منهجيّة المقال و التحليل في مادّة العربيّة (شعبة الآداب)

cobraaa

كبار الشخصيات
إنضم
29 ديسمبر 2007
المشاركات
5.804
مستوى التفاعل
25.238
في منهجيّة تحليل النصّ
مدخل 1:
قيل (اتفق العرب على ألاّ يتفقوا) و عدم الاتفاق هذا حاصل حتى في مستوى المنهج رغم ما تعنيه هذه الكلمة من بيـان و وضوح لغة، فمنهج الطّريقِ وَضَحُهُ و المنهـاجُ كالمنهج و في التنزيـل ﴿ لِكُـلّ جَعَلْنَا منْكُم شِرْعَةً وَ منْهَاجَا﴾ ونحن لا نزعم بأنّنا سنحقّق التوحّد في الآراء، و إنما هدفنا الرّئيس هو تقديم تصوّر لما يجب على التلميذ أن يسلكه في عمله حتى لا ينعت عمله باختلال أو باضطراب المنهج، علما و أنّنا قد احتكمنا ،في انجاز هذا العمل، إلى مقاييس إصلاح الباكالوريا وبعض الكتب المختصّة، علّنا بذلك نجْمَع شتات الآراء، و نحقّق اتفاقا نكسر به مقولة عدم الاتفاق.
مدخل 2:
إن العنـاصر الكبرى التي يبنى عليهـا تحليل النصّ لا تختلف عن مثيلتهـا في تحلـيل المقال و هي المقدّمة و الجوهر و الخاتمة وهذه المحطّات الكبرى تتفرّع داخليّا إلى عناصر صغرى سنفصّل فيها القول.
صناعة المقدّمة
تنقسم المقدّمة إلى مجموعة من المحطّات التي يجب على التلميذ أن يتوقف عندها و هي على التوالي:
1-التمهيد: هو فاتحة المقدّمة و التحليل ككلّ و وظيفته وضع النصّ في إطاره التاريخي و في سياقه الفكري و لا يجب أن يكون التمهيد مُطَوَّلا و يجب أن نتجنّب فيه الأحكام المسبقة من قبيل (نجح، أبدع...) أو الحكم على النصّ كمـا يجب أن نتجنّب فيه الأحكـام الانطباعيّة من قبيل (أحسن، أجمـل، أروع، خير...) و نشير في هذا السّياق إلى أنّ التمهيد ليس بطاقة هويّة تعرّف بالشّخصيّة محور الدّرس..
2-التقديم الماديّ للنصّ: وهي عمليّة تأطيريّة للنصّ و مدار الاهتمام فيها نوع النصّ و مؤلّفه و المصدر الذي أخذ منه، مع ضرورة كتابة الأرقام بلسان القلم عند إشارتنا إلى الصّفحات التي أخذ منها النصّ.
3-التقديم المعنويّ: و يكون ذلك بضبط موضوع النصّ و من المستحسن أن تكون صياغة الموضوع في شكل جملة فعليّة.
4-الإشكاليّة أو محاور الاهتمـام: هي المرحلة الختاميّة في المقدّمة و المعلنة عن التحوّل من التقديم إلى الجوهر و يمكن الاستعانة بالأسئلة التي ترفق بالنصّ كما يمكننا التصرّف في هذه الأسئلة بالزّيادة أو النقصان أو إعادة الصّياغة، و يجب في الإشكاليّة تجنب كثرة الأسئلة كما يجب علينا أن نلتزم بالإجابة عن كلّ الأسئلة التي نطرحها.
 
