بســم الله الـرحمــن الرحيــم
وفرحت حركة النهضة التونسيّة بما اوتيت ولم تأسى على ما فاتها
إنّ المتتبّع لمسيرة حركة النهضة في شخص قيادتها وانصارها ايضا - باعتبار أنّ الجاهل لا يعذر بجهله
وانّ الاصل في المسلم ان لا يكون امّعة وأن عبادة الاشخاص تكون بتحريفهم لاحكام الشرع بتحريمه الحلال
وتحليلهم الحرام واقتداء الاتباع بهم وهذا محلّ الاتّباع.
إنّ المتتبّع لمسيرة حركة النهضة ما بعد الثورة - طبعا - يلاحظ هذا السقوط المريع في مستنقعات آسنة
والارتماء الارادي في أحضان اعداء الامّة المتربّصين بها الدوائر ، والعمل على ارضائهم بالتجرّأ على احكام
الشرع وليّ اعناقها بل واستئصالها من منابعها واستبدالها بما يرضي حثالة المجتمع شذّاذ الافاق اصحاب
الحداثة المنتنة الماجنة الاباحيّة.
آخر ما صدر من قيادة النهضة ورموزها عند سؤالها عن امكانيّة الاقتداء بالنموذج الليبي بتصرح المجلس
الانتقالي عزمه تطبيق الشريعة الاسلامية ( والذّي هو معلوم أنّه من قبيل التوظيف السياسي وخداع الشعب
الليبي ) .ردّ قيادي النهضة قائلا:
هذا شيء يخصّ أشقّائنا الليبيين .هذا أوّلا.
وثانيا:
إذا كان المقصود بالشريعة الاسلامية استدعاء القوانين التّي اوجدها الفقهاء في مراحل تاريخية
معيّنة بما يلائم مجتمعاتهم فنحن لا نستدعي لا القوانين الماضية ولا نستنسخ من الجغرافيا الحالية.
وإنّما نستنبط ما يعالج قضايا التونسيين ولكّها Made in tunisia.(انتهى كلامه)
فإذا كان هؤلاء لا يستحيون من الله بعديد التصريحات (وما أكثرها ) المسخطة لربّ العالمين المحرّفة
لشرعه ، المزمع من وراءها ارضاء الاعداء واستجدائهم القبول اعتمادا على المثليّة . فكيف نستحي من قول
كلمة حقّ في وجه هؤلاء وكشف المستور ونحن نسمع المناكير والسموم تخرج من افواههم تباعا.
هذا نتاج الاستراتجية الامريكيّة في تدجينها للحركات الاسلامية وهو ما تفرزه الزيارات السريّة والمعلنة
( بعد كشف طبعا ) وما تتمخض عنه مأدبات الغداء ليلة القدر .
هذه هي سياسة أمريكا الشريرة في توظيف الحركات الاسلامية المعتدلة .
فيا يترى ، هل تساءلت أمريكا فيما يتعلّق بحركة النهضة ...هل أن توافقها معها هو توافق استرتيجي
أم تكتيكي .؟ بمعنى هل هو منهج الحركة فعلا أم هو من قبل التلاعب واستخدام الاموال الغربيّة بغية
الوصول الى الغاية ( الحكم ) ثمّ الانقلاب على امريكا والعودة الى الاسلام الحقيقي.
المسألة محسومة لدى المسلم وإذا كان الامريكان يفكّرون هكذا فهم في قمّة الغباء لانّ العقليّة الاسلامية
لا تسمح ولا ترضى ابدا أن يكون الدّين مجالا للمناورة ( الغاية لا تبرّر الوسيلة ) .
ولكنّ الذّي يجعل الاسلام مجالا للتكتيك هو بنفسه يمتلك عقليّة الكافر العدّو ، فقد جعل الاسلام وسيلة
من أجل الوصول الى المصلحة بدل جعله غاية.
باستقراء استراتجيّة النهضة من خلال تتبّع مسيرتها وتصريحات قوّادها وقبولها بالالزامات والتنازلات
يتضّح أنّها قبلت باللعلة الامريكية عن قناعة والتزاما .
هذا هو المشروع الامريكي وهو مشروع محكوم عليه بالفشل سلفا ولنا في تجربة امريكا مع المجاهدين
الافغان ودعمها لهم ضد السوفيات ثم ما تتكبّده منهم الان هو انقلاب السحر على الساحر فأمريكا تخسر
العباد والعتاد في حربها على الارهاب.
هاهي تفتح باب الاسلام المعتدل والذّي سيكون آخر مسمار يدقّ في نعشها بإذن الله فهي تقيس
الشعوب والمناخ المحيط بالاقاليم بنفس المعيار وتتخذ التجربة التركية نموذجا لنجاح مشروعها وفاتها
أنّ مثل هذه المعايير لا تصلح للأمّة الاسلامية الموعودة بالنصر والتمكين.
الله تبارك وتعالى حكيم وقد يجعل في وصول الاسلام المعتدل الى السلطة واخذ بعض مقاليد الامور فيها من
قبيل فتح ابواب الخير للشعب التونسي (خاصة ) ليتربّى على الاسلام بعد السنين العجاف ويرتوي بالفكر
السياسي من قبل المخلصين ( حزب التحرير ) وبعد النضوج والاحتضان تحدث الهبّة الاخيرة في وجه آخر
جدار بناه الكفّار أمام انعتاق الامّة وصحوة المارد ( وليس المقصود في تونس خاصّة فالامر بيد الله ).
أمّا الذّي ارتضوا الذّل والمهانة والتلاعب واعطوا الدنيّة في دينهم فسيسقطون في هذه الحال من الاعتبارات
الشعبيّة ( وقد بداوا ) وسيجدون لهم عداءا شعبيّا بقبولهم لهذه الالتزامات التي تمليها عليهم أمريكا بدخولهم
في اللعبة السياسة .
﴿ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾
آل عمران85