• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

في ذكري اغتيال أبو جهاد

cortex

كبار الشخصيات
إنضم
11 نوفمبر 2006
المشاركات
7.362
مستوى التفاعل
5.252


قبل عشرين عاما بالضبط اغتالت إسرائيل خليل الوزير (أبو جهاد) نائب القائد العام لقوات منظمة التحرير الفلسطينية في عملية أشبه بالأفلام البوليسية الهوليودية. كان ذلك في بيته في ضاحية سيدي بو سعيد التونسية بعد أن تسلل كومندوس إسرائيلي من البحر ونجح في التسلل إلي مقر إقامته حيث واجههم والمسدس في يده قبل أن يتمكنوا من تخريب جسده بالكامل بوابل طلقات الأسلحة الكاتمة للصوت إلي درجة صرخت فيهم زوجته أن يكفي.
وفي جنح الظلام تمكنوا من الانسحاب من الموقع الذي قتلوا فيه أيضا حارس الفيلا وأحد العاملين في حديقتها. وقبل أيام قليلة فقط، وحتي قبل ذلك، لم تجد بعض الصحف الإسرائيلية أي حرج في استعراض كامل وقائع هذه العملية مع ذكر أسماء المخططين والمنفذين ومن أبرزهم طبعا وزير الدفاع الحالي ورئيس الوزراء السابق إيهود باراك زعيم حزب العمل.
شكل هذا الاغتيال ضربة موجعة للغاية لمنظمة التحرير التي كانت تعيش وقتها في تونس التي لجأت إليها بعد الخروج من بيروت عام 1982 وبالخصوص لحركة فتح التي كان أبوجهاد مع الزعيم الراحل ياسر عرفات من أبرز عقولها في المجال العسكري لاسيما وقد كانت الانتفاضة الأولي في الأراضي الفلسطينية في أوجها والسلطات الإسرائيلية تتوجس خيفة من المعلومات التي لديها حينها من أن خليل الوزير قد شرع في التخطيط والتدريب لعمليات فدائية نوعية تصل حد المس بمقر وزارة الدفاع الحصين. ومن ناحية أخري شكل ذلك الاغتيال وقتها إحراجا جديدا للقيادة التونسية الجديدة للرئيس زين العابدين بن علي التي بالكاد مضت خمسة أشهر علي تسلمها السلطة خلفا للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، ولهذا سمحت لمختلف القوي والفعاليات المحلية بالإعراب عن تنديدها واحتجاجها كما سارعت لتشكيل لجنة تحقيق لم يعرف لاحقا ما الذي توصلت إليه حقيقة من نتائج، علما وأن القيادات الفلسطينية كانت هي المشرفة الميدانية المباشرة علي أمنها الشخصي مع التنسيق مع السلطات التونسية التي كانت توفر لها ما تطلبه من مساعدات كما أن عناصر الأمن التونسي غالبا ما كانت تتولي الحماية الخارجية للمقرات فيما تتولي عناصر الأمن الفلسطيني المسلحة المسؤولية داخلها.
ولعل أبرز ما يستحضر الآن أن هذا الجيل من القيادات الفلسطينية التي نجحت إسرائيل، وآخرون للأسف، في تصفيتهم علي غرار أيضا صلاح خلف (أبو إياد) الرجل الثاني في حركة فتح وهايل عبد الحميد (أبو الهول) وكلاهما اغتيلا أيضا في تونس مع بداية الحرب علي العراق بعد اجتياحه الكويت في كانون الثاني (يناير) 1991 جيل لم يتمكن الفلسطينيون إلي حد الآن من تعويضه. لقد شكل غياب هؤلاء الشهداء وآخرهم زعيمهم ياسر عرفات خسارة فادحة للعمل الوطني الفلسطيني خاصة وأن الظروف العربية والدولية، كما الفلسطينية الداخلية أيضا، لم تعد مناسبة لوجود هذا النوع من القيادات التي كانت مستشرسة أكثر في نضالها من أجل تحرير الأرض واستعادة الحقوق السليبة علي الأقل في حدها الأدني التي ضمنته شرعة القانون الدولي. كما أن الميزة التي طبعت أغلب أبناء هذا الجيل من القيادات الفلسطينية أن استبسالهم في العمل المسلح لم يحجب عنهم رؤية أهمية العمل السياسي والديبلوماسي في حين أن الانفصام الآن يكاد يكون هو السيد، فإما مفاوضات ومفاوضات ومفاوضات دون أفق واضح وإما حديث كثير عن مقاومة ومقاومة ومقاومة دون إنجازات واضحة مما جعل بعض الأصوات الفلسطينية ترتفع مؤخرا عن استحياء لتتحدث عن مأزق حقيقي يعيشه كلا الخيارين يستلزم وقفة صريحة مع النفس لإعادة تقويم التجربة واستخلاص ما يجب استخلاصه قبل فوات الأوان
.
 
منقول منقول
 
1208377156.jpg
 
اخ ياسين شكرا الصورة جميلة والله
 
أعلى