صناعة الجوهر:
1-بنية النصّ /الوحدات/ التفكيك: هذه مسمّيات عدّة لنفس المسمّى، و يرى البعض أنّ هذه المرحلة هي ركن من أركان المقدّمة في حين أنّ البعض الآخر يرى أنّها أوّل محطّات الجوهر و قد انتصرنا إلى الرأي الثاني لعدّة أسباب منها، أن استهلال الجوهر بالوحدات يمكّن التلميذ من تجاوز صعوبة بداية هذا القسم إضافة إلى أنّ تقسيم النصّ إلى وحداته المعنويّة و التعليق على هذا التقسيم ،متى كان في المقدّمة، من شأنه أن يطيلها و يجعلها تتجاوز قدرَها كمًّا، هذا و أنه متى اعتمدنا المواضيع معيارا فإنّنا قد نسقط في فخّ الأحكام المسبقة، لهذا و تفاديا لكلّ هذه المزالق فإنّنا ننصح بجعل تفكيك النصّ إلى وحداته فاتحة الجوهر فيكون ذلك لنا لا علينا و ننبّه إلى أنّ التقسيم يكون وفق معيار يجب التّصريح به و يجب التعليق على هذا التقسيم بمعنى النظر في بنية النصّ الكبرى.
2-التحليل: هو أكبر مراحل العمل كمّا و أغزرهـا مادّة، و يكون التحليل بالنظر في وحدات النصّ وحدة فوحدة و يتمّ الانطلاق في التحليل من الأساليب إلى الدّلالات أو المعاني وصولا إلى المقاصد، و في هذه المرحلة نحن مطالبون بالاستشهـاد بقرائن من النصّ كي يشعر المصحّح بأنّنا نتعـامل مع نصّ و لسنا بصدد كتابة مقـال حرّ، و يجب أن ننهي تحليل كلّ وحدة بتأليف جزئي نجمع فيه أهمّ الاستنتاجات التي انتهينا إليها، و هذا التأليف الجزئي سيكون بمثابة عنصر التخلّص إلى تحليل الوحدة الثانية، و هكذا إلى أن ننتهي من تحليل الوحدات التي أعلنّا عنها منذ البداية
3-التأليف الكلّي: كثيرا ما يقع التلاميذ في إهمال هذا القسم رغم أهميّته الفائقة، و في التأليف الكلي نجمع أهم ما انتهينا إليه بعد تحليلنا للنصّ و ذلك في مستوى الأساليب و المضامين و لنا أن نستنير بمجموع التآليف الجزئيّة التي ذيّلنا بها تحليل الوحدات و لا يجب علينا أن نعتبر هذا القسم بمثابة الفرصة لتحليل فكرة فاتنا التوقّف عندها في التحليل.
4-التقويم: هو آخر أقسام الجوهر و ينقسم إلى قسمين:
أ- التقويم الداخليّ: و يكون ذلك بالبحث في طرافة النصّ و ما حقّقه من إضافات و مكاسب، كما لنا أن نبدي رأينا في بعض مباني النصّ و معانيه..
ب- التقويم الخارجي: لنـا في هذا القسم أن نخرج من حدود النصّ المدروس لنقارنه بنصوص أخرى لنفس المؤلف بينهـا و بين النصّ موضوع الدرس روابط و وشائج، و لن أيضا أن نقارنه بنصوص أخرى لغيره من المؤلّفين شرط إيجاد رابط منطقيّ جامع بينها.
صناعة الخاتمة:
ننبّه في البداية إلى أن الخاتمة هي آخر مرحلة نختم بها مقاربتنا للنصّ وهي قسم ضروريّ و هامّ و تشتمل الخاتمة على عصارة ما توصّلنا إليه من أفكار في الجوهر و ذلك بإيجاز شديد دون الخوض فيها مجدّدا ثم نفتح آفاقا على مداخل جديدة أو نصّ آخر قريب من النصّ المدروس قد يشترك معه في الدلالة و يختلف في طرق التعبير...
لم أقصد بما قدّمت مقاربة لنصّ معيّن من النّصوص و إنّما قدّمت منهجا للتلميذ أن يسلكه في عمله كي لا ينعت عمله باختلال المنهج، فهي مقاربة لمنهجيّة حسب المطلوب في الباكالوريا...
 
في منهجيّة المقال
نصائح منهجيّة
في المواضيع الإنشائيّة:
توزع المادّة على أربعة أبواب كبرى
1- قراءة الموضوع وفهمه و ذلك بتحديد المعطى و المطلوب و استنطاق العبارات المفاتيح في كليهما.
2- بناء الجوهر باستعراض عناصره مفرّعة و ذكر الشّواهد المناسبة في كلّ موضوع مع:
* التزام التوازن بين هذه العناصر التي تتمحّض للتحليل و النقاش.
* التأليف بين المعاني عند نهاية كلّ عنصر.
3- بناء المقدّمة:
من المستحسن تأخير الاشتغال على المقدّمة لاستلهام ما جاء في بناء الجوهر لصياغة هذه المقّدمة و الغاية من ذلك تجنّب المترشّح الاعتماد على المقدّمات التاريخيّة أو تلك التي تعرّف بالشّخصيّة المعنيّة بالموضوع.
4- بناء الخاتمة:
الخاتمة عموما قائمة على:
* التأليف بين أهمّ المعاني التي قام عليها التحليل.
* تنزيل الموضوع في سياق أوسع بفتح آفاق أخرى للبحث.
عن لجنة إصلاح الباكالوريا
مدخل:
ينقسم المقال إلـى معطى و مطلوب و لكلّ قسم خصوصيّـات في مستوى الصّياغات و التّـراكيب و العبارات المستعملة، و على المترشّح أن يميّز بينها تمييزا يخوّل له الاطمئنان إلى سلامة المنهج.
تركيب المعطى:
أنّ التّراكيب التي تكون في المعطى تؤثّر في عناصر الجوهر تقديما و تأخيرا و تؤثر كذلك في تحديد مواطن الثقل فيه فتؤدى إلى توازن أو اختلاف أقسامه كمّا.



