• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

الى روح امي ... والى كل الامهات

نسرقرطاج

عضو مميز بالقسم العام
إنضم
6 نوفمبر 2007
المشاركات
2.964
مستوى التفاعل
7.834
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



مر اسبوع على رحيلها
ما زالت الدمعة في العين والحسرة في الفؤاد
ان لله وان اليه راجعون


طيف نـسميه الحنين


في الركن يبدو وجه أمي
لا أراه لأنه
سكن الجوانح من سنين
فالعين إن غفلت قليلا لا تري
لكن من سكن الجوانح لا يغيب
وإن تواري مثل كل الغائبين
يبدو أمامي وجه أمي كلما
اشتدت رياح الحزن‏ وارتعد الجبين
الناس ترحل في العيون وتختفي
وتصير حزنـا في الضلوع
ورجفة في القلب تخفق‏‏ كل حين
لكنها أمي
يمر العمر أسكنـها‏..وتسكنني
وتبدو كالظلال تطوف خافتة
علي القلب الحزين
منذ انشطرنا والمدى حولي يضيق
وكل شيء بعدها‏ عمر ضنين
صارت مع الأيام طيفـا
لا يغيب‏..ولا يبين
طيفـا نسميه الحنين
‏. . .‏
في الركن يبدو وجه أمي
حين ينتصف النهار‏
وتستريح الشمس
وتغيب الظلال
شيء يؤرقني كثيرا
كيف الحياة تصير بعد مواكب الفوضى
زوالا في زوال
في أي وقت أو زمان سوف تنسحب الرؤي
تكسو الوجوه تلال صمت أو رمال
في أي وقت أو زمان سوف نختتم الرواية‏
عاجزين عن السؤال
واستسلم الجسد الهزيل
‏‏ تكسرت فيه النصال علي النصال
هدأ السحاب ونام أطيافـا
مبعثرة علي قمم الجبال
سكن البريق وغاب
سحر الضوء وانطفأ الجمال
حتى الحنان يصير تـذكارا
ويغدو الشوق سرا لا يقال
في الركن يبدو وجه أمي
ربما غابت‏..‏ولكني أراها
كلما جاء المساء تداعب الأطفال
‏. . .‏
فنجان قهوتها يحدق في المكان
إن جاء زوار لنا
يتساءل المسكين أين حدائق الذكري
وينبوع الحنان
أين التي ملكت عروش الأرض
من زمن بلا سلطان
أين التي دخلت قلوب الناس
أفواجا بلا استئذان
أين التي رسمت لهذا الكون
صورته في أجمل الألوان
ويصافح الفنجان كل الزائرين
فإن بدا طيف لها
يتعثر المسكين في ألم ويسقط باكيا
من حزنه يتكسر الفنجان
من يوم أن رحلت وصورتها علي الجدران
تبدو أمامي حين تشتد الهموم وتعصف الأحزان
أو كلما هلت صلاة الفجر في رمضان
كل الذي في الكون يحمل سرها
وكأنها قبس من الرحمن
لم تعرف الخط الجميل
ولم تسافر في بحور الحرف
لم تعرف صهيل الموج والشطآن
لكنها عرفت بحار النور والإيمان
أميةُ
كتبت علي وجهي سطور الحب من زمن
وذابت في حمي القرآن
في الأفق يبدو وجه أمي
كلما انطلق المؤذن بالأذان
كم كنت ألمحها إذا اجتمعت علي رأسي
حشود الظلم والطغيان
كانت تلم شتات أيامي
إذا التفت علي عنقي حبال اليأس والأحزان
تمتد لي يدها بطول الأرض
تنقذني من الطوفان
وتصيح يا الله أنت الحافظ الباقي
وكل الخلق ياربي إلي النسيان
‏. . .‏
شاخت سنين العمر
والطفل الصغير بداخلي
مازال يسأل‏
عن لوعة الأشواق حين يذوب فينا القلب
عن شبح يطاردني
من المهد الصغير إلي رصاصة قاتلي
عن فـرقة الأحباب حين يشدنا
ركب الرحيل بخطوه المتثاقل
عن آخر الأخبار في أيامنا
الخائنون‏،البائعون‏،الراكعون‏
لكل عرش زائل
عن رحلة سافرت فيها راضيا
ورجعت منها
ما عرفت‏،وما اقتنعت،وما سلمت‏
وما أجبتك سائلي
عن ليلة شتوية اشتقت فيها
صحبة الأحباب
والجلاد يشرب من دمي
وأنا علي نار المهانة أصطلي
قد تسألين الآن يا أماه عن حالي
وماذا جد في القلب الخلي
الحب سافر من حدائق عمرنا
وتغرب المسكين‏
في الزمن الوضيع الأهطـل
ما عاد طفلك يجمع الأطيار
والعصفور يشرب من يدي
قتلوا العصافير الجميلة
في حديقة منزلي
أخشي عليه من الكلاب السود
والوجه الكئيب الجاهل
أين الذي قد كان‏
أين مواكب الأشعار في عمري
وكل الكون يسمع شدوها
وأنا أغني في الفضاء وأنجـلي
شاخ الزمان وطفلك المجنون
مشتاق لأول منزل
مازال يطرب للزمان الأول
"شيء سيبقي بيننا‏..‏وحبيبتي لا ترحلي"
‏. . .‏
في كل يوم سوف أغرس وردة بيضاء
فوق جبينها
ليضيء قلب الأمهات
إن ماتت الدنيا حرام أن نقول
بأن نبع الحب مات
قد علمتني الصبر في سفر النوارس
علمتني العشق في دفء المدائن
علمتني أن تاج المرء في نبل الصفات
أن الشجاعة أن أقاوم شح نفسي‏
أن أقاوم خسة الغايات
بالأمس زارتني‏..‏وفوق وسادتي
تركت شريط الذكريات
كم قلت لي صبرا جميلا
إن ضوء الصبح آت
شاخت سنين العمر يا أمي
وقلبي حائر
مابين حلم لا يجيء‏
وطيف حب مات
وأفقت من نومي
دعوت الله أن يحمي
جميع الأمهات


