- إنضم
- 24 فيفري 2008
- المشاركات
- 8.266
- مستوى التفاعل
- 28.673
بعد حادث الإعتداء على الصحفي سفيان كريشان هبت الصحف و الإذاعات و التلفزات و انتفضت مختلف الجمعيات و نظمت المسيرات تنديدا بالعنف و دفاعا على قيم التسامح و الديمقراطية و التعايش. قلت حينها في نفسي طالما أن لنا مجتمعا مدنيا يقضا كهذا فالبلاد في خير و لا خوف على وطني.
يوم الأربعاء الفارط ضرب التطرف مرة أخرى. إلا أنه هذه المرة لم يكن بيد عارية و إنما بسكين. و الضحية شاب في العشرين شارف الموت لخطورة الإصابات و تعددها. قلت في نفسي سوف يقتص له فرسان الكلام و أصحاب الأقلام و لن يترك حقه من أصبحت صورهم محفورة في ذاكرتنا من شدة تداولهم على مختلف التلفزات.
اليوم هو الجمعة و لا زلت أنتظر هبة الأشاوس من أجل إنصاف مبادئهم قبل إنصاف الشاب المسكين. إلا أنه يبدو أنهم قد أراحوا ضمائرهم بالدفاع عن زميلهم و أحسوا بالإطمئنان. فأصبحت أنتظر خروجهم علينا بحذلقات لغوية » تتفهم حالة المعتدي و تضع القضية في إطارها الصحيح من أجل فهم معمق بعيد عن السطحية و الشعبوية و تدعو لعدم المعالجة الأمنية أو القضائية للمسألة « .
إذا كان من طبع الشباب الفورة و التسرع فعلى العقلاء و خاصة منهم من يقفون على الهيئات الحقوقية و المنابر الإعلامية أن يكونوا أوفياء للحق و للمبادئ التي يدعون إليها جهارا دون الكيل بمكيالين بين أبناء البلد الواحد. لأن ذلك من شأنه أن يضخم الشعور بالغبن و يزيد من تأجيج الصراع.
نهاية أريد الـتأكيد على أن كل العنف مدان و أن التطرف لا يقاوم بالتطرف المقابل و إنما بالإعتدال.