-1- التركيب التّوازني:
لئن كان شعر أبي الطيّب المتنبّي مُتأصّلا شكلاً و مضمونا في السنن الشعريّة التقليديّة، فإنّه يعكس قدرة فائقة على المجاوزة و الإبداع.
ما رأيك؟ (الدّورة الرّئيسيّة، جوان 1996)
ورد المعطى في شكل تركيب توازنيّ ( لئن... فإنّه...) و مثل هذه الصّياغة يجب أن يراعى فيها ترتيب العناصر و التّوازن الكميّ بينها ما أمكن.
-2-التّركيب القائم على النّفي و الإثبات:
لم تكن رحلة الغفران نقدا لواقع المجتمع و أوهام النّاس و إنّما هي تطاول على المقدّس و عبث بالحقائق الدّينيّة.
قام المعطى تركيبيّا على ثنائيّة النّفي (لم) و الإثبات (إنّما) و في مثل هذا التّركيب يجب على التلميذ أن يقدّم العنصر المثبت على العنصر المنفيّ و تجدر الإشارة إلى أنّ المـواضيع المثبتة و المنفيّة لا تكون على هذه الشّـاكلة فقط و إنّما ترد في تراكيب أخرى من قبيل (لم.. بل...)
ملاحظات:
- إنّ صيغة النفي و الإثبات ترد في أشكال أخرى منها مثلا:
لا يكمن فضل أبي العلاء في رسالة الغفران في مجرّد استدعاء الموروث الثقافيّ بروافده المتعدّدة و إنّما يكمن فضله في توظيفه لهذا التراث لإنشاء نصّ قصصيّ ممتع و جريء.
(أو لا... فقط) أو (لم... و إنّما أيضا) فمثل هذه الصّيغ لا يجوز التعامل معها بالتّقديم و التأخير فهذه الألفاظ (فقط، مجرّد، أيضا..) أخرجت المعطى من حيّز النّفي و الإثبات إلى حيّز التّركيب التّوازني
- ترد بعض المواضيع مشتملة على طباق كقولنا مثلا:
دخل أبو هريرة تجربة الجماعة مشتاقا إلى العدد، و خرج منها ناقما على بني الإنسان.
حلل....
فمثل هذه الصّياغة لا يجوز التّعامل معها تعاملنا مع صيغ الإثبات و النّفي كذلك.
-3- التّركيب التّفاضليّ:
قيل لم يكن الخيال في رحلة الغفران تعويضا عن حرمان أديب المعرّة بقدر ما هو خيال ثائر فاضح ناقد.
قام المعطى على (لم يكن... بقدر ما..) و هو يقوم على تفضيل شيء على آخر و في مثل هذه المواضيع على التّلميذ أن يهتمّ في التّحليل بالعنصرين الواردين في المعطى و لكنّ حجم العناية بالجزء الثاني يكون أكثر كمّا و كيفا من العنصر الأوّل.
نجد بعض المواضيع التي توظّف هذه الصّيغة و لا يطلب فيها عدم التّوازن كمّا أو كيفا و مثل ذلك"
إنّ حكاية الغفران نصّ عجيب، بقدر ما فيه من لذّة القصّ فيه من لذعة النّقد.
توسّع في تحليل هذا القول و ناقشه باعتماد شواهد دقيقة من قسم الرّحلة. ( الدّورة الرّئيسيّة جوان 1995)
إنّ (بقدر ما..) في مثل هذا الموضوع لم تكن من أجل المفاضلة أو تفويق شيء على آخر إنّما كانت لتحقيق التّساوي بين العنصرين و يمكن أن يكون ذلك محلّ نقاش.
-4- التركيب التّقريري:
قيل إنّنا في السدّ إزاء فرجة متكاملة يتضافر فيها الفنّ المسرحيّ و الخيال القصصيّ لإبراز منزلة الإنسان في الكون.
حلّل هذا القول و ناقشه اعتمادا على ما درست من مسرحيّة السدّ.
(الدورة الرّئيسيّة جوان 1999)
إنّ مثل هذه الصّيغ التقريريّة تتطلّب من التّلميذ تحقيق موازنة بين مختلف العناصر.
تركيب المطلوب:
تنقسم المواضيع بحسب صيغ المطلوب فيها إلى: تحليليّ و جدليّ و مقارن و سنسعى إلــى بيــان الفــوارق بين مختلف هذه الأنـواع متوقّفين عند الصّيغ التي تكون فـي المعطى أو المطلوب و الاختلافات التي تحصل في مستوى الجوهر.
المقال بحسب المطلوب:
-1- المقال التّحليليّ:
هو ما نجد فيه عبارات من قبيل حلّل أو توسّع في هذا الرّأي أو بيّن، إلخ... و إذا كان ذلك كذلك فإنّ الجوهر يبنى على قسمين رئيسييّن هما التّحليل و التّأليف.
* إنّ التّقويم ليس واردا في المواضيع التحليليّة، و على المترشّح أن يقوّم القولة أثناء التّحليل بإيجاز و بذكاء و له أن يترك ذلك كليّا (و على التّلميذ الذّي لم يسبق له ذلك أن يتخلّى عن التقويم في المواضيع التحليليّة نهائيّا).


