من أهم اكتشافات القرن العشرين أن العلماء دحضوا فكرة الكون الأزلي الخالد! وأثبتوا بالبرهان القاطع أن للكون بداية على شكل انفجار هائل سمي الانفجار العظيم، وقد بدأ العلماء يكتشفون تفاصيل هذا الانفجار وقالوا بأن الكون كله كان كتلة واحدة فانفجرت وتشكلت المادة وخلال بلايين السنين تطور الكون إلى شكله الحالي (تقريبا 13.6 مليار سنة).
ونرى بعض العلماء يفضلون استخدام مصطلحات أكثر دقة من "انفجار" مثل "تباعد" أو "كثافة" المهم أنهم يريدون أن يصلوا إلى نتيجة تقول إن الكون بدأ من كتلة واحدة (رتقاً) ثم تباعدت أجزاؤها (انفتقت) وشكلت النجوم والمجرات والأرض...
القرآن سبق علماء الغرب في الحديث عن نشوء الكون بأسلوب علمي دقيق!
جاء فى القرآن الكريم أن السماوات والأرض كانتا جسما واحدا ثم انفصلتا بعضهما عن البعض . فيقول الحق فى سورة الأنبياء : "أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون" صدق الله العظيم سورة الأنبياء (30). هذه الحقيقة الكونية توصل إليها العلماء بعد نزول القرآن بأربعة عشر قرنا من الزمان ، حيث أوحت الأرصاد والدراسات الفلكية للعلماء خلال الفترة 1927- 1929 أن الكون يتمدد ويتسع . ولابد أنه بدأ من نواة أو بيضة كونية متماسكة ، درجة حرارتها عالية جدا تقدر بما لانهاية من الدرجات ، وكثافتها لانهائية أيضاً فى مقدارها. وبفعل تأثيرات الضغط الهائل ودرجة الحرارة فائقة الارتفاع انفجرت هذه البيضة بقوة هائلة ، فتناثرت أشلاؤها من المادة والسحب الغازية فى جميع الاتجاهات . ثم تكثفت فى أماكن متفرقة من الفراغ الكونى ، مكونة النجوم التى ظلت تتناثر بفعل الانفجار الهائل . وعندما انخفضت درجة حرارتها إلى حد معين قامت قوى الجاذبية بتجميع الأشلاء المادية من النجوم والسحب الغازية والغبار وما يفى من حطام الانفجار على هيئة جزر كونية تعرف بالمجرات ، ظلت تتناثر وتتباعد دون أن تتوقف إلى الآن . كما أدت حوادث الاصطدام بين النجوم إلى تكوين العديد من المجموعات الكوكبية الباردة مثل أرضنا والكواكب الأخرى .
من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الناس محاولة ربط القرآن بالنظريات العلمية ذلك أن حقائق القرآن مطلقة و أن الحقائق العلمية نسبية ونسبية جدا ... إننا حين نربط آية ما بحقيقةعلمية و نغفل أن تاريخ العلم هو تاريخ الأخطاء العلمية
فالنظريات العلمية قد يكون فيها الكثير من الأخطــاء، ومع الزمن يقوم العلماء باكتشاف هذه الأخطاء وتصحيحـها على ضـــوء أدلــة علمية حديثة. وهنا تبرز ضـرورة عدم الإيمـــان المطلـــق بصحــة كل ما يقوله العـلم ويبـرز دور الشــك كجــزء من مسيـــرة العلـم. ومع تصحيح أخطاء النظريات العلميــة يتقدم العلماء (في أغلب الأحيان) نحو فهــم أفضل للطبيعــة.
إن كـون الشــيء علمياً لا يعني أنه الحقيقــــةُ المطلقةُ وأنه صحيحٌ دون أي شـــك، بل على العكس فإنه لا يمكن إثبــات أغلب المعرفة العلمية على أنها حقائـــقُ مطلقـــة. السبب في ذلك أن العلم هو مجرد محاولات الإنسان للبحث في الطبيعة وقد تصيب هذه المحاولات وقد تخطـئ، وحتى لو أظهر العلم أدلـة كثيـــرة يدعم فيها نظرته في موضوع معين فقد يظهر بعد حين أدلة أخرى تنفي تلك النظرة أو تضطر العلمَ إلى تعديلها
فإذا ربطنا آي القرآن بالحقائق العلمية نكون قد حكمنا بمحدودية الحقائق القرآنية وضربنا الإسلام في الصميم ألم نر إلى قوله تعالى : إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَـٰفِظُونَ ...
قد يبدو أو قد يحلو للبعض أحيانا ربط بعض الحقائق العلمية بالقرآن وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا...
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.