كما هديتنا للإسلام، وعلمتنا الحكمة والقرآن، ولك الحمد على ما يسَّرت من صيام رمضان وقيامه، وتلاوة كتابك العزيز، الذي لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت:42] .

اللهم إنا عبيدك، بنو عبيدك، بنو إمائك، نواصينا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، نسألك اللهم بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وذهاب أحزاننا، وجلاء همومنا وغمومنا، وقائدنا وسائقنا إلى رضوانك وإلى جناتك جنات النعيم.

اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم الذي أيدت سلطانه، وقلت يا أعز من قائل سبحانه: فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ [القيامة:18-19] أحسن كتبك نظاماً، وأفصحها كلاماً، وأبينها حلالاً وحراماً، ظاهر البرهان، محكم البيان، محروس من الزيادة والنقصان، فيه وعد ووعيد، وتخويف وتهديد، لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت:42] . اللهم ذكرنا منه ما نُسِّينا، وعلمنا منه ما جهلنا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا.

اللهم اجعلنا ممن يحل حلاله، ويحرم حرامه، ويعمل بمحكمه، ويؤمن بمتشابهه، ويتلوه حق تلاوته. اللهم اجعلنا ممن يقيم حروفه وحدوده، ولا تجعلنا ممن يقيم حروفه ويضيع حدوده. اللهم ألبسنا به الحلل، وأسكنا به الظلل، وادفع عنا به النقم، وزدنا به من النعم، يا ذا الجلال والإكرام!

اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك، يا ذا الجلال والإكرام!

اللهم اجعل القرآن العظيم لقلوبنا ضياءً، ولأبصارنا جلاءً، ولأسقامنا دواءً، ولذنوبنا ممحِّصاً، وعن النيران مخلِّصاً. اللهم اجعله شفيعاً لنا، وحجة لنا لا حجة علينا. اللهم اجعلنا ممن قاده القرآن إلى الجنان، ولا تجعلنا ممن أعرض عنه القرآن فزُجَّ في قفاه في النار، يا واحد يا قهار!

اللهم وفقنا في هذه الليلة المباركة لما تحب وترضى.

اللهم انقلنا بالقرآن من الشقاء إلى السعادة، ومن النار إلى الجنة، ومن الضلالة إلى الهداية، ومن الذل إلى العز، يا ذا الجلال والإكرام! ومن أنواع الشرور كلها إلى أنواع الخير كلها يا حي يا قيوم!

اللهم وفقنا في ليلتنا هذه إلى ما تحب وترضى، وفي كل أعمالنا، يا حي يا قيوم!

اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، ولا تجعل لنا في مقامنا هذا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا كرباً إلا نَفَّسته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا ظالماً إلا قصمته، ولا عسيراً إلا يسرته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة هي لك رضاً ولنا فيها صلاح إلا أعنتنا على قضائها ويسَّرتها، برحمتك يا أرحم الراحمين!

اللهم اجعلنا لكتابك من التالين، وعند ختمه من الفائزين. اللهم اجعلنا عند ختمه من الفائزين، وعند النعماء من الشاكرين، وعند البلاء من الصابرين، ولا تجعلنا ممن استهوته الشياطين فشغلته بالدنيا عن الدين، فأصبح من النادمين، وفي الآخرة من الخاسرين.

إلهنا، قد حضرنا ختم كتابك، ولُذْنا بجنابك، فلا تطردنا عن بابك، فإن طردتنا فإنه لا حول لنا ولا قوة إلا بك.

لا إله إلا الله! عدد ما مشى فوق السماوات والأرضين ودرج، والحمد لله الذي بيده مفاتيح الفرج، يا فرجنا إذا أغلقت الأبواب! ويا رجاءنا إذا انقطعت الأسباب، وحِيل بيننا وبين الأهل والأصحاب!

اللهم يا سامع الصوت، ويا كاسي العظام لحماً بعد الموت! نسألك أن تجعلنا من أهل الجنة، الذين لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [يونس:62] وأن تعتق رقابنا من النار، بمنك وكرمك يا رحمان يا رحيم!

اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك. اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم وجازهم بالحسنات إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفراناً؛ حتى يكونوا في بطون الألحاد مطمئنين، وعند قيام الأشهاد آمنين، وإلى أعلى جناتك سابقين. اللهم أنزل على قبورهم الضياء والنور، والفسحة والسرور. اللهم ارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه، تحت الجنادل والتراب وحدنا.

اللهم اجعل القبور بعد فراق هذه الدنيا خير منازلنا، وأفسح فيها ضيق ملاحدنا، اللهم يَمِّن كتابنا، وبيِّض وجوهنا، وثبِّت أقدامنا، ويسِّر حسابنا، وارزقنا جوار نبيك صلى الله عليه وسلم، مع النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً [النساء:69] .

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا. اللهم وفق جميع ولاة المسلمين للحكم بشريعتك، واتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم.

اللهم وفق إمامنا إلى ما تحب وترضى. اللهم خذ بناصيته للبر والتقوى. اللهم وفقه ونائبيه وسائر إخوانه والمسلمين جميعاً إلى ما تحب وترضى، يا ذا الجلال والإكرام! اللهم جازهم على ما قدموا للإسلام والمسلمين، واجعله خالصاً لوجهك الكريم، وزدهم من الهدى والتوفيق، يا حي يا قيوم!

اللهم وفق علماءنا وقضاتنا ودعاتنا وجميع المسلمين إلى ما تحب وترضى، يا ذا الجلال والإكرام!

اللهم آمنا في أوطاننا، وأدم الأمن والاستقرار في ربوعنا.

اللهم ارفع عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم في كل مكان المحن والبلايا، والفتن والرزايا. اللهم ادفع عنا الغلاء، والوباء، والربا، والزنا، والزلازل، والمحن، وسوء الفتن، والمسكرات، والمخدرات، والسحر، والشعوذة، وسائر طرق الفساد والغواية، يا ذا الجلال والإكرام!

اللهم أصلح مناهج التعليم، ووسائل الإعلام في بلاد الإسلام. اللهم اجعلها قنوات توجيه وتربية، ولا تجعلها وسائل هدم وتدمير للقيم والفضائل. اللهم ولِّ عليها الأكْفاء، يا ذا الجلال والإكرام!

اللهم وفقنا في هذه الليلة المباركة وفي سائر الليالي لالتزام طريق التوبة النصوح.

اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك، والعتق من نيرانك. اللهم إنك تتفضل على عبادك في آخر الليالي من شهر رمضان بعتق رقابهم من النار، اللهم اعتق رقابنا، ورقاب آبائنا، وأمهاتنا، وأزواجنا، وذرياتنا، وأقاربنا، وذوي أرحامنا، ومن له حق علينا، ومن أحبنا فيك، ومن أحببناه فيك، اللهم اعتق رقابنا جميعاً من النار.

اللهم أعد علينا رمضان أعواماً عديدة، وأزمنة مديدة. اللهم أعده على الأمة الإسلامية وهي ترفل في ثوب الصحة والمنعة والنصر على الأعداء، يا سميع الدعاء! يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء!

اللهم أنقذ مقدسات المسلمين من عبث العابثين، وعدوان المعتدين. اللهم أنقذ المسجد الأقصى من براثن اليهود الغاشمين. اللهم اجعله شامخاً عزيزاً إلى يوم الدين. اللهم لا تمكن فيه لأعدائك يا رب العالمين! اللهم أخرجهم منه أذلة صاغرين. اللهم ارزقنا فيه صلاة قبل الممات، يا رب الأرض والسماوات! يا حي يا قيوم!

اللهم انصر إخواننا في فلسطين، وفي كشمير، وفي كل مكان. اللهم ارفع الضر عن المتضررين، والبأساء عن البائسين.

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا.

اللهم اجعل خير أعمارنا أواخرها، وخير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاك. اللهم لا تجعلنا ممن حظه من صيامه الجوع والعطش، ومن قيامه السهر والتعب.

اللهم إنا نسألك مسألة الخائفين، ونبتهل إليك ابتهال المذنبين، ابتهال ودعاء من خضعت لك رقابهم، ورغمت لك أنوفهم، اللهم فتقبل دعاءنا وصيامنا وصلاتنا، يا حي يا قيوم!

اللهم لا تردنا خائبين، برحمتك يا أرحم الراحمين!

رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة:127-128] ، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، الأحياء منهم والميتين، برحمتك يا أرحم الراحمين!

سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [البقرة:285-286] .

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلامُ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الصافات:180-182] .

وصلوات الله وسلامه على خاتم النبيين، وسيد الأولين والآخرين، نبينا محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين، وعلى التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
منقول
 
دعاء ختم القرآن الكريم - أحمد العجمي

الحمد لله الذي خلق الكون فنظَّمه، وخلق الإنسان وكرَّمه، وسنَّ الدين وعظَّمه، ووضع البيت وحرَّمه، ورفع النجم وسوَّمه، وسخر الطير وألهَمه، وسير السحاب وكوَّمه، وبعث العظم ورمَّمه، وأنزل الكتاب وأحكَمه، ورفع القمر وقوَّمه، وخلق النحل وفهَّمه، وحفظ إبراهيم من النار وسلَّمه، ونادى موسى وكلَّمه، ووهب سليمان ملكاً وفهَّمه، وأرسل محمداً بالحق وعلَّمه.

سبحانه ما أعلى مكانه وأعظَمه! وما أكثر جوده وأكرَمه! وأعزَّ سلطانه وأقدَمه! وما أعظم لطفه وأرحَمه! سبحانه من إلهٍ حليمٍ ما أعظَمه!

صدق الله العظيم الذي أمات وأحيا، وأضحك وأبكى، وأنزل الماء وأجرى، وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى [النجم:49] ، له الحمد في الآخرة والأولى، وله الحمد ما أعطى وما أهدى، وهو الذي أخرج المرعى، وله المآل وإليه المنتهى، وعد المؤمنين المتقين جنة المأوى، لهم ما يشاءون فيها خالدين، وعد الله ومن أصدق من الله وأوفى، لهم فيها من الحور عين وخمر مصفى، لا يكدر ساكنها ولا يشقى، ويشرب من حوض النبي ويهنى، هذا جزاء من أحسن واتقى، وأما من طغى، وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات:38-39] لهم فيها عذاب شديد لا يُقْوَى، يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً [الطور:13] يوم يسحبون على وجوههم إلى نار جهنم وبئس المثوى، لهم طعام من غسلين، وشجرة الزقوم لهم حلوى، لهم فيها من الحيات والآفات ما لا يزول ولا يفنى، لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ [المائدة:80] وغضب عليهم وجعل النار لهم مأوى.

فيا لخسارة مَن تكبَّر على ربه وغوى! ويا لندامة من عتى عن أمر ربه وطغى! وسبحان الله الذي لا ينام ولا ينسى! وسبحانه حي قيوم لا يموت ولا يبلى!

صدق الله العظيم الكبير المتعالي، صدق الله الذي لا تعجزه ظلمات الليالي، صدق الجبار الذي أرسى الجبال العوالي، سبحانه من إلهٍ عظيمٍ يغفر الذنوب ولا يبالي! لا إله إلا الله! بها نحيا وبها نموت، وبها نلقى الله، وبها نوالي.

صدق الله العظيم القديم الأزل، يغفر الذنب ويعفو عن الزلل، تنزَّه مولانا عن النقص والعلل، جبار قوي لا يكل ولا يمل، بسط الأرض بقدرته وأرسى الجبل، خلق السماوات والأرض بالحق ولم يتركنا في همل، لا يعزب عنه مثقال ذرة في واد أو سهل، سبحانه من إله عظيم! خلق كل شيء بحكمته وعدل.

صدق الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الـذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ [الإخلاص:3-4] ، صدق الله الذي لا تأخذه سنة ولا سهد، لا إله معه ولا يشركه أحد، لا يعجزه في الأرض رقم ولا عدد.

سبحانه من إله عظيم! سبحانه من إله رحيم!

صدق الله الذي عز فارتفع، وعلا فامتنع، وذلَّ كلُّ شيء لعظمته وخضع، وأمسك السماء فرفع، وفرش الأرض ووسع، وفجر الأنهار فأنبع، ومرج البحار ونزع، وسخر النجوم فأطْلَع، وسخر السحاب فارتفع، ونور النور فلمع، وأنزل الغيث فهمع، وكلم موسى فأسمع، وتجلى سبحانه للجبل فتقَطَّع، ووهب ونزع، وضر ونفع، وأعطى ومنع، وسنَّ وشرع، وفرَّق وجمع، وأَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ [الأنعام:98].