طبعا للشاعر الجميل
فاروق جويدة
 
نسرقرطاج;1491953 قال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



مرّ أسبوع على رحيلها
ما زالت الدمعة في العين والحسرة في الفؤاد
إنّ لله وإنّ إليه راجعون


طيف نُـسمّيه الحنين


في الركن يبدو وجه أمي
لا أراه لأنه
سكن الجوانح من سنين
فالعين إن غفلت قليلا لا ترى
لكنّ من سكن الجوانح لا يغيب
وإن توارى مثل كلّ الغائبين
***
يبدو أمامي وجه أمّي كلّما
اشتدت رياح الحزن‏ وارتعد الجبين
الناس ترحل في العيون وتختفي
وتصير حزنـا في الضلوع
ورجفة في القلب تخفق‏‏ كلّ حين
***
لكنّها أمّي
***
يمرّ العمر أسكنـها‏..وتسكنني
وتبدو كالظلال تطوف خافتة
على القلب الحزين
***
منذ انشطرنا، والمدى حولي يضيق
وكلّ شيء بعدها‏ عُمُرٌ ضنين
صارت مع الأيام طيفـا
لا يغيب‏..ولا يبين
***
طيفـا نسميه الحنين
***‏
في الركن يبدو وجه أمي
حين ينتصف النهار‏
وتستريح الشمس
تنتصب الظلال
***
شيء يؤرّقني كثيرا
كيف الحياة تصير بعد مواكب الفوضى
زوالا في زوال
في أي وقت أو زمان سوف تنسحب الرؤى
تكسو الوجوه تلال صمت أو رمال
***
في أي وقت أو زمان سوف نختتم الرواية‏
عاجزين عن السؤال
واستسلم الجسد الهزيل
‏‏ تكسرت فيه النصال على النصال
***
هدأ السحاب .. ونام، أطيافـا
مبعثرة على قمم الجبال
سكن البريق وغاب
سحر الضوء وانطفأ الجمال
***
حتى الحنان يصير تـذكارا
ويغدو الشوق سرّا لا يقال
***
في الركن يبدو وجه أمي
ربما غابت‏..‏ولكنّي أراها
كلما جاء المساء تداعب الأطفال

***‏
فنجان قهوتها يحدق في المكان
إن جاء زوار لنا :
يتساءل المسكين أين حدائق الذكرى
وينبوع الحنان
أين التي ملكت عروش الأرض
من زمن بلا سلطان
أين التي دخلت قلوب الناس
أفواجا بلا استئذان
أين التي رسمت لهذا الكون
صورته .. في أجمل الألوان
***
ويصافح الفنجان كل الزائرين
فإن بدا طيف لها
يتعثر المسكين في ألم ويسقط باكيا
من حزنه يتكسر الفنجان
***
من يوم أن رحلت وصورتها على الجدران
تبدو أمامي حين تشتدّ الهموم وتعصف الأحزان
أو كلّما هلّت صلاة الفجر في رمضان
***
كلّ الذي في الكون يحمل سرّها
وكأنها قبس من الرحمن
***
لم تعرف الخط الجميل
ولم تسافر في بحور الحرف
لم تعرف صهيل الموج والشطآن
لكنها عرفت بحار النور والإيمان
... أمِيّـــةٌ
كتبت على وجهي سطور الحُب من زمن
وذابت في حمي القرآن
***
في الأفْق يبدو وجه أمي
كلما انطلق المؤذن بالأذان
كم كنت ألمحها إذا اجتمعت على رأسي
حشود الظلم والطغيان
***
كانت تلمّ شتات أيامي
إذا التفت على عنقي حبالُ اليأس والأحزان
تمتد لي يدُها بطول الأرض
تنقذني من الطوفان
***
وتصيح يا الله أنت الحافظ الباقي
وكل الخلق ياربي إلى النسيان
‏. . .‏
شاخت سنين العمر
والطفل الصّغير بداخلي
مازال يسأل :‏

