قصة ذو القرنين في سورة الكهف

Mazzi23

مشرف منتدى أخبار ألعاب الفيديو
طاقم الإدارة
إنضم
4 أوت 2010
المشاركات
3.327
مستوى التفاعل
4.911
:besmellah2:


قال الله تعالى: (آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98))(سورة الكهف).

سوف نتناول في هذا المقال هذه الآيات التي شملت الكثير من العلوم الهندسية وذات تطبيقات عالية التقنية نقوم بتدريسها في سبعة عشر علما من قمم العلوم الهندسية في كليات الهندسة مثل :

- علوم السبائك المعدنية وعلوم تشكيل المعادن. - علوم قطع المعادن وهندسة اللحام. - علوم الفلزات والتعدين. - خواص المواد وإختبارها. - علوم فحص الوصلات وتحديد درجات الجودة ودرجات التوكيد. - علوم التحاليل الكيميائية. - علوم التقسية للمعادن. - علوم زحف المعادن. - علوم تغطية المعادن بمعادن أخري. - علوم تصنيع الحديد الزهر. - علوم تصنيع الفولاذ. - علوم تسييل وصهر وسباكة الحديد. - علوم الصدأ. - علوم تقنيات مقاومة الصدأ. - علوم تقنيات المواد. - علوم كلل وحساب أعمار التشغيل الآمن للمنشأت الهندسية. - حساب مكائن الشروخ وكيفية تقليل الإنهيار الهش المفاجئ والشروخ.

والحكمة تتجلى حينما تعلم يا أخي المؤمن أن كل مادة تحتوي علي كم يصل الى ألاف من الكتب وتناولتها الأبحاث البشرية حتى وصل تقدير عدد الأوراق في الموضوع الواحد بما يتعدى مئات الألاف وبما يغلف الكون كله عدة مرات، ولما لا والله سبحانه وتعالى القائل في سورة الكهف :"قل لو كان البحر مدادا لكلمـــــــت ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمــت ربي ولو جئنا بمثله مددا" صدق الله العظيم.

إعجاز الآيات في كلمات وصف أهم خصائص السبائك المعدنية الحديدية.

أهم التفسيرات لمحتوي الآيتين الكريمتين.

أجمعت كتب التفاسير ومنها الجلالين وابن كثير والطبري والقرطبي والبيضاوي والميسر وغيرهم من أن المقصود بزبر الحديد هو قطع الحديد السابق إستخدامها وهو ما يعرف باسم الحديد المطروق لما له من خواص ميكانيكية أهمها أنه عند إختزاله داخل أحد الأفران فإنه يتحول إلى الفولاذ أي الصلب وهو مادة متينة وقوية ومعمرة، أما حافتي الصدفين فالمقصود بهما حافتي الجبلين أي حافتي اللوحين وعملية المساواة بين حافتي الجبلين أو اللوحين هي ضرورة من الضرورات الهندسية وهذا هو ما نعرفه نحن الآن باسم "شطف حافتي اللوحين" وهذا هو أحد البديهيات المستخدمة في عمليات اللحام.

وعن ضرورة مساواة حافتي اللوحين في منطقة اللحام في حالة أن يكون اللوحين أي الجبلين غير متساويين فيحب مساواة الحواف بعضهم بالبعض حتى يكون البناء قوياً ولا يحدث فيه شروخ أو يحدث فيه إنحرافاً يؤدي إلى تكون ظاهرة الإجهادات المتبقية مما يجعل من المنشأ الهندسي بناءا هشا وضعيفا، وتتجلي مقدرة الله عز وجل في إعطاء هذا الجسم البالي مناعة خالدة في أن ذي القرنين أتى بالقطر وصبه وهو سبيكة النحاس المنصهر-كما جاء بتفسير الطبراني وإبن كثيروالميسر وغيرهم - والذي يحتوي علي تسعة وثلاثين عنصرا كيميائيا مثل القصدير والنيكل والفانديوم والثورميوم والنيوبيوم والكروم والتيتانيوم وغيرها من العناصر الكيميائية وجميعها عناصر تعطي السبيكة المناعة والقوة وتكسبها الخواص اللازمة لمقاومة الصدأ. وهذه في حد ذاتها معجزة أخرى سنتناولها ببعض التفصيل في هذا المقال العلمي الديني الثقافي والله سبحانه وتعالى أعلم.

يقول تفسير الجلالين في تفسير الآية رقم (96) :(( آتوني زبر الحديد) قطعة على قدر الحجارة التي يبنى بها فبنى بها وجعل بينها الحطب والفحم (حتى إذا ساوى بين الصدفين) بضم الحرفين وفتحهما وضم الأول وسكون الثاني أي جانبي الجبلين بالبناء ووضع المنافخ والنار حول ذلك (قال انفخوا) فنفخوا (حتى إذا جعله) أي الحديد (نارا) أي كالنار (قال آتوني أفرغ عليه قطرا) هو النحاس المذاب تنازع فيه الفعلان وحذف من الأول لاعمال الثاني فأفرغ النحاس المذاب على الحديد المحمي فدخل بين زبره فصار شيئا واحدا" ويقول التفسير الميسر:" أعطوني قطع الحديد، حتى إذا جاؤوا به ووضعوه وحاذوا به جانبي الجبلين، قال للعمال: أجِّجوا النار، حتى إذا صار الحديد كله نارًا، قال: أعطوني نحاسًا أُفرغه عليه." وعن تفسير الأية رقم (97) فيقول تفسير الجلالين : "(97 - (فما اسطاعوا) أي يأجوج ومأجوج (أن يظهروه) يعلوا ظهره لارتفاعه وملاسته (وما استطاعوا له نقبا) خرقا لصلابته وسمكه) بينما يقول تفسير الميسر: ( فما استطاعت يأجوج ومأجوج أن تصعد فوق السد؛ لارتفاعه وملاسته، وما استطاعوا أن ينقبوه من أسفله لبعد عرضه وقوته." نقول تعالوا بنا نصطحبكم في رحلة الحياة العلمية مبهورين بعظمة الآيات القرأنية وما أعطاه الله لنا من نعيم القيم الخارقة والتي نسينا الله في خضم الحياة فأنسانا الله أنفسنا، وأنه لا مرد الآن سوي الرجوع إلي أحضان الله سبحانه وتعالي كي ننال رضاءه ونستعين بأياته. والله سبحانه وتعالى أعلم).

رسم يوضح عملية بناء السد في قصة ذي القرنين

12567633504_untitledzs.jpg
 
مشكور على المعلومة
و لكن اتمنى ان تذكر مصادرك التى استقيت منها المعلومة ليكون من جانب الامانة العلمية و الله المستعان
 
أعلى