أطــفــالــنــا ... والمــــســــاجد

نسرقرطاج

عضو مميز بالقسم العام
إنضم
6 نوفمبر 2007
المشاركات
2.964
مستوى التفاعل
7.834
إخوة الإسلام



إن المؤمن مكلف بهداية اهله وإصلاح بيته كما هو مكلف بهداية نفسه وإصلاح قلبه فأول وجبات الرجل المسلم أن يوجه أهله إلى اداء الفرائض التي تصلهم بالله ، وما أروع الحياة في ظلال بيت أهله كلهم يتجهون الى الله

قال تعالى عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ **التحريم6
في هذه الاية يأمر الله عز وجل عباده المؤمنين بأن يؤدوا واجبهم في بيوتهم من التربيه والتوجيه والتذكير ليقوا أنفسهم وأهليهم النار


قال علي - رضي الله عنه - في معنى هذه الايه علموهم وأدبوهم
وقال الحسن البصري رحمه الله :- مروهم بطاعة الله وعلموهم الخير
قال الشافعي :- على الاباء والامهات أن يؤدبوا أولادهم ويعلمونهم الطهارة والصلاة ويضربوهم على ذلك إذا عقلوا
.

وقد جاءت ادلة كثيرة تدل على أهمة الصلاة وأنه ينبغي على الاباء أن يأمروا أولادهم بالصلاة ويحرصوا على ذلك ، منها قوله تعالى
{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى **طه132
{رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء **إبراهيم40 (
{يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ **لقمان17
{وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً **مريم55




وعن عبد الله بن عمرو أن النبي - صلى الله عليه وسلم .قال :- (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين ، وإضربوهم عليها وهم أبناء عشر ) رواه ابو داوود.

من فوائد الحديث:-
1 - هذا الحديث يدل على انه يجب على ولي الضغير أن يامره بالصلاة إذا بلغ سبع سنين ويضربه على تركها إذا بلغ عشرا.
2- قوله ( مروا أولادكم )عام يشمل الذكور والاناث .
3- قوله ( واضربوهم عليها ) أي على ترك الصلاة ضربا غير مبرح .


وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :- (والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ) رواه البخاري ومسلم .

من فوائد الحديث :-
1- الراعي هو الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما اؤتمن على حفظه فهو مطلوب بالعدل والقيام بمصالحه.
2- رعاية الرجل أهله تكون بسياسته لامرهم وإيصالهم حقوقهم .
3- رعية المرأة بيت زوجها بتدبير أمر البيت والاولاد والنصيحة للزوج في كل ذلك




حضور الاطفال المسجد :-
1- عن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ( إني لاقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها ، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه ) رواه البخاري وأتفقا عليه من حديث أنس .
معنى فاتجوز أي أخفف ، وهذا الحديث دليل على جواز حضور الصبيان الى المساجد.
2- وعن عائشة ضي الله عنها قالت : أعتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العشاء حتى نا داه عمر قد نام النساء والصبيان فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رواه البخاري ومسلم.
معنى أعتم :أي اخر صلاة العشاء ، وهذا يدل على جواز حضور الصبيان صلاة الجماعة في المسجد .
3- عن ابي قتادة رضي الله عنه ان النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي وهو حامل أمامه بنت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رواه البخاري ومسلم وهذا الحديث يدل على جواز إدخال الصغار في المسجد
.

ورد حديث بلفظ ( جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم ) وهذا الحديث ضعيف أخرجه ابن ماجة والطبراني ، وضعفه ابن الجوزي ، وقال ابن حجر له طرق وأسانيده كلها واهية ، وقال عبد الحق لا أصل له وضعفه الشيخ الالباني

قال الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله :- يرى بعض اهل العلم أن الاولى بالصبيان أن يصفوا وراء الرجال ، ولكن هذا القول فيه نظر ، والاصح أنهم إذا تقدموا لا يجوز تأخيرهم ، فإذا سبقوا اللا الصف الاول أو الثاني فلا يقيمهم من جاء بعدهم ، لانهم سبقوا الى حق لم يسبق إليه غيرهم فلم يجز تأخيرهم لعموم الاحاديث في ذلك ، ولان في تأخيرهم تنفير لهم من الصلاة ، ومن المسابقة أليها قلا يليق ذلك

وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - ( ليلني منكم أولوا الاحلام والنهي ) فالمراد به التحريض على المسارعة الى الصلاة من ذوي الاحلام والنهي وأن يكونوا في مقدم الناس وليس معناه تاخير من سبقهم من أجلهم ، لان ذلك مخالف للادلة الشرعية.

وقال الشيخ العلامه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :- غذا جاء الصبي مبكرا وتقدم وصار في الصف الاول فإن القول الراجح أنه لا يقام من مكانه لان النبي - صلى الله عليه وسلم - ( نهى أن يقيم الرجل أخاه من مكانه ثم يجلس فيه )




أنصح إخواني المصلين أن يعاملوا الاطفال بالرفق واللين وإذا رأوا صبيا أخطا فلا ينكر عليه بشده لان من الصفات المطلوبه في انكار المنكر العلم والحلم
و أن يشجعوهم على الحضور الى المساجد وأن يشغلوهم بحفظ وتعلم مبادىء الدين وذلك عن طريق إقامة حلقات التحفيظ في المساجد وكذلك الدروس العلميه .
والحذر الحذر من ان يصدوا الاطفال عن المساجد فإن الطفل إن أبعد عن المسجد تلقفته وسائل الاعلام بسمومها وأشغلته بملهياتها وحتى تهوي به في مكان سحيق .

وشتان بين صبي نشأ في المسجد ويفتتح يومه بتلاوة القران والصلاة ، وبين صبي ينشأ خارج المسجد يستقبل يومه ويودعه بسماع الموسيقى ومشاهة التلفاز

قال تعالى
{وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ **غافر58

 
أعلى