- إنضم
- 14 نوفمبر 2009
- المشاركات
- 1.592
- مستوى التفاعل
- 8.200
كنت مارا بالأمس على عادتي ليلا، لما لفت نظري ألعابا نارية تزغرد بقوة و عنفوان فوق سماء فرنسا فتحيل ليلها نهارا وسط بهجة الجميع .
عدت بذاكرتي فأسعفتني سريعا أن هذه الليلية هي ذكرى 14 جويلية عند القوم، فيومها حققت الثورة الفرنسية أعظم إنتصاراتها فدخل الثوار عنوة سجن الباستيل وكسروا شوكة الضلم و الإستبداد، ثم واجه أجدادهم بعد ذلك بشجاعة وبإصرار عجيب ، قوى الردّة و الجذب إلى الخلف و ثبتوا على الحق فأثمر صدقهم أن وهبوا الحرية و العدل لأبنائهم و أحفادهم
في تلك الليلة كنت أسترق النظر لضحكة طفل وليد كان بصحبة أمه,عليه من أثر النعيم و الرخاء ما لا تنكره عين , تبسمت وجزمت بأن ضحكته كانت ثمرة تضحيات من ثبت من أجداده .
تمنيت أن أتكون تلك الضحكة الصافية النقية بوجه حفيد لي أو حفيد لكم يحتفل بعد سنين بذكرى 14 جانفي ...
ستكون ضحكة أحفادنا بعد سنين، و بلا ريب، هي ثمرة تضحياتنا و ثباتنا و شجاعتنا اليوم
و سيكتب التاريخ يوما حكمه النهائي و الذي لن يقبل إستئنافا و لا تعقيبا
إما أن يكتب أنه كان بتونس جيل شجاع قد نجح و زرع البسمة في وجوه من تلاه
أو أنه سيكتب إن شعب تونس كان سباقا و لكنه لم يمتلك الشجاعة ليكمل المسير ووقف عاجزا في منتصف الطريق
رأيت ضحكة على وجه طفل فرنسي يحتفل بثورة أسلافه، تمنيتها أن تكون يوما لحفيدي
فلا تحرمونني رجاء ذلك الحلم