-2- المقال الجدليّ:
نجد فيه عبارات من قبيل ناقش أو أبد رأيك أو إلى أيّ مدى و يبنى الجوهر في مثل هذه المواضيع على ثلاث أقسام رئيسيّة هي التحليل و النّقاش و التأليف.
-3- المقال المقارن:
من العبارات التي نجدها في مثل هذه المواضيع قارن أو وازن، إلخ.. و لنا أن نجعل الجوهر في مثل هذه المواضيع منقسم إلى عنصر لنقاط الائتلاف و الثاني لنقاط الاختلاف و يعقب ذلك التّأليف.
ثبت في المراجع:
1-أبو شريفة، عبد القادر، و قزق، حسين لافي: مدخل إلى تحليل النصّ الأدبي،عمّان، دار الفكر،ط1، 1993.
2-الطّرابلسي، محمّد الهاشمي: مفتاح المنهجيّة،تونس، دار شوقي للنشر، (د.ت)
3-العزّابو، كمال: مقاربات منهجيّة في المقال الأدبي، السابعة آداب: رسالة الغفران،سوسة-تونس، دار الميزان للنشر،1998.
4- إصلاحات الباكالوريا على الموقع http://www.bacnet.tn/
5- إصلاحات الباكالوريا المتعلّقة بالسّنوات 2005 / 2006 / 2007
أنتظر ملاحظاتكم
 
أخي cobraaa أجدد شكري للمواضيع الهامة التي تفيدنا بها
 
الفيصل;1313638 قال:
أخي cobraaa أجدد شكري للمواضيع الهامة التي تفيدنا بها
صديقي،
أرجو أرجو أن يكون النجاح للجميع..
دمت صديقا..
 
شكرا علي المجهود ولكن التقويم يسبق التأليف الكلي وهذا أمر مستجد مثل تغير ضارب العربية من 4 إلي 3 في الإمتحان النهائي والفلسفة كذلك .
 
شكرا علي المجهود ولكن التقويم يسبق التأليف الكلي وهذا أمر مستجد مثل تغير ضارب العربية من 4 إلي 3 في الإمتحان النهائي والفلسفة كذلك .

صديقي،
ملاحظتك هامّة جدّا، و هي محلّ جدال كبير بيننا في ولايتنا على مستوى الأساتذة و المتفقدين كذلك، البعض يذهب إلى ما ذهبت إليه و حجّتهم في ذلك اصلاحات الباكالوريا في السّنوات الأخيرة، و البعض الآخر، و أنا ومنهم، يذهبون إلى جعل التقويم بعد التأليف، و السّبب في ذلك هو أنّه لم يرد علينا منشور رسميّ ينسخ السّابق، إضافة إلى أنّه من المنطقيّ أن يكون التقويم في هذا الموضع لأنّه يشتمل على التقويم الخارجيّ الممهّد بدورة للخاتمة.
على كلّ صديقي أشكرك على ما تفضلت به من ملاحظات و أنتظر ردّك
 
ليس المهم ان الموضوع منقول اول لا بل فائدة في ان عم الفائدة وتنتشر المعلومة التي من شانها ان تساعد التلميذ والاستاذ على حد السواء
وشكرا لصاحب الموضوع لمساهماته المتميزة
 
جميل فاضل;2448356 قال:
أغلب ما جاء في الموضوع منقول للأسف

بداية، أشكر لك ملاحظتك الرّشيقة التي هي في محلّها تماما...
ثانيا، أيّها الجميل الفاضل، ما قدّمته هو خاصّ بي، وهو عمل شخصيّ، فلست بحاجة للنقل بحول الله وحمده، ولو عرفتني جيّدا لعرفت صدق ما أقول، وقد ذيّلت الموضوع بثبت في المراجع التي اعتمدتها وأتحدّاك إن أتيتني ببعض العناوين في ما أثبتّ، مقابل ذلك بإمكانى أن أحدّد لك الصّفحات التي عدت اليها كي أقول ما قلت...
على كلّ أشكر لك أخلاقك الرّفيعة وقد تكرّمت علينا في المنتدى وشرّفتنا بملاحظات فاضلة جميلة دلّت على جهاد في البحث وتمرّس..
دمت ذخرا للمنتدى..
 
أعلى