المتحدّي
عضو
- إنضم
- 10 جويلية 2010
- المشاركات
- 59
- مستوى التفاعل
- 221
الحمد لله و كفى، و الصّلاة و السّلام على المصطفى ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً.
أمّا بعد، يقول الإمام محمد عبده: «إن الإسلام لم يعرف تلك السلطة الدينية.. التي عرفتها أوروبا.. فليس في الإسلام سلطة دينية سوى سلطة الموعظة الحسنة، وهي سلطة خولها الله لكل المسلمين.. والأمة هي التي تولي الحاكم، وهي صاحبة الحق في السيطرة عليه، وهي تخلعه متى رأت ذلك من مصلحتها، فهو حاكم مدني من جميع الوجوه.. فليس في الإسلام سلطة دينية بوجه من الوجوه».
أقول:تثار هذه الأيّام دعوى بأن الإسلام لا يعترف بالدولة المدنية وانه يدعو إلى دولة دينية وفى الحقيقة هذه الدعوى نابعة إمّا عن جهل بحقيقة الإسلام وتشريعاته وإمّا عن حقد على منهج الإسلام لاسيما وأن جل أصحاب هذه الدعوى من العلمانيين الذين لا يؤمنون بأنّ الإسلام منهج حياة .ويقول الدكتور رفيق حبيب في ذلك «والواقع أن قطاعا كبيرا من النخب العلمانية تمارس دور محاكم التفتيش بأسلوب حديث فيجعل من الحداثة الغربية كتابا مقدسا ومفاهيم مطلقة لا يجوز الخروج عليها مما يجعل النموذج الغربي العلماني الليبرالي هو الكتاب المقدس للسياسة وبالتالي تصبح النخب العلمانية هي الوصية على تعاليم الليبرالية فهي تمنح صكوك الغفران السياسية لتحدد من يحق له العمل في المجال السياسي ومن يحرم منه» .
فالتاريخ الإسلامي لم يرصد لنا أن أحد من الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أضفى على نفسه نوعا من القداسة بل إنهم دعوا الناس لمناصحتهم ومعارضتهم أن صح التعبير فقد قال أبو بكر رضي الله عنه في أول خطبة له« أطيعوني ما أطعت الله فان عصيته فلا طاعة لي عليكم إن أحسنت فأعينوني وان أسأت فقوموني .»
ختاما للقول إن الدولة الإسلامية مدنية مرجعيتها الشريعة الإسلامية، لان الإسلام دين وشرع فهو قد وضع حدوداً ورسم حقوقاً لا تكتمل الحكمة من تشريع الأحكام إلا إذا وجدت قوة لإقامة الحدود ، فكان الإسلام كمالاً للشخص وألفة للبيت ونظاماً للملك .
نسأل الله الحيّ القيّوم أن يعين أولي الأمر منّا على نشر العدل والمساواة وتطبيق شرع الله بإذنه تعالى إنه ولي ذلك والقادر عليه .وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
دمتم بودّ.
أمّا بعد، يقول الإمام محمد عبده: «إن الإسلام لم يعرف تلك السلطة الدينية.. التي عرفتها أوروبا.. فليس في الإسلام سلطة دينية سوى سلطة الموعظة الحسنة، وهي سلطة خولها الله لكل المسلمين.. والأمة هي التي تولي الحاكم، وهي صاحبة الحق في السيطرة عليه، وهي تخلعه متى رأت ذلك من مصلحتها، فهو حاكم مدني من جميع الوجوه.. فليس في الإسلام سلطة دينية بوجه من الوجوه».
أقول:تثار هذه الأيّام دعوى بأن الإسلام لا يعترف بالدولة المدنية وانه يدعو إلى دولة دينية وفى الحقيقة هذه الدعوى نابعة إمّا عن جهل بحقيقة الإسلام وتشريعاته وإمّا عن حقد على منهج الإسلام لاسيما وأن جل أصحاب هذه الدعوى من العلمانيين الذين لا يؤمنون بأنّ الإسلام منهج حياة .ويقول الدكتور رفيق حبيب في ذلك «والواقع أن قطاعا كبيرا من النخب العلمانية تمارس دور محاكم التفتيش بأسلوب حديث فيجعل من الحداثة الغربية كتابا مقدسا ومفاهيم مطلقة لا يجوز الخروج عليها مما يجعل النموذج الغربي العلماني الليبرالي هو الكتاب المقدس للسياسة وبالتالي تصبح النخب العلمانية هي الوصية على تعاليم الليبرالية فهي تمنح صكوك الغفران السياسية لتحدد من يحق له العمل في المجال السياسي ومن يحرم منه» .
فالتاريخ الإسلامي لم يرصد لنا أن أحد من الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أضفى على نفسه نوعا من القداسة بل إنهم دعوا الناس لمناصحتهم ومعارضتهم أن صح التعبير فقد قال أبو بكر رضي الله عنه في أول خطبة له« أطيعوني ما أطعت الله فان عصيته فلا طاعة لي عليكم إن أحسنت فأعينوني وان أسأت فقوموني .»
ختاما للقول إن الدولة الإسلامية مدنية مرجعيتها الشريعة الإسلامية، لان الإسلام دين وشرع فهو قد وضع حدوداً ورسم حقوقاً لا تكتمل الحكمة من تشريع الأحكام إلا إذا وجدت قوة لإقامة الحدود ، فكان الإسلام كمالاً للشخص وألفة للبيت ونظاماً للملك .
نسأل الله الحيّ القيّوم أن يعين أولي الأمر منّا على نشر العدل والمساواة وتطبيق شرع الله بإذنه تعالى إنه ولي ذلك والقادر عليه .وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
دمتم بودّ.