- إنضم
- 30 جويلية 2007
- المشاركات
- 4.343
- مستوى التفاعل
- 23.222
صديقي العزيز
الجبن نقيض الشجاعة والشجاعة لاتعني الجراة والجراة لا تعني الاقدام والاقدام لايعني التهور ..ان كانت الجبن والشجاعة صفة يوصف بها الانسان فان بقية الكائنات الاخرى تشملها ..يقال قرد جبان ولااسد مائع او ماشابه ذلك ..والشجاعة التي تخلف الذل الجبن اهون منها احيانا ..والجبن الذي يمنع التهور والتهلكة افضل احيانا من الجراة غير المسؤولة المدروسة ..فالانسان مهما كان يمتاز بصفتين متلازمتين اولاهما الجبن او الخوف وثانيهما الشجاعة او الجراة ..واحكام العقل السليم في اتخاذ ايهما حسب الاطاري الزماني والمكاني ..وحيث البيئة او المحيط وحسب الشخصية وما جبلت عليه من نقواقض واختلافات ومااكتسبت من تجارب وثقافات ...لايطلب من الانسان ان يكون شجاعا وانما يطلب من الجبان ان يزيح عن نفسه صفة الجبن ..وفي كلا الحالتين ان يؤمر الانسان من الخارج ليس افضل له ان ينطلق من ذاته ..يكتسب الجبن وينمى درجات وتنمى الشجاعة وتزداد درجات ولكنها الى حد معين وان تمادت قد تبلغ درجات اللاوعي وهي حالة من التهور ونتيجته التهلكة في الغالب.
اذا واجه الانسان ظلما او بطشا او تعسفا ماديا او معنويا من طرف انسان او جماعة تمتلك القوة والسلطة فيرضخ لاوامرها وقوتها فلا يحق للاخر ان يصفه بالجبان ..لان موازين القوى مختلفة هناك قويا وفي المقابل ضعيفا او منكسرا او ذليلا ..وعادة ما تبرز صفات الشجاعة والجبن في المعارك حتى وان كانت موازين قوى المتقاتلين متفاوتة الا ان بامكان الاكثر ضعفا ان يهزم الاكثر قوة اذا توفرت العزيمة والارادة وبلغت نسبة الشعور بالذات درجات من ابلغها الكرامة والشرف وهي من اولى قضايا الانسانية عبر الاجيال والتاريخ.فمن كانت اهدافه الدفاع والاستماتة عن قضية شخصية او عامة تكون الشجاعة احدى اسلحته ومن كانت اهدافه الانانية المفرطة لبسط النفوذ والبروز على حساب الاخر فهي الجبن في ثوب شجاعة ..يميز بين شجاع في الحق وشجاع في الباطل ..واما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض ..
واختم بهاته القصيدة لاحد ابرز شجعان العرب
عنترة بن شداد
حكّمْ سيُوفَكَ في رقابِ العُذَّل
-----------------------------------
حكّمْ سيُوفَكَ في رقابِ العُذَّل
واذا نزلتْ بدار ذلَّ فارحل
وإذا بُليتَ بظالمٍ كُنْ ظالماً
واذا لقيت ذوي الجهالة ِ فاجهل
وإذا الجبانُ نهاكَ يوْمَ كريهة ٍ
خوفاً عليكَ من ازدحام الجحفل
فاعْصِ مقالَتهُ ولا تَحْفلْ بها
واقْدِمْ إذا حَقَّ اللِّقا في الأَوَّل
واختَرْ لِنَفْسِكَ منْزلاً تعْلو به
أَوْ مُتْ كريماً تَحْتَ ظلِّ القَسْطَل
فالموتُ لا يُنْجيكَ منْ آفاتِهِ
حصنٌ ولو شيدتهُ بالجندل
موتُ الفتى في عزهِ خيرٌ له
منْ أنْ يبيتَ أسير طرفٍ أكحل
إنْ كُنْتُ في عددِ العبيدِ فَهمَّتي
فوق الثريا والسماكِ الأعزل
أو أنكرتْ فرسانُ عبس نسبتي
فسنان رمحي والحسام يقرُّ لي
وبذابلي ومهندي نلتُ العلاَ
لا بالقرابة ِ والعديدِ الأَجزل
ورميتُ مهري في العجاجِ فخاضهُ
والنَّارُ تقْدحُ منْ شفار الأَنْصُل
خاضَ العجاجَ محجلاً حتى إذا
شهدَ الوقعية َ عاد غير محجل
ولقد نكبت بني حريقة َ نكبة ً
لما طعنتُ صميم قلب الأخيل
وقتلْتُ فارسَهُمْ ربيعة َ عَنْوَة ً
والهيْذُبانَ وجابرَ بْنَ مُهلهل
وابنى ربيعة َ والحريسَ ومالكا
والزّبْرِقانُ غدا طريحَ الجَنْدل
وأَنا ابْنُ سوْداءِ الجبين كأَنَّها
ضَبُعٌ تَرعْرَع في رُسومِ المنْزل
الساق منها مثلُ ساق نعامة ٍ
والشَّعرُ منها مثْلُ حَبِّ الفُلْفُل
والثغر من تحتِ اللثام كأنه
برْقٌ تلأْلأْ في الظّلامَ المُسدَل
يا نازلين على الحِمَى ودِيارِهِ
هَلاَّ رأيتُمْ في الدِّيار تَقَلْقُلي
قد طال عزُّكُم وذُلِّي في الهوَى
ومن العَجائبِ عزُّكم وتذَلُّلي
لا تسقيني ماءَ الحياة ِ بذلة ٍ
بل فاسقني بالعزَّ كاس الحنظل
ماءُ الحياة ِ بذلة ٍ كجهنم
وجهنم بالعزَّ أطيبُ منزل
الجبن نقيض الشجاعة والشجاعة لاتعني الجراة والجراة لا تعني الاقدام والاقدام لايعني التهور ..ان كانت الجبن والشجاعة صفة يوصف بها الانسان فان بقية الكائنات الاخرى تشملها ..يقال قرد جبان ولااسد مائع او ماشابه ذلك ..والشجاعة التي تخلف الذل الجبن اهون منها احيانا ..والجبن الذي يمنع التهور والتهلكة افضل احيانا من الجراة غير المسؤولة المدروسة ..فالانسان مهما كان يمتاز بصفتين متلازمتين اولاهما الجبن او الخوف وثانيهما الشجاعة او الجراة ..واحكام العقل السليم في اتخاذ ايهما حسب الاطاري الزماني والمكاني ..وحيث البيئة او المحيط وحسب الشخصية وما جبلت عليه من نقواقض واختلافات ومااكتسبت من تجارب وثقافات ...لايطلب من الانسان ان يكون شجاعا وانما يطلب من الجبان ان يزيح عن نفسه صفة الجبن ..وفي كلا الحالتين ان يؤمر الانسان من الخارج ليس افضل له ان ينطلق من ذاته ..يكتسب الجبن وينمى درجات وتنمى الشجاعة وتزداد درجات ولكنها الى حد معين وان تمادت قد تبلغ درجات اللاوعي وهي حالة من التهور ونتيجته التهلكة في الغالب.
اذا واجه الانسان ظلما او بطشا او تعسفا ماديا او معنويا من طرف انسان او جماعة تمتلك القوة والسلطة فيرضخ لاوامرها وقوتها فلا يحق للاخر ان يصفه بالجبان ..لان موازين القوى مختلفة هناك قويا وفي المقابل ضعيفا او منكسرا او ذليلا ..وعادة ما تبرز صفات الشجاعة والجبن في المعارك حتى وان كانت موازين قوى المتقاتلين متفاوتة الا ان بامكان الاكثر ضعفا ان يهزم الاكثر قوة اذا توفرت العزيمة والارادة وبلغت نسبة الشعور بالذات درجات من ابلغها الكرامة والشرف وهي من اولى قضايا الانسانية عبر الاجيال والتاريخ.فمن كانت اهدافه الدفاع والاستماتة عن قضية شخصية او عامة تكون الشجاعة احدى اسلحته ومن كانت اهدافه الانانية المفرطة لبسط النفوذ والبروز على حساب الاخر فهي الجبن في ثوب شجاعة ..يميز بين شجاع في الحق وشجاع في الباطل ..واما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض ..
واختم بهاته القصيدة لاحد ابرز شجعان العرب
عنترة بن شداد
حكّمْ سيُوفَكَ في رقابِ العُذَّل
-----------------------------------
حكّمْ سيُوفَكَ في رقابِ العُذَّل
واذا نزلتْ بدار ذلَّ فارحل
وإذا بُليتَ بظالمٍ كُنْ ظالماً
واذا لقيت ذوي الجهالة ِ فاجهل
وإذا الجبانُ نهاكَ يوْمَ كريهة ٍ
خوفاً عليكَ من ازدحام الجحفل
فاعْصِ مقالَتهُ ولا تَحْفلْ بها
واقْدِمْ إذا حَقَّ اللِّقا في الأَوَّل
واختَرْ لِنَفْسِكَ منْزلاً تعْلو به
أَوْ مُتْ كريماً تَحْتَ ظلِّ القَسْطَل
فالموتُ لا يُنْجيكَ منْ آفاتِهِ
حصنٌ ولو شيدتهُ بالجندل
موتُ الفتى في عزهِ خيرٌ له
منْ أنْ يبيتَ أسير طرفٍ أكحل
إنْ كُنْتُ في عددِ العبيدِ فَهمَّتي
فوق الثريا والسماكِ الأعزل
أو أنكرتْ فرسانُ عبس نسبتي
فسنان رمحي والحسام يقرُّ لي
وبذابلي ومهندي نلتُ العلاَ
لا بالقرابة ِ والعديدِ الأَجزل
ورميتُ مهري في العجاجِ فخاضهُ
والنَّارُ تقْدحُ منْ شفار الأَنْصُل
خاضَ العجاجَ محجلاً حتى إذا
شهدَ الوقعية َ عاد غير محجل
ولقد نكبت بني حريقة َ نكبة ً
لما طعنتُ صميم قلب الأخيل
وقتلْتُ فارسَهُمْ ربيعة َ عَنْوَة ً
والهيْذُبانَ وجابرَ بْنَ مُهلهل
وابنى ربيعة َ والحريسَ ومالكا
والزّبْرِقانُ غدا طريحَ الجَنْدل
وأَنا ابْنُ سوْداءِ الجبين كأَنَّها
ضَبُعٌ تَرعْرَع في رُسومِ المنْزل
الساق منها مثلُ ساق نعامة ٍ
والشَّعرُ منها مثْلُ حَبِّ الفُلْفُل
والثغر من تحتِ اللثام كأنه
برْقٌ تلأْلأْ في الظّلامَ المُسدَل
يا نازلين على الحِمَى ودِيارِهِ
هَلاَّ رأيتُمْ في الدِّيار تَقَلْقُلي
قد طال عزُّكُم وذُلِّي في الهوَى
ومن العَجائبِ عزُّكم وتذَلُّلي
لا تسقيني ماءَ الحياة ِ بذلة ٍ
بل فاسقني بالعزَّ كاس الحنظل
ماءُ الحياة ِ بذلة ٍ كجهنم
وجهنم بالعزَّ أطيبُ منزل