• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

جولة بلير المستفزة لمشاعرنا

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

walid1751

نجم المنتدى
إنضم
29 نوفمبر 2005
المشاركات
5.843
مستوى التفاعل
388
Tony-Blair.news_article.jpg

بعد تسع سنوات من التأييد المطلق لسياسات الادارة الامريكية الدموية في منطقة الشرق الاوسط، وبعد ان لفظته الغالبية من حزبه الحاكم بشكل خاص، والشعب البريطاني بشكل عام، ينطلق توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الي المنطقة العربية اليوم من أجل الدعوة الي عقد مؤتمر للسلام يتناول كيفية ايجاد حلول للقضية الفلسطينية.

بلير يهرب من الضغوط الداخلية التي تطالبه بالاستقالة فورا، ومغادرة المسرح السياسي دون تردد، الي حلفائه من الزعماء العرب الذين كانوا مثله، تابعين دون تردد للادارة الامريكية ومشاركين في كل حروبها الفاشلة في العراق وافغانستان ولبنان، علي امل ان يجد عندهم بعضا من الاحترام الذي يفتقده في بلاده، بل ومن اقرب مؤيديه. توقيت هذه الجولة علي درجة كبيرة من الأهمية، فهي تتزامن مع الذكري الخامسة لاحداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) التي غيرت مجري التاريخ، وكانت منطلقا للمغامرات الحربية الامريكية ضد العرب والمسلمين تحت ذريعة مكافحة الارهاب، وبهدف الاستيلاء علي نفطهم رخيصاً، وحرمانهم من كل اسباب القوة حتي تظل اسرائيل هي القوة العظمي الاقليمية النووية الوحيدة.

بلير لا يذهب الي المنطقة العربية من أجل البحث عن السلام، وانما لاستغلال الاثني عشر شهرا المتبقية من ولايته، هذا اذا اكملها، من أجل مساعدة سيده الرئيس بوش من خلال التمهيد لحربه المقبلة ضد ايران. فالرجل كشف عن نواياه هذه في الخطاب الذي القاه في كاليفورنيا قبل ثلاثة اسابيع، وتحدث فيه عن قوس التطرف الاسلامي المتنامي في المنطقة وضرورة مواجهته بـ قوس الاعتدال .

قوس التطرف هذا هو ترجمة سيئة لـ محور الشر الذي روج له الرئيس
بوش لتبرير دعمه لاسرائيل، وشن حروبه في افغانستان والعراق. وهو المحور الذي يضم جميع المنظمات والجماعات الاسلامية المتطرفة، حسب مواصفات بوش، مثل القاعدة و حماس و حزب الله والجهاد الاسلامي، علاوة علي ايران وسورية.

مهمة بلير الجديدة، التي يقوم بها بتكليف من بوش، تتطابق مع مهماته التي قام بها قبيل الحربين الافغانية والعراقية، اي حشد الانظمة العربية المعتدلة في مواجهة محور الشر الجديد، استعدادا للحرب المقبلة ضد سورية وايران تحت شعار مواجهة الفاشية الاسلامية ، مثلما جاء في خطاب بوش الاخير.

المثلث العربي الجديد، المكون من المملكة العربية السعودية ومصر والاردن، هو الذي سيكون محور الارتكاز لقوس الاعتدال الجديد في نظرية بلير، وهو المثلث نفسه الذي خاض جميع حروب امريكا ضد العرب في العراق وافغانستان واخيرا في لبنان.

بلير لن يقول انه ذاهب الي المنطقة من اجل تشكيل هذا المحور، والإعداد للجولة القادمة، وربما الاخيرة من حروب بوش لإزالة كل الاخطار المحتملة التي تهدد باضعاف التفوق الاسرائيلي، وخلخلة الهيمنة الامريكية علي مناطق النفط واحتياطاته وانتاجه، ولهذا رفع شعار مؤتمر السلام اي انه سيكذب مرة اخري، ويستخدم طروحات السلام لتغطية الاستعدادات للحرب.

الاكاذيب نفسها كررها بلير، مثلما رددها، البوشان الأب والابن. فقبل اندلاع الحرب الاولي ضد العراق تحت غطاء تحرير الكويت قال بوش الاب انها ستكون آخر الحروب، لأنه سيركز جهوده من اجل الدعوة لمؤتمر دولي لحل القضية الفلسطينية (مدريد). وعندما نجحت قواته المتمركزة في جزيرة العرب في انجاز مهمتها، انعقد المؤتمر ولكن لينتهي بخيبة الأمل، ولحرف الانظار عن مفاوضات اوسلو السرية.

