مـــــا تـــقـــول لـــربــك غـــــــــــــــــــــــدا ؟؟؟؟

نسرقرطاج

عضو مميز بالقسم العام
إنضم
6 نوفمبر 2007
المشاركات
2.964
مستوى التفاعل
7.834
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




لاشيئ يميز الطباع المتفوقة السوية ،مثل نأيها عن الغرور .
ولو كان ثمة رجل ، لابد للغرور أن يتسور حصونه المنيعة ، لفرط مزاياه وروعة أمجاده وانتصاراته .
لكان " عمــــــر "......
فهو يدخل الإسلام فى حفاوة بالغة من الرسول وصحبه...
وهو يرى كيف صار الإسلام دينا جهورى الصوت ، صادح الكلمة ، فى اليوم نفسه الذى اعتنقه فيه .....
ويبصر المسلمين الذين كانوا من قبل يستخفون من طغاة مكة ، يواجهون اليوم الذى فى شموخ ، و يرجون مكة بتكبيرهم بعد أن صار " لعمر " بينهم مكان .
ويرى نفسه يقترح على رسول الله بعض آرائه ، فلا يوافقه الرسول فحسب ، بل ينزل به الوحى ، ويصير قرآن يتلى .
وفيما بعد يضحى خلف لخير سلف خليفة رسول الله " أبا بكر الصديق "وأميرا للمؤمنين ، فتتفتح فى أيامه "بوابات " العالم لدين الله .
وتزحم راياته جو السماء كل أفق .

كل هذاألا يجد الغرور ثغرة من خلالها لينفذ منها ؟؟
ان لم يجد أكثر من الثغرات ؟؟

ومع ذالك ، فلا تكاد تعرف نفسا ارتفعت عن الغرور وتكسرت أمام حصونها المنيعة كل المحاولات ، مثل نفس هذا الرجل الفرد " عمر "

فمن أين له هذا ؟؟؟؟؟

- لاريب أن لطبيعته واستعداده الفطرى الأثر الكبير الناجع .
-ولاريب أيضا فى أن الطريقة التى اتصلت بها هذه الطبيعة بالله قد أفاءت
عليها مددا لايفنى ، ومقدرة لا تتلجلج ، وعزوفا كاملا عن كل مافى الحياه الدنيا من غرور وزهو .
ان " عمر " نفسه يرد الى الله ، والى الدين الذى أعتنقه كل ما معه من فضائل وهدى و اقتدار .
فلقد كان يقول لأصحابه ويكررها دوما :
"لقد كنا ولسنا شيئا مذكورا ، حتى أعزنا الله بالإسلام ، فاذا ذهبنا نتلمس العزة فى غيره ذللنا "

فلننظر كيف كانت علاقة عمر بربه

كان لايفتأ يردد لنفسه هذا اللحن المهيب
(ما تقول لربك غدا .......؟؟؟؟؟؟ )
عبارة قد نتلوها نحن فى دعة ويسر ، أما هو فكانت تزلزله زلزالا شديدا
فى هذه العبارة يتمثل دين عمر ، ومنهاجه وتمد حياته معايرها وموازينها
وفيها يتمثل جواز مروره الى الدنيا ، وجواز مرور الدنيا له بكل طيباتها .

فأمام كل لقمة شهية ، كل شربة باردة ، كل ثوب جديد .........
تتساقط دموعه .....
تلك الدموع التى تركت تحت مقلتيه خطين أسودين من فرط بكائه
ويصلصل داخل نفسه هذا الكلام

" ما تقول لربك غدا ....."

هذا هو جبار الجاهليه ... ، وعملاق الإسلام .
هذا هو أمير المؤمنين الذى تفتحت لأعلامه الخافقات أقطار الدنيا
واستقبل الناس جيوشه كأنها البشريات .


هاهو ذا يؤم الناس فى الصلاة ،فيسمع بكاءه ونحيبه أصحاب الصف الأخير
هاهوذايعدو ، ويهرول وراء بعير أفلت من معطنه .

ويلقاه على بن ابى طالب فيسأله :
" الى أين ياأمير المؤمنين ".....!!!

فيرد عمر :
بعير من ابل الصدقة أطلبه....!!

فيقول له عليا :
"أتعبت من سيأتى بعدك.......!! "

فيجيبه عمرا :
" والذى بعث محمدا بالحق ، لو أن عنزا ذهبت بشاطئ الفرات لأخذ بها عمر يوم القيامة ".......!!!!

فهل كان عمرا يخاف الله ،خوف العبد الذى يرهبه العصا ولذع السياط ؟؟

لالالالالالالالالالالالا

وانما كان يخشاه خشية الحر الذى يرجوا لربه وقارا ويضرع اليه اجلالاو اكبارا ويخجل أن يلقاه بتقصير- أى تقصير -.....!!

وهاهو نشيده دوما

"كنت وضيعا فرفعك الله .... وكنت ضالا فهداك الله ... وكنت ذليلا فأعزك الله ... فماذا تقول لربك غدا اذا أتيته .....؟؟



 
لا اله الا الله محمد رسول الله
 
أعلى