privation
نجم المنتدى
- إنضم
- 13 أكتوبر 2009
- المشاركات
- 2.233
- مستوى التفاعل
- 4.024
أخ Privation ،
هذا ما يُراد لنا فلا تلهث وراء السراب ، وإن كنت تكره المتاجرين بالإسلام فقدم نموذجا تراه صالحا كمسلم ،
من الخصائص الأساسية للاقتصاد في كل أنحاء العالم اليوم أن الثروة لم تعد تتداول في كل أنحاء ا لاقتصاد. وإنما تتداول الثروة الآن بين الأغنياء فقط. ونتيجة ذلك
في كل أنحاء العالم أن الأغنياءَ أغنياء دائمًا، والفقراءَ فقراء دائما. ثانياً، يظل الأغنياء يزدادون غنى وهم يمتصون – بالمعنى الحرفي للكلمة – دماء الجماهير بينما ينحدر
الفقراء إلى الفقر المدقع الذي يجر معه الفوضى والعنف والمعاناة الهائلة والقضاء على الإيمان والقيم. تصور أن تكون البشرية كلُّها في سفينة، ويسافر فيها الأغنياء الذين
يزدادون غنى دائماً في ’الدرجة الأولى‘ في رفاهية وأمن لم يسبق لهما مثيل. لديهم تذاكر للسفر في ’الدرجة الأولى‘، والأغنياء يحكمون السفينة، ويستخدمون ثروتهم
للتحكم بالسياسة. فالديمقراطية على متن تلك السفينة تصبح حكم الأغنیاء في وضع هو بمثابة امتهان مالي. وهم يفعلون ذلك بالنيابة والخداع الآتيين
على شكل تأييد يقدمونه لسياسيين شعبيين وأحزاب سياسية يمارسون عليهم وعليها نفوذًا غير منظور. هذا وصف صحيح للاقتصاد السياسي في العالم اليوم. واليهود
الأوروبيون في بريطانيا والولايات المتحدة هم الذين أتقنوا هذا الأسلوب لكسب القوة والسيطرة على الشعب.
معظم من تبقّى من البشرية أسرى لفقرٍ دائمٍ محكوم عليهم أن يسافروا في قاع السفينة في وضع متزايد البؤس والفقر والفاقة والعذاب والمعاناة. محكوم عليهم أن
يعملوا بأجور العبيد لكي يعيش الآخرون من عرقِ جبينهم هم، بينما يعيش الأغنياء في بحبوحة ورغد. ويعيش الفقر اء أيضا في حالة يفتقرون فيها افتقاراً متزايداً إلى الأمن،
حيث تقع السرقات والعنف وإطلاق النار والقتل واغتصاب النساء باستمرار في الأحياء التي تتفشى فيها المخدرات وتجار المخدرات.
الذين يسافرون في ’الدرجة الأولى‘ يحصلون على ماء الشرب النظيف ويحصلون على أحسن أنواع الخدمات الصحية والطبية التي يستطيعون شراءها بالما ل. والطب
الحديث يفعل المعجزات إذ يرد – بالمعنى الحرفي للكلمة – الأموات إلى الحياة. أما المسافرون في قاع السفينة فمكتوب عليهم أن يشربوا ماءً ملوثاً مليئاً بالبكتيريا.
ومكرهون على أكل طعامٍ وشرب لبن مخلوطين بالكيماويات والهرمونات. ويضطرون بصورة متزايدة أيضاً إلى تناول طعامٍ مغيرٍ جينِيا . يمرضون ولا يستطيعون الحصول على
المعالجة الطبية. يعيشون في بؤسٍ ويموتون في بؤس ٍ. والواقع أن الاقتصاد العالمي شكل جديد راقٍ من أشكال العبودية الاقتصادية. ولكنه يعمل بالخداع المخيف.
أولا، إن الذين يتحكمون بالاقتصاد العالمي، مع أنهم يؤمنون ب ’السوق الحرة العادلة‘، ينتهكون، هم أنفسهم، ’السوق الحر ة‘ ِبَفرض التزامات قانونية على
الشعب ليقبل بنقود ورقية مصطنعة وزائفة ويعتبرها العملةَ القانونية. والنقود الورقية تنقص قيمتها باستمرا ر! وكلما ازداد الفقر وتعمق فرضوا تحكُّماً بأسعار السلع
الأساسية الضرورية كالغذاء وما أشبه ذلك، وتشريعات تضع حدودًا دنيا للأجور في سوق العمل. وهم يفعلون ذلك لتجنب إمكانية قيام الجماهير الفقيرة المعذبة بالثورة
والتمرد على الحكومة والنخبة المفترسة التي هي غنية دائما ً. ويفعلون ذلك أيضًا لتجنب إمكانية أن تدرك الجماهير عبوديتها الجديدة.
ويمتد الخداع إلى ما هو أبعد مما ُذكر أعلاه. فكثير من الفقراء ينظرون إلى المسافرين في الدرجة الأولى وهم مقتنعون بأن هؤلاء القوم وطريقة حياتهم هم أهل
الجنة بعينها. ويتوقون إلى الذهاب إلى تلك الجنة. يعجزون عن فهم نظام الطغيان وكيف يعمل. وآخرون من بين الفقراء يردون على الاضطهاد الاقتصادي الذي
يعانونه بغضبٍ أعمى ويلجأون إلى أعمال عنف موجهة ضد من يملكون شيئاً من الثروة ويتربعون في سدة الحكم. ويعتقد الفقراء جميعهم أنهم يعيشون في الجحيم
ويقلدون طريقة الحياة التي يعيشها المسافرون في الدرجة الأولى اعتقاداً منهم بأنها نفحٌة من الجنة. هذه السفينة تستحق أن تغرق بكل من هم على متنها!
وصف الرئيس الكوبي، فيدل كاسترو، الاقتصاد العالمي بعبارات مشابهة: "لم يحدث في أي وقت من قبل أن كان لدى البشرية هذه الإمكانيات العلمية
والتكنولوجية الهائلة، كالقدرة الاستثنائية على إنتاج الثروة والرفاهية، ولكن لم يحدث من قبل أن انتشر التفاوت والإجحاف في العالم بهذا القدر الهائل."
ورد على هذا الطغيان الاقتصادي بقوله "يلزم عقد نيورومبيرغ أخرى [إشارةً إلى محكمة نيورومبيرغ التي أنشئت لمحاكمة مجرمي الحرب بعد الحرب العالمية الثانية] للحكم في الاقتصاد
العالمي المجحف." (من خطاب الرئیس في مؤتمر القمة لمجموعة السبعة والسبعین، المعقود في ھافانا في شھر أیلول/سبتمبر 20 )
توا انتي معترف بكل هذه الاشياء و لست يساري؟ الذي اقنعني بتبني الفكر اليساري هو كل ماذكرته انت في مشاركتك هذه. استثني منه طبعا الفقرة المتعلقة بالديمقراطية. أما البقية فكله صحيح تماما. السؤال الذي أطرحه على نفسي هو كيف تكون ضد اليسار و انت مقتنع بكل ما ذكرته الآن في مشاركتك؟؟؟؟؟؟