قبل الحرب علي الارهاب تحول بلير الي سفير متجول للادارة الامريكية وكرر الوعود نفسها، وتجول في معظم العواصم الاسلامية، وتحدث عن خريطة طريق ودولة فلسطينية مستقلة، وعندما نجحت هذه الحرب مؤقتاً في اطاحة نظام طالبان، وتدمير البني التحتية لتنظيم القاعدة، لم يف بوش وبلير بوعودهما فقط، بل ذهبا الي الحرب في العراق، وتم التخلي عن خريطة الطريق والدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة .

بلير ليس مؤهلا للحديث عن السلام، او الدعوة لعقد مؤتمر لتحقيقه، لان تبعيته المخجلة للادارة الامريكية وحروبها في المنطقة، افقدته الحد الادني من المصداقية في اعين مئات الملايين من العرب والمسلمين. فيدا الرجل ملطختان
بدماء مئتي الف عراقي استشهدوا بفعل سياساته الخارجية الدموية، وحماسه الزائد لدموية الادارة الامريكية وعدائها السافر للعرب والمسلمين.

فكيف يكون بلير داعية سلام مقبولا وهو الذي لفظه حزبه، وثار ضده اقرب مؤيديه، وغادروا سفينة حكومته، لانه رفض ادانة المجازر الاسرائيلية في لبنان، والدعوة الي وقف فوري لاطلاق النار؟

انها قمة الوقاحة ان يتنطع بلير لهذه المهمة وهو الذي اقر العدوان الاسرائيلي علي لبنان وسانده، وأيد الحصار التجويعي المفروض حاليا علي الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، وخالف رأي الاغلبية الساحقة من مواطنيه ونواب حزبه الحاكم.

لا نعرف بأي وجه سيقابل بلير الفلسطينيين وهو الذي خدعهم عندما قال انه يؤيد الحرب علي العراق من أجل استخدام نفوذه لدي الادارة الامريكية لإيجاد حل للصراع العربي ـ الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وها هو سيغادر الحكم منبوذا، وكذلك سيده بوش دون ان يحقق مليمترا واحدا من التقدم نحو هذا الهدف، بل نسف آمال السلام جميعا بمواقفه المؤيدة للعدوان علي لبنان.

الزعماء العرب الذين سيزورهم بلير في جولته هذه سيستقبلونه بحفاوة، وسيفرشون له السجاد الأحمر تكريما، لانهم مثله باتوا فاقدي الشرعية، ومرفوضين من قبل شعوبهم، وهم مثله ايضا، ايدوا العدوان الاسرائيلي علي لبنان، بتعليمات من الأب الروحي جورج بوش، علي امل ان يحقق هذا العدوان اهدافه في القضاء علي المقاومة الاسلامية اللبنانية، للانتقال بعدها الي الحربين المقبلتين ضد سورية وايران.

نتمني ان تعبر الجماهير العربية عن مشاعرها الحقيقية تجاه بلير وسياساته التي جعلت العالم اكثر خطرا، وساهمت في تحويل العراق كله الي مقبرة جماعية لمئات الآلاف من الابرياء.

نقول نتمني لاننا ندرك ان الحكام العرب لن يسمحوا لهذه الجماهير بالتعبير عن مشاعرها الغاضبة هذه، لانها تدرك انها تضعهم وبلير في كفة واحدة. فالقوات الامريكية التي احتلت العراق انطلقت من الاراضي العربية، وليس من ايران او تركيا. هذا الرجل يجب ان ينبذ في المنطقة العربية، مثلما نبذه مواطنوه في بريطانيا، لان حركاته البهلوانية هذه باتت مكشوفة، وحيله لم تعد تنطلي علي احد، فالثعبان يغير جلده ولكنه لا يغير انيابه ونواياه وسمومه.

هذا الرجل يجب ان يحاكم كمجرم حرب، لا ان يستقبل كداعية سلام، لانه حجز مكانه الذي يستحقه في التاريخ كأكبر مخادع وكاذب في تاريخ السياسة البريطانية.
 
المشكلة أنّ المسؤوليين العرب يتلهّفون لرؤيته يا أخي لقد ضاعت هممهم
 
النّصر آت بإذن الله بإستقامتنا و بتقوى الله
 
اولا انا أأيد فكرة محاكمة هذا المجرم بلير
ثانيا لا الوم احد على استقبالة لبلير لانهم اضعف من ان تلومهم وإن لله وإن إليه لراجعون
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى