- إنضم
- 25 سبتمبر 2007
- المشاركات
- 3.107
- مستوى التفاعل
- 11.952

تستعدَ إيطاليا و دول أخرى في حوض المتوسَط للتدخَل في المشهد الليبي و ذلك بتحضير ترسانتها العسكريَة للتدخَل في سيادة هذه الدولة الشقيقة. و نحن كدولة تجمعنا علاقات وطيدة بها و شعب اختلطت دماؤنا بدماءهم يجب علينا أن نحدَد موقفا صارما و دقيقا بمحاولة التعاون مع ليبيا بتقديم أنفسنا كطرف محايد لن يتورَط في تدخَل أجنبيَ ضدَ سيادة أراضيها مقابل تمكيننا من استعادة مواطنينا أحياء سالمين.
إنَنا في هذا الضرف الوجيز و الحرج يجب أن نمدَ يد المساعدة للمدنيين بالأكل و الملبس و نعطيهم حقَ اللجوء و العلاج و لكن لا يجب أن نتورَط في لعبة قذرة يحاول الغرب انتهازها باسم مساعدة الشعب الليبي لاختراق سيادته و لتطول يديه البترول الليبيَ.
البارحة نقلا عن شهود عيان في منطقة نابل قيل بأنَ بعض السكَان شاهدوا غوَاصة قريبة من السواحل التونسيَة و بما أنَه لا غوَاصات لدينا فالمفهوم هو أنَ هناك من يستعمل المياه الإقليميَة التونسيَة للصيد في المياه العكرة. ما نقل يكون حقيقة أو كذبا إلاَ أنَه يجب علينا أن ندعو كجماهير إلى عدم تهاون السلطات التونسيَة في المشاركة أو التورَط في جريمة كهذه و يجب علينا أن نهتمَ بمصالحنا الأنانيَة لا بمصالح الغرب. فاحتمال حصولها كبير جدَا في هذه الضروف.
نحن نتحمَل مسؤوليَة سلامة و أمن المواطنين التونسيَين العزَل الذين بقوا في ليبيا ، هم ليسوا أيَ شيء و نتحمَل مسؤوليَة أمنهم كما يتحمَلها هذا القنصل الذي هرب في طائرة خاصة تاركا إيَاهم بين أيدي الجزَارين. هروبه هذا لا يعني إلاَ أنَ حسَه بالمواطنة و المسؤوليَة المهنيَة منقوص جدَا. لذا فيجب على الحكومة التخلَص منه و من هو على شاكلته و تقديمه إلى المحاسبة حتَى يكون عبرة لغيره. هو لم يذهب إلى هناك كسائح و يجب عليه أن يقوم بمهمَته على أكمل وجه و إلاَ فليتركها لمن يستطيع ذلك.
اليوم و ليس غدا، يجب علينا أن نحدَد موقفنا السلميَ حتَى لا يستعمل القذَافي و من والوه المواطنين التونسيين كرهائن فيتمَ تعذيبهم و قتلهم. و نحن إن تهاونَا في هذا فإنَ ردود الفعل الترهيبيَة في أراضينا ستصبح واقعا يوميَا من قبيل ردود الفعل و الإنتقام و هي حتما ستتواصل بعد أن يستتبَ الأمن في جارتنا ليبيا لأنَنا نكون قد تورَطنا و لا سبيل لنا في إستعادة حسن الجوار. إنَ التدخَل ضدَ ليبيا هو تدخَل لا يخدم إلاَ الدول الغربيَة التي يسيل لعابها و تريد إستعادة أمجادها في السيطرة على خيرات المنطقة و استغلال شعوبنا. نحن لا يمكننا أن نكون إلاَ إخوة للشعب الليبي و لن نمدَ أيدينا للمشاركة في جريمة ضدَه و إنَما نمدَها للمساعدة و للسلام.