عن لوعة الأشواق حين يذوب فينا القلب
عن شبح يطاردني
من المهد الصغير.. إلي رصاصة قاتلي

عن فـرقة الأحباب حين يشدّنا
ركب الرحيل بخطوة المتثاقل

عن آخر الأخبار في أيامنا
الخائنون‏،البائعون‏،الراكعون‏
لكل عرش زائل

عن رحلة سافرتُ فيها راضيا
ورجعتُ منها
ما عرفتُ‏،وما اقتنعتُ،وما سلمتُ
***‏
وما أجبتك سائلي
عن ليلة شتوية .. اشتقت فيها
صحبة الأحباب
والجلاّد يشرب من دمي
وأنا على نار المهانة أصطلي
***
قد تسألين الآن يا أماه عن حالي
وماذا جدّ في القلب الخليِّ
***
الحب سافر من حدائق عمرنا
وتغرّب المسكين‏
في الزمن الوضيع الأهطـل
ما عاد طفلك يجمع الأطيار
والعصفور يشرب من يدي
قتلوا العصافير الجميلة
في حديقة منزلي
أخشِي عليه من الكلاب السود
والوجه الكئيب الجاهل
***
أين الذي قد كان‏
أين مواكب الأشعار في عمري
وكلّ الكون يسمع شدوها
وأنا أغني في الفضاء وأنجـلي
شاخ الزمان وطفلك المجنون
مشتاق لأول منزل
مازال يطرب للزمان الأول
"شيء سيبقي بيننا‏..‏وحبيبتي لا ترحلي"
***‏
في كل يوم سوف أغرس وردة بيضاء
فوق جبينها
ليضيء قلب الأمهات
إن ماتت الدنيا حرام أن نقول
بأن نبع الحب مات
قد علمتني الصبر في سفر النوارس
علمتني العشق في دفء المدائن
علمتني أنّ تاج المرء في نبل الصفات
أنّ الشجاعة أنْ أقاوم شحّ نفسي‏
أن أقاوم خسّة الغايات
***
بالأمس زارتني‏..‏وفوق وسادتي
تركت شريط الذكريات
كم قلتِ لي صبرا جميلا
إن ضوء الصبح آت
شاخت سنين العمر يا أمي
وقلبي حائر
مابين حلم لا يجيء‏
وطيف حب مات
***
وأفقت من نومي
دعوت الله أن يحمي
جميع الأمهات


للشاعر: فاروق جويدة


لا يمكننا أمام هذه الصور الناطقة بكل لغات الأرض إلاّ أن نجلّ هذا الشاعر العظيم الذي لا شكّ أنّه لا ينطق من لوعة أو حرقة في النفس من فراق الأمّ فقط، وإنما هو يرسم لنا بيد المبدع الفنان حكمة الأيّام ،التي قضى ربّنا أن تكون، بفلسفة المطلّع على خفايا النفس هذه الأمّ التي قُرن الإحسانُ إليها بوحدانية الله وعبادته.
ثم لا يسعني إلاّ أن أذكر المناسبة الحزينة التي هزّت قلبك فأدمته .. رحيل أمّك.. رحمة الله تعالى عليها وعلى أمّهاتنا جميعا.
فاروق جويدة (10 فبراير 1945) شاعر و لغوي مصري. ولد في محافظة كفر الشيخ، وعاش طفولته في محافظة البحيرة، تخرج في كلية الآداب قسم الصحافة عام 1968، وبدأ حياته العملية محررا بالقسم الاقتصادي بجريدة الأهرام ، ثم سكرتيرا لتحرير الأهرام، وهو حاليا رئيس القسم الثقافي بالأهرام. نظم كثيرا من ألوان الشعر ابتداء بالقصيدة العمودية وانتهاء بالمسرح الشعري .
قدم للمكتبة العربية 20 كتابا من بينها 13 مجموعة شعرية حملت تجربة لها خصوصيتها، وقدم للمسرح الشعري 3 مسرحيات حققت نجاحا كبيرا في عدد من المهرجانات المسرحية هي: الوزير العاشق و دماء على ستار الكعبة و الخديوي .
ترجمت بعض قصائده ومسرحياته إلى عدة لغات عالمية منها اللغة الانجليزية و اللغة الفرنسية و اللغة الصينية و اللغة اليوغوسلافية ، وتناول أعماله الإبداعية عدد من الرسائل الجامعية في الجامعات المصرية والعربية.
[قد أكون سمحت لنفسي أن أصححّ بعض سهو اهتديت إليه بما بقي في ذهني من قواعد الرسم ... فاعذرني أخي عن هذا التصرف البريء والذي أردت من خلاله أن لا يشوب هذه الصورة الجميلة التي اخترت لتعليقها هذا الركن من منتدانا الموّقر.. أيّ لبس]
 
أعلى