صدق الله العظيم التواب، الغفور الوهاب، الذي خضعت لعظمته الرقاب، وذلت لجبروته الصعاب، وخشعت لِمَلَكوته الرقاب، واستدل بصنعته أولو الألباب، ويسبح الرعد بحمده والسحاب، والبرق والسراب، والشجر والدواب، مسبب الأسباب، ومنزل الكتاب، وخالق خلقه من تراب، غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ [غافر:3].. لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ [الرعد:30] .

صدق من لم يزل جليلاًَ، صدق من حُسب به كفيلاً، صدق الهادي إليـه سبيلاً، صدق الله وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً [النساء:122] ، صدق الله وصدق أنبياؤه.

صدق الله الواحد القدير، الماجد الكريم، الشاهد العليم، الغفور الشكور الحليم، قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ [آل عمران:95] .

صدق الله ذو الجلال والإكرام، والعظمة السلطان، له الأفعال الكرام، والمواهب العظام، والإفضال والإنعام، والكمال والتمام، يسبح له الملائكة الكرام، والبهائم والهوام، والرياح والغمام، والضياء والظلام، وهو الله الملك القدوس السلام، ونحن على ما قال ربنا جل ثناؤه، وتقدست أسماؤه، وجلت آلاؤه، وشهدت أرضه وسماؤه، ونطقت به رسله وأنبياؤه شاهدون، شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ [آل عمران:18-19] ، ونحن بما شهد الله به والملائكة وأولو العلم من خلقه شاهدين، يا رب العالمين!

سبحان الله الملك القدوس المطاع! سبحان الله عدد ما دعا لله داع! سبحان الله عدد ما سعى في الأرض ساع!

سبحان الله عدد ما صلى عبد وكبر! سبحان الله عدد ما سال دمع وغمر! سبحان الله عدد ما أصبح الصبح ونوَّر! سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر!

سبحان الذي في السماء عرشه! سبحان الذي في الأرض سلطانه! سبحان الله الذي في البحر سبيله! سبحان الذي في الجنة رحمته! سبحان الذي في جهنم سطوته! سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر!

اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا برحمتك واصرف عنا شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذِلُّ من واليت، ولا يعِزُّ من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، نستغفرك اللهم من جميع الذنوب والخطايا ونتوب إليك.

اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهوِّن به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبداً ما أبقيتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا إلى النار مصيرنا، واجعل الجنة هي دارنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا، برحمتك يا أرحم الراحمين!

اللهم بلغنا ليلة القدر.

اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عنا، برحمتك يا أرحم الراحمين!

اللهم اجعلها ختمةًَ مباركة، وتلاوة نافعة، يا رب العالمين! اللهم أدخلنا بها الجنات، وآتنا بها الدرجات، وكفِّر بها عنا السيئات، واغفر لنا يا مولانا بها الزلات، يا رب العالمين!

اللهم قد حضرنا ختم كتابك، وأنخنا مطايانا ببابك، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إلهنا، إن تركتنا فمن الذي يؤوينا؟! وإن أبعدتنا فمن الذي يقربنا؟! إلهنا، ذنوبنا إليك صاعدة، ورحمتك بنا نازلة، يا رب الأرباب! يا ملك الملوك!

اللهم هذا الدعاء، وهذه المناجاة، وهذا البكاء، وهذه الصلاة، وهذا ختام رمضان، اللهم اختم لنا شهرنا برضوانك، والعتق من نيرانك، يا رب العالمين!

اللهم اجعلنا ممن صام وقرأ القرآن فارتفع به القرآن في أعلى الجنان، ولا تجعلنا ممن قرأ القرآن وزَجَّ القرآنُ به في النار، يا رب العالمين!

