العتروس ينتصر على «البـارونات» ومنزلقــات ترافق الانتخابــــــــات
إذا كان من انجاز حققه جمهور النادي الافريقي في جلسته العامة فهو القطع مع واقع رديء كانت تتحكم فيه مجموعة من «البارونات» صادرت الشرعية التاريخية واحتكرت القرار ولعبت بالمصائر وفصّلت المسؤوليات على مقاسها الشخصي.
بعبارة أوضح «شعب الافريقي» انتصر على الذين حوّلوه إلى ديكور يزين مدارج المنزه أو رادس لا أكثر ولا أقل وكان من الممكن أن يكون لهؤلاء «البارونات» بعض الحق في فرض قراراتهم لو كانوا يدفعون لخزينة النادي ما يمكن من مجابهة المصاريف اليومية وتعهد الحديقة ورعاية المواهب الصاعدة والقيام بانتدابات في مستوى التطلعات لكن ما يقدم كان مغلّفا بعقود استشهارية ومصالح اقتصادية وتلميع لصور أصحاب المقامات والمعالي.
جلسة الافريقي يمكن اعتبارها من هذه الزاوية تاريخية إذن لأنها أسقطت الشرعية الزائفة لهؤلاء وأرجعت الحكم لصندوق الاقتراع وأعادت الاعتبار لجمال العتروس الذين حاربوه بكل الطرق الممكنة لأنه كما قال لنا مسؤول بارز في الافريقي قبل 14 جانفي لم يكن محسوبا على السلطة والحقيقة ان المسألة لم تكن متعلقة بعلاقات مع السلط القائمة وإنما باعتبارات ذاتية وضيقة جدا لأحد الأشخاص رأى هو وغيره في هذا الرجل خطرا «شعبيا» على مراكز النفوذ والقرار.
سيحتفظ تاريخ فريق باب الجديد بتلك الواقعة المتمثلة في تعيين شريف باللامين (الذي نحترمه) من خلال مكالمة هاتفية وسيحتفظ أيضا بتفاصيل الحرب الشعواء التي تم شنها على جمال العتروس عبر وسائل الاعلام أو في الزوايا المظلمة مع تأكيدنا على أننا لا نعرف العتروس ولم نلتق به ولم نكلمه سابقا ولم يكلمنا وإذا كنا ندافع عنه في هذه السطور فإنما لأن حق الرجل في قيادة الفريق الذي يحبه انتهك بشكل فاضح من قبل مجموعة من الأشخاص المتنفذين.
حذار
قلنا ان العتروس استعاد اعتباره وهو يصعد رئيسا للافريقي لكننا غير قادرين على المرور، على بعض المنزلقات التي حفّت بالجلسة العامة والتي كنا نبهنا إليها فقد تم الدفع بعديد الأشخاص إلى الانتخاب وبعضهم لا يملك الثقافة والقدرة على تحليل مسائل معقدة مثل التقرير المالي ولا هو مؤهل لاجراء محاسبة موضوعية لأداء الهيئة المديرة وهو ما يطرح إشكالا حقيقيا يخص الأطراف أو الأشخاص الذين بإمكانهم أن يصوتوا في جلسات عامة انتخابية وديمقراطية.
هل ان من يمسك انخراطا في يده قبل ساعتين من الجلسة العامة يملك صلاحية تقرير مستقبل فريق.. أم ان شروط الانتخاب يجب ان تراجع في اتجاه فرض واقع نظيف ينتخب فيه من أكد وفاءه لفريقه فانخرط بشكل مستمر مدة 10 سنوات مثلا؟
هل ان قانون الجمعيات بصيغته الحالية يمنع من حدوث منزلقات كالتي شاهدناها في هذه العملية الانتخابية التي رافقت الجلسة العامة للافريقي.
اعتقادنا الشخصي ان لنا من الكفاءات القانونية وبينهم محامون نعتز بهم مثل الأستاذ شوقي الطبيب قادرة على صياغة تصور جديد يضع حدّا لأية تجاوزات ويكرس فعليا العملية الديمقراطية ويعطي هامشا جديا للاختيار والمحاسبة.. وفي انتظار ذلك نبارك للافريقي مرحلته التاريخية الجديدة.