• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

وجهة نظر .. قراءة في المرحلة القادمة

hammmmaadi

مسؤول المنتدى العام
طاقم الإدارة
إنضم
14 أكتوبر 2009
المشاركات
10.949
مستوى التفاعل
37.097
القضاء على الاستبداد و اسقاط النظام اسهل من اعادة البناء.. هذا ما درستنا اياه الثورات في العالم. فالقضاء على الاستبداد هو هدف مشترك و عليه تجتمع جميع الفئات باختلاف انتماءاتها الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية الا ان طريقة البناء و الاسس و الاطروحات التي تبنى عليها الدولة الى ما يزيد عن قرون مستقبلا هو ما تختلف فيه الاراء .

الان مازالت الدولة التونسية في اخر المرحلة الاولى للفترة الانتقالية (الفترة الانتقالية في تونس تنقسم الى قسمين قسم متابعة الاعمال و قسم المجلس التأسيسي المكلف بالاصلاح الشامل) و التي قد يتحمل الماسك بالسلطة تباعاتها و حملها و اخطائها بسبب تعليق ملفات منها في المرحلة الاولى كملف الشهداء مثلا و منها ملفات لا تقتدر الحكومة في فترة انتقالية على الخوض فيها و انما سعت الى تحضير برامج لاصحاب السلطة الجدد. تحددت هذه البرامج -هو برنامج واحد- يتمثل في برنامج اقتصادي طويل المدى.
افخاخ التمسك بالسلطة او فرض لون سياسي معين على الشعب قد تجاوزها الاخير بانتخابات المجلس التأسيسي و مازاد تدعيم فكرة عدم فرض لون سياسي معين من طرف معين على مجتمع متعدد فكريا بطبعه هو دعوة الجميع للمشاركة في البناء. الا ان فخا واحدا قد يصاحب اي فترة انتقالية بل قد يصاحب اي سلطة في اعتى الدول الديمقراطية و التي ترى الديمقراطية من شقها الاسود.. انها ادارة المرحلة القادمة.

لكن ادارة المرحلة القادمة تستدعي مشاركة الجميع في الادارة وهو ما يرفضه الشق اليساري الذي يعيش في ازمة منذ سقوط الاشتراكية و الشيوعية .. تبعها سقوط القومية بالضربة القاضية.
و يعتمد اليسار في ادارة معركته على التشكيك في اليقين. اذ يعتبر منافسيه لا يصلحون لسلطة و تزيد النار تأججا اذا كان المنافس ذو فكر اسلامي. و الاهم التشكيك في اي حاكم جديد. مما زاد في اخفاقها امام اعتدال المنافس على غرار ما حصل في انتخابات تونس و الذي يعتبر اكبر دليل. فخطاب النهضة الاسلامية و المؤتمر الوسطي و التكتل الليبيرالي تميز بالهدوء و الاعتدال في القول و لا اراه شخصيا ازدواجيا بينما اعتمد اليسار على التشكيك و كيل الاتهام و تميز بخطاب مباشر جاف قريب للتطرف و مناف في بعض اجنحته للاعتدال و التسامح الذي يميز المجتمع التونسي اجمالا.
لم يفهم اليسار بعد ان التوجه نحو خطاب واحد براغماتي عربي هو ما سبب له الازمة بل انه لم يتطور سياسيا في خطابه للشعوب فالمتابع لخطابات اليسار يلاحظ وجود مثلا اسم برنار ليفي حاضرا بقوة في علاقته مع الثورات العربية و يعتبره اليسار الجذري و الوسطي مهندسا لها. و يرى اليساريون ايضا أن الثورات العربية بمجموعها من تخطيط أميركي لاستبدال نظام بنظام آخر
بل يذهب التفكير بهم بان الإخوان المسلمون والسلفيون هم أذرع التنفيذ الأميركي في المنطقة..
و الكره الواضح للولايات المتحدة الامريكية و الصاق التهم سواء كانت صحيحة ام عارية منها هو بسبب تاريخ الرأسمالية و اليسارية عندما ضربت الولايات المتحدة و بريطانيا كل ما هو يساري في المنطقة فقد تدخلت و اسقطت حزب العمال الشيوعي في اليونان و حالت دون اخذه بزمام السلطة
وهو ما سبب بشكل او باخر الحرب الاهلية اليونانية. و تواصلت الحرب الباردة على القوى اليسارية في العالم على اليسار في البرتغال مما سبب ثورة القرنفل و على اليسار الاسباني و اليسار الفرنسي و تنامي الفكر اليميني و حتى الفكر اليساري الوسطس كالاجتماعي الديمقراطي و الاشتراكي و الاشتراكي التقدمي على اليساري الجذري حتى سقوط الاتحاد السوفياتي اقوى المعاقل اليسارية مما اضعف اليسارية في اصقاع الارض و منها العالم العربي.
و مازاد عدم الثقة في الولايات المتحدة هي محاولتها تغيير خارطة الشرق الاوسط مما يجعل اتهامات اليسار تجد متلقيها و الحال ان لكل مقام مقال.

و قد ابرز التونسي لاحزاب اليسار ان التجاذبات الايديولوجية لا تعنيه بقدر ما يعنيه ادارة المرحلة القادمة بتعددية ديمقراطية. و هاهو يعاقب ان صح التعبير الاحزاب التي اثرت الهجوم و التشكيك في الخصوم و التخويف منهم. لكن الاحزاب اليسارية لم تفهم الدرس و بعد و ترفض المشاركة في ادارة المرحلة الثانية من الفترة الانتقالية بل واختار بعضهم دور المعارض. فعلى ماذا يعارضون يا ترى و الحال ان السلطة لم تسلم بعد !!!
الناخب التونسي و المواطن المتفتح و الواعي لم يعر اهتماما لثنائيات الاسلام و العلمانية و لا لثنائية حرية التعبير و احترام المقدسات و لا لثنائية المحافظ و الحداثي و اعطى صوته لصوت الاعتدال من اسلاميين و علمانيين جمعوا في خطابهم بين الثنائيات المذكورة و هذه هي السياسة.
و بالتالي اثبت الشعب ازمة اليسار و انه اوعى منه و ارقى و ان اليسار لم يفهم بعد المجتمع التونسي.

المرحلة القادمة صعبة جدا و مخطئ من يظن ان الامر انتهى وتونس اصبحت من مصاف الدول الديمقراطية و الرائدة في هذا المجال. فالديمقراطية تخضع لعوامل عدة منها صفاء القيادات السياسية و تمسكها بالتعددية و حسن التصرف في البلاد و تأسيس اليات عمل و مؤسسات تجعل للدولة اشعاعها الخارجي و احتراما دوليا ممتدا لعقود كطرف فاعل في العالم.
و تكاتف الجهود الحزبية الكفاءات العاملة رهين الاستقرار في اراء الاحزاب و اخص اليسارية في هذه المرحلة بالذات. فدور المعارض لا يقف عند وضع العوائق و العراقيل بل في تدعيم الفائز ان اصاب و تقويمه ان اعوج و حاد عن مسار حماية اهداف الثورة نحو اسباب الثورة. ثم ان الثورة ليست تلك الكلمة الهينة التي قد يريد احد النخب السياسية المتاجرة بها فحذاري حذاري من ذلك كون المواطن التونسي اصبح على دراية كاملة بالمشهد السياسي و قد لا يصدق ما يقال له ان لاحظ فيه شائبة حتى لو كان صادقا في مضمونه.

ان الوضع الراهن يتطلب خطابا اعتداليا رزينا يجنبنا الدخول في الملفات و التصريحات النارية التي قد تفتح ابوابا لنقاشات حكم عليها الزمان بطول الامد و لن يستطيع احد اغلاقها للحفاظ على الاستقرار النسبي المجتمعي مع السعي الى حل الازمات و الملفات العالقة ففي السياسة النتيجة هي ما تحكم على الوسيلة و اعمال السياسي و على النخب الحاكمة الان معرفة ذلك. فالشعب لن ينتخب من يخلف بوعده خاصة مع وجود نخب "تستنى في الدورة"
ثم ان من حسن الادارة و التصرف في اعمال الدولة هو الاعتماد على الخبرات الوطنية و على الاحزاب التي اختارها الشعب ان تعي ما حدث في العراق مثلا عندما فتحت مؤسساتها لمدربين من الغرب و خاصة الولايات المتحدة في المجال العسكري مما جعلها الى يومنا هذا في تبعية لها.
ثم ان ما يحسب للفترة الانتقالية الاولى انها لم توقع على عقود و قروض كبيرة طويلة الامد مما سيجعل المسؤولية كبيرة لدى من اختاره الشعب. لذا فان الانتخابات القادمة و المواقف التي ستتخذ من رسم لسياسة خارجية و اقتصادية بالاساس دون الحاجة للمسكنات التي يجب ان تتقيد بها السلط الانتقالية في حكمها هو ما سيجعل التونسي اما ان يعيد الاختيار في مرشحيه او ان ينقلب عليهم. و ليعلم هؤلاء ان اختيار التونسي للاسلامي كان من اجل هويته و ان هذا الاشكال لن يتكرر في مرة قادمة بما انها قد حسمت.

الوضع الجديد حساس جدا و لن ينجح فيه الا المحنكون السياسيون من اصحاب الاعتدال و لا اظن ان حاملي الفكر المشكك مؤهلين للقيادة. فالتعامل الان مع حيثيات الدولة يتطلب موازنة بين الوفاق و الحزم و بين التعددية و حسن الاختيار و خاصة و التي اعتبرها اهم نقطة: تأسيس اصلاحات جذرية مع العمل على خلق فرص الشغل الضرورية مما سيجعل الحكومة القادمة تعمل في اريحية اكبر بعد خفظ ضغط الشارع المطالب بالعمل.




____
دمتم بخير
 
من غير ما تعبوا مخاخكم
لن يتغير الا الشكل
---
النهضة لن تأتي بشئ
---
قياداتها اعتنقت المذهب العلماني
و ستنتهج الخط العلماني

 
من غير ما تعبوا مخاخكم
لن يتغير الا الشكل
---
النهضة لن تأتي بشئ
---
قياداتها اعتنقت المذهب العلماني
و ستنتهج الخط العلماني



إن ما قاله أخ حمدي في مقاله ينطبق بشكل أو بآخر على ما كتبته
 
كل التحاليل واردة ما يهم أغلبية الشعب الفساد المالي وسد الطريق
أمام اللصوص المدمنين والذين أراهم لا زالوا يتسكعون هنا وهناك
باسم الحداثة والنمو علها تتاح لهم فرصة من جديد للنيل والهيمنة
 
من غير ما تعبوا مخاخكم

لن يتغير الا الشكل
---
النهضة لن تأتي بشئ
---
قياداتها اعتنقت المذهب العلماني
و ستنتهج الخط العلماني
اذا النهضه لن تاتي بشيئ جديد ها تستطيع انت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المذهب العلماني سينتهي عند الامه الاسلاميه عاجلا ام اجلاً فتمسك به انت
سياتي يو ينتصر الاسلام بفكره لا اليساريه ولا العلمانيه ولا غيره من الفلسفه الارضيه و ستنتصر الفلسفه السماويه يا ذكي. لا انت ولا انا با بقرر هذا الشي
وشكرا يا اخ يا علماني
:satelite:
 
النهضة نزعت العباية منذ بداياتها ثم نزعت الخمار وهاي اليوم قد تخرج علينا في بيكيني. نعم فهمت أمريكا تحديدا معنى "حتى تتبع ملتهم". ذراعا بذراع وبشبرا بشبر.
الدور الذي لعبه ويلعبه طارق الهاشمي في العراق وحزبه الحزب الإسلامي العراقي هو نفس الدور الذي ستلعبه النهضة في تونس.
في العراق الحزب الإسلامي العراقي- في تونس حزب حركة النهضة
في العراق طارق الهاشمي - في تونس حمادي الجبالي
في العراق المفكر محمد أحمد الراشد - في تونس راشد الغنوشي



من غير ما تعبوا مخاخكم

لن يتغير الا الشكل
---
النهضة لن تأتي بشئ
---
قياداتها اعتنقت المذهب العلماني
و ستنتهج الخط العلماني
 
أعلى