اللهم أنت الغني ونحن الفقراء، وأنت القوي ونحن الضعفاء، اللهم إنا ندعوك دعاء المساكين، ونرجوك رجاء الخائفين، رجاء من كثرت ذنوبه، وقلَّت حسناته، وألجمته خطاياه، ولم يجد إلا أنت راحماً، ولم يجد إلا أنت ناصراً، يا أرحم الراحمين! يا رب العالمين! يا واسع الفضل! يا واسع المغفرة!

إلهنا، لو غلبت ذنوبنا عنان السماء ما يئسنا من رحمتك. اللهم اعتق رقابنا ورقاب آبائنا من النار.

اللهم اكتبنا في عليين، وآتنا كتابنا باليمين، يا رب العالمين! اللهم أظلنا تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك، ولا باق إلا وجهك، واسقنا من حوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبداً، برحمتك يا أرحم الراحمين!

اللهم لا تجعلنا من عُبَّاد رمضان، واجعلنا من عِبَادك يا رب العالمين.

اللهم اجعلنا ممن قبلت صيامه وقيامه، وغفرت له زلاته وآثامه، وأمَّنْته الروع يوم القيامة، وحرَّمت على النار جسده وعظامه، برحمتك يا أرحم الراحمين!

اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، وشفاء صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب غمومنا. اللهم علمنا منه ما نَسِينا. اللهم اجعله شفيعاً لنا يوم القيامة، يا رب العالمين!

اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان، يا رب العالمين! اللهم انصر إخواننا في البوسنة والهرسك، يا رب العالمين! اللهم ثبت أقدامهم. اللهم قوِّ عزائمهم. اللهم صبرهم على مصيبتهم. اللهم تقبل شهداءهم. اللهم إنا نلتمس عذرنا إليك فيهم، يا رب العالمين!

اللهم إنا لا نملك إلا الدعاء، فهذا دعاؤنا لإخواننا. اللهم انصرهم على عدوهم، ولا تحرمنا أجر جهادهم، يا رب العالمين!

اللهم عليك بالصرب الحاقدين. اللهم مزقهم كل ممزق. واجعلهم آية لغيرهم يا رب العالمين! اللهم احشرهم مع هامان وفرعون، يا رب العالمين! اللهم اجعلهم عبرة للطغاة والمجرمين، يا رب العالمين! اللهم انصر المسلمين المستضعفين، يا رب العالمين! اللهم أخرج الدعاة من سجون الطغاة والفراعنة، يا رب العالمين!

اللهم لا تفرق جمعنا إلا بذنب مغفور، وسعي مشكور، وذنب مغفور، وعمل متقبل مبرور، برحمتك يا أرحم الراحمين!

اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا كرباً إلا نفسته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا ضالاً إلا هديته، ولا شاباً إلا أصلحته، ولا مبتلىً إلا عافيته، برحمتك يا أرحم الراحمين!

اللهم طهر أعيننا من الخيانة، وألسنتنا من الكذب، وقلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء، وأموالنا من الربا، يا رب العالمين!

اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك. اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وارحمنا اللهم برحمتك إذا صرنا إلى ما صاروا إليه.

اللهم ثبتنا إذا نزل بنا هادم اللذات، وانقطعت الذنوب وبقيت الحسرات.

اللهم كن معنا إذا نفخ في الصور، وبعثر ما في القبور، إليك يا ربنا يومئذٍ النشور. اللهم ثبت أقدامنا على الصراط، اللهم نور قبورنا إذا أظلمت علينا القبور، وفارَقْنا منازلنا والقصور، يا رب العالمين!

اللهم كما سترت ذنوبنا وعيوبنا في الدنيا فاسترها يوم القيامة؛ يوم الحسرة والندامة، يوم يرى كل إنسان منا عمله أمامه، برحمتك يا أرحم الراحمين!

اللهم اجعلنا ممن ينادَى في الآخرة: كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ [الحاقة:24] ، ولا تجعلنا ممن ينادَى فيها: اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ [المؤمنون:108] ، برحمتك يا أرحم الراحمين!

اللهم هذا يوم وداع رمضان، وأنت رب رمضان ورب الشهور كلها، يا رب العالمين! اللهم اجعلنا ممن قبلته في الجنان، وعتقته من النيران، يا رب العالمين!

اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة، وهذا الجهد وعليك التكلان.

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلامُ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الصافات:180-182] .

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.
منقول
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى