الدولار إلى انهيار.. والفقراء يزدادون فقراً
هبوط الدولار..وارتفاع الأسعار وضغط المواطنين
لاتزال أزمة الدولار تلقي بظلالها على السوق العالمي، وتأثر على فئات مختلفة من أفراده، فما سبب هزة الدولار وما توابعها علينا؟
المحلل الاقتصادي والسياسي د.عادل سمارة يُجيب على تساؤلنا بالقول: "أزمة الدولار بدأت عندما قرر صدام حسين تسعير النفط باليورو قبل الحرب على العراق بسنتين، وبالتالي حصل اقتطاع لسوق الدولار لصالح اليورو وهذا أيضاً أحد أسباب احتلال العراق، كما أن ضعف الإنتاج السلعي الأمريكي قلل صادرات أمريكا للخارج مما أضعف الدولار على مستوى دولي، أي أن مستوردي البضائع الأمريكية قلوا لصالح اليابان والاتحاد الاوروبي وغيرهما من المنافسين، وبالتالي فإن قلة تدفق الدولار من الخارج لأمريكا دفع بالبنوك لإعطاء قروضٍ في القطاع العقاري حيث أعطوا قروضاً لغير المليئين أي الذين ليس لديهم امكانيات مالية للتسديد وبالتالي أصبح هناك فجوة مالية للدولار وهذه هي المشكلة الرئيسية"..
عندما تهبط العملة.. المدنين يكسبون والدائنين يخسرون
وأشار د.سمارة أن المتضررين من هذا الهبوط الحاد هم بشكل خاص جميع الموظفين الذين يتقاضون رواتبهم بالدولار، والمدخرين بالدولار، وكذلك المؤسسات الأهلية، كما أن المساعدات الدولية التي تحصل عليها السلطة بالدولار، أما المستفيدين هم المستوردين من أمريكا نفسها، بالإضافة إلى المضاربين الدوليين الذين كانوا أحد أسباب المشكلة أصلاً.
وحتى بعد تثبيت سعر صرف الدولار لدى بعض المؤسسات إلا أن هذا الحل لايكفي لمواجهة الغلاء المعيشي الحاصل وهذا ما يؤكده فريد كمال يعمل في هيئة سوق رأس المال: "مسألة تثبيت الدولار لا تكفي لمواجهة الارتفاع الخيالي في أسعار السلع الأساسية، وبالتالي لا تستطيع أن تقلل من حجم الانفاق على الضروريات، ولمواجهة الإلتزامات الأساسية ستحتاج لضعف راتبك لتغطية هذه النفقات أو اللجوء للتسهيلات البنكية".
سائد كرزون موظف في مؤسسة أهلية: "أنا كل ما بسمع عن هبوط الدولار ضغطي بيرتفع، وخصوصاً إنه لم يُثبت سعر الدولار في المؤسسة التي أعمل بها، لذلك فأنا أخسر 25% من مرتبي ومع غلاء الاحتياجات الأساسية اضطر لتقليل مصروفاتي".
ونوه د.سمارة إلى عدم وجود وعي اقتصادي لدى المواطنين الذين تعودوا على الإدخار بالدولار والدينار، وذلك مثلما حدث في أزمة الدينار في عام 1991م، وخسروا في مدخراتهم ومع ذلك عادوا للادخار بالدينار، لذلك ينصح أن لا يدخر الناس بالدولار وإنما باليورو أو الذهب.
اقتصاد أمريكا
يوضح د.عادل سمارة وضع أمريكا الاقتصادي الحالي: "أمريكا الآن تحاول أن تعوض العجز في السوق الاقتصادي المدني بالبيع والإنفاق العسكري باعتبار أنها أقوى دولة من حيث التصنيع العسكري، وذلك حتى ترفع صادراتها الدولية، لذا تلجأ إما إلى الاحتلال المباشر كما في العراق وأفغانستان، أو أن تخلتق حروباً بين البلدان وهذه الطريقة الوحيدة لفتح السوق، فالاقتصاد الأمريكي هو عبارة عن صناعة حروب، فهي تطمع بالسيطرة على القوس النفطي في العالم من الخليج لبحر قزوين لكلومبيا وفنزويلا، سيطرتها على مواقع النفط وليس على تجارته وهذا ما سيجعلها تتحكم بسعر النفط على مستوى دولي".
مضيفاً: "وعندما شكلت الصين منافساً قوياً لأمريكا، مع ضآلة الأجور وتوفر المواد الخام بسعر أقل وتقريباً الموازاة التكنولوجية، ولما كانت الصين أكثر دولة في العالم لديها فائضاً مالياً بالدولار كانت وجهة النظر القائلة بأن بعض البنوك اليهويدية في أمريكا هي نفسها من خطط للتلاعب بالدولار لتخسر و الصين تنكسر".