• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

الشجاعة ؟؟

alpacinotun

كبار الشخصيات
إنضم
7 سبتمبر 2007
المشاركات
16.269
مستوى التفاعل
28.090
:besmellah2:

2.jpg


في بعض الأحيان نجد نفسنا أمام موقف ما في حياتنا اليومية فنختار الإنسحاب تفاديا لمشاكل نحن في غنا عنها فننعت بالجبن و بأسوء النعوت ...

لقد إختلطت المفاهيم في مجتمعنا ... فالجبن أصبح شجاعة و الشجاعة جبنا و كل هذا راجع إلى عدم وعي سائر أفراد المجتمع بمفاهيم المصطلحات ...

ماهي الشجاعة ياترى ؟

أترككم مع بعض ما قيل عن الشجاعة و دراسة عنها راجيا أن تمدونا بالإضافة لتعم الإفادة و ترتقي سويا بوعي الأجيال القادمة




قللوا عن الشجاعة :


:sword:

الشجاعة هي إتقان الخوف، و ليست غياب الخوف (مارك توين الكاتب الأمريكي الساخر)

عَيْشُ يَوْمٍ واحد كالأسد خَيْرٌ من عيش مئة سنة كالنعامة (جورج برنارد شو)

الجبناء يهربون من الخطر والخطر يفر من وجه الشجعان (الكونتيسة دوديتو)

الشجاعة هي الصبر الجميل على الشدائد. ( همنجواي)

تظهر الشجاعة عند المخاطر الكبرى (رونار)

أشجع الناس من قاوم هوى نفسه وحبسها عن الدني (فولتير)

الرجل الشجاع هو الذي يفصح (قول مأثور)

ومَنْ يَتَهَيَّبْ صُعُودَ الجِبَالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر (أبوالقاسم الشابي)

أنظروا إلى السلحفاة, فهي تتقدم فقط عندما تبرز رأسها لأعلى (جيمس براين كورنت)

حياة الشجاع في موته، وموت الجبان في حياته (حكمة عربية)

الجبان يحارب عندما لا يسعه الفرار (شكسبير)

هناك وفرة في الذكاء في العالم لكن الشجاعة في عمل الأشياء بشكل مختلف قليلة الوجود (ميرلين فوزفالت)

الشجاع من يخلق من اليأس أمل لأن اليأس فيه طعم الموت و لأن الشجاعة معني الحياة (علي الجارم).

خير للمرء أن يكون جبانا من أن يكون شديد التهور (بيار غرانغور)

يموت الجبان مِرَاراً قبل موته (مثل ياباني)

الفشل لا يهم، أنه من الشجاعة أن تجعل من نفسك أضحوكة (شارلى شابلن)

الشجاعة تعتبر بحق أول الصفات الإنسانية لأنها هي الصفة التي تضمن بقية الصفات (ونستن تشرشل)

الجبان شخص يفكر بساقيه ساعة الخطر (مثل الماني)

الجبن عبودية ، والشجاعة حرية (فرجيل)

الشجاعة هي ينبوع الخصال الحميدة ومعظمها منشؤها منها (أبراهام لنكولن)

من الأفضل ان تكون أسدا ليوم على أن تكون نعجة طوال حياتك (إليزابيث كيننج)

تعلمت عبر التاريخ أنه إذا كان الشخص مصمماً على شئ فإن هذا يهزم الخوف و معرفة ما يجب فعله تلغى الخوف (روزا باركس)

رجل واحد لديه الشجاعة يمثل أغلبية (اندرو جاكسون)

أخذ خطوة جديدة و نطق كلمة جديدة هو أكثر شئ يخافه الناس (تيودور توديسكى)


قيل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه الأسد الغالب, كيف تصرع الأبطال وكيف تغلبهم, ما تنزل

في معركة إلا وقتلتَ من أمامك:

فقال: إذا لقيتهُ كنتُ أُقدّر أني أقتله, ويُقدّر هو أني قاتله فأجتمعُ أنا ونفسهُ عليهِ فنهزمه.

قال ابن القيّم:(ومن أسباب السعادة الشجاعة فإن الله يشرحُ صدر الشجاع بشجاعتهِ و إقدامه).

قال ابن حزم: الشجاعة هي بذل النفس للذود عن الدين أو الحريم أو عن الجار المضطهد أو عن المستجير المظلوم، و عمن هُضم ظلماً في المال و العرض، و سائر سبل الحق سواء قلّ من يعارض أو كثر.

وقيل عن الشجاعة أيضا:

- قدرة الروح على انتزاع الفوز في مواجهة أعتى الأخطار.

- القدرة على التحرك لقهر الخوف.

- استعداد المرء لأن يحمل على كاهله السلبيات التي ينذر الخوف بمقدمها من أجل تحقيق ايجابيات أكثر زخماً.

- هي الإقدام تحت إشراف العقل للدفاع عن النفس أو عن أي عزيز لديها.

- الشجاع محبب حتى إلى عدوه، و الجبان مبغض حتى إلى أمه .

- ليست الشجاعة أن تقول كل ما تعتقد بل الشجاعة أن تقتقد كل ما تقوله ) أرسطو

يقول المتنبي:

الرأي قبل شجاعة الشجعان ** هو أول وهي المحل الثاني

فإذا اجتمعا لنفس مرة ** بلغت من العلياء كل مكان

و لربما طعن الفتى أقرانه ** بالرأي قبل تطاعن الأقران


الشجاعة هي التماسك الذاتي

* رولوماي/ ترجمة وتعريب: د. عبد علي الجسماني
الشجاعة هي القدرة على مواجهة القلق الذي ينشأ عندما يتوخى المرء تحقيق حريته وإرادته. إنها الرغبة والارادة للتخلص من الاتكالية والانطلاق باتجاه مستويات جديدة من الاعتماد على النفس والتكامل. الشجاعة سمة ملازمة للمرء يحتاجها في كل خطوة يقدم فيها على اتخاذ قرار له أثره الكبير في حياته، ابتداء من رغبته في قطع اتكاليته على أبويه وانتهاء بقرار الزواج المناسب واختيار المهنة الملائمة. فالشجاعة يتطلبها الانسان في كل فترة من فترات حياته. إنها، كما أحسن وصفها طبيب الأعصاب، الدكتور كيرت غولدشتاين: (ان هي إلا إجابة مؤكدة على الصدمات الحادثة في الوجود، وإنها ـ الشجاعة ـ يجب أن تتولد لتحقق طبيعة المرء) وذاته.
الشجاعة حسب مفاهيم هذا العصر لا تعني أنها عكس الجبن والخور. فحين تقول ان شخصاً ما جبان فإنك لا تزيد بقولك هذا، على أنه كسلان، أو مترهل، أو انه لا أبالي. وفي كل الأحوال، لا تكون قد رميت بوصفك هذا إلى أنه انسان تنقصه الشجاعة، إنما هي أوصاف لها مدلولاتها حسب أمزجة مستعمليها.
ان ما نتطلع إليه في أيامنا هذه هو الفهم العميق لمفاهيم الصداقة بمعناه الحميم، والشجاعة بمرماها الصميم. إننا نتوق إلى هذه المفاهيم بمعناها الدافئ، بمعناها الشخصي الذاتي النظيف الأصيل، البنّاء بمدلولها السقراطي والسبينوزي. إننا خليقون بأن نحيي مفهوم الشجاعة بمعناها الايجابي، بمعناها الذي يدل على حقيقة النماء الداخلي بمعناه الذاتي: الشجاعة بوصفها طريقة بناء لذلك الجانب من وجود الفرد الذي يكون دالاً على قوة الثقة بالنفس والجود بها في مواطن النبل. الشجاعة في واقع مفهومها إنما هي أساس العلاقة الابداعية.
فمن أقدم العصور الضاربة في القدم، أيام سرق بروميثوس النار وعلم الانسان كيفية استعمالها، وما تلا ذلك من أيام، اتضح أن البشر لكي يبدعوا يتعين عليهم أن يستجمعوا عناصر الشجاعة في أنفسهم أولاً. فبلزاك الذي أدرك أبعاد هذه الحقيقة من خلال تداعياته ومن خلال خبرته، نجده قد وصف الشجاعة بصورة شافية وبوضوح، حيث قال وليس لنا إلا أن ندع كلماته تتحدث عن نفسها: (ان السجية التي تستحق أسمى صور التمجيد في الفن ـ وفي جميع ضروب الإبداعات الفكرية ـ هي الشجاعة؛ الشجاعة التي لم تحط جميع العقول المشتركة بمفهومها ولم تستطع الإحاطة بها وبمغزاها.. إنها الشجاعة الرامية إلى التخطيط، والحلم، وتصوير الأعمال الرفيعة وتصورها، إنها شيء يبعث على الغبطة والنشوة والانتشاء بكل تأكيد. لكنها إلى جانب ذلك كله، إنها القدرة على الانتاج والعطاء، والولادة، وحمل الطفل على أن يعمل بمفرده بعد إنجابه، والعناية به والحدب عليه، وحمله في الصباح بين الذراعين بكل ما في الأمومة من حنان متدفق، وإلباسه مئات البدلات الجميلة التي طالما يمزقها مراراً.
(إنها الشجاعة الدافعة إلى عدم التراجع والتقهقر أمام اضطرابات الحياة المجنونة هذه؛ بل هي تجعل مما في الحياة تحفة ماثلة للعيان تكاد تنطق أمام كل عين تراها، فتجعل منها تحفاً في النحت، ومأثورات في الأدب، وصوراً في الرسم، بل تجعل منها قطعة في الموسيقى تنساب إلى النفوس فتشيع البهجة في ثنايا القلوب، تلك هي مهمة التنفيذ والتطبيق المرتجاة من الشجاعة. وفي ضوئها يتعين على اليد أن تكون مهيأة في كل لحظة لتمتثل لتوجيه العقل. وان لحظات العقل الابداعية لا تنصاع إلى ترتيب بعينه. وان الفنان، ما لم يلقِ بنفسه في أتون عمله، كما يفعل الجندي مندفعاً غير هياب في سبيل النجدة، وان الفنان، وهو في تلك المواقف، ما لم يحتفر ويعزق كما هو عامل المنجم وقد تكومت فوقه كتل من الحجر.. فما لم يطرأ كل ذلك للفنان، فإن عمله الفني لن يكتب له أن يكتمل؛ وان عمله سيتلاشى عند حدود مشغله studio حيث يصبح الانتاج بعد ذلك مستحيلاً، وعند ذاك يطفق الفنان يرقب انتحار عبقريته.. وانه لذلك السبب بعينه، ولتلك المكافأة ذاتها، ولذلك الانتصار نفسه، وانه لذات أكاليل الغار هذه، وانه بسبب تلك الأمجاد كلها، تنسب إلى الشعراء الفحول هذه الفضائل كلها مثلما هي تنسب إلى القادة العظام).
ونحن الآن نعرف من خلال دراسات التحليل النفسي، مما لم يكن يعرفه بلزاك، ان أحد الأسباب التي تجعل النشاط الابداعي يستوفي مقداراً كبيراً من الشجاعة هو لكي تستحدث مواقف يصبح المرء فيها متحرراً من ربقة الانشداد إلى الماضي الطفولي ومحترماً القديم لكي يتاح للجديد أن يولد. إذ ان ما يحققه المرء من أعمال منظورة، كما في الفن والأعمال الحرة وما إليها، أو تحقيق المرء ما يبني ذاته ـ بمعنى تطوير الانسان قابلياته ليكون أكثر إحساساً بالمسؤولية ـ إنما هما جانبان للعملية نفسها. وكل إبداع أصيل يعني تحقيق مستوى أرفع في وعي الذات وادراكها؛ وان ذلك، كما رأينا في قصص آدم وبروميثيوس، يمكن أن ينطوي على قدر كبير من الصراع الداخلي.
كان هناك رسام مولع برسم المناظر الطبيعية، وكانت مشكلته تتمثل في اجتهاده للتخلص من ربقة أم متسلطة، وكان لسنين عديدة يسعى إلى أن يرسم مناظر لكنه لم يجرؤ. وقد تمكن في النهاية من استجماع قواه واستحضار عناصر شجاعته ولازم مرسمه، وقد تمكن من رسم عدة رسوم في غضون ثلاثة أيام. وتبين أنها كانت رسوماً ممتازة. ولكنه، ويا للغرابة، لم يكن يشعر فقط بغبطة كبيرة وحدها، بل انه إلى جانب ذلك كان يحس بقلق كثير أيضاً. ففي الليلة الثالثة من بدئه الرسم رأى حلماً وفيه تخبره والدته انه عليه أن ينتحر، وانه راح يستدعي أصدقاءه ليودعهم، وهو في حالة من الذعر والإحساس الغامر من الوحدة والوحشة. فما تفسير ذلك؟ ان الحلم في الواقع كان يقول له: (إذا كنت ستبدع، فإن عليك أن تودع المعتاد المألوف، وإنك ستكون مستوحداً وتموت؛ فالأفضل لك أن تبقى مع المألوف وتستبقيه، وأن لا تبدع). انه لمن الأهمية بمكان، حين نرى طبيعة هذا التهديد اللاشعوري الفعال، انه لم يتمكن من رسم صور أخرى إلا بعد مرور شهر أي بعد أن تمكن من التغلب على هجمة القلق المعاكسة له تلك، والتي تبدت له في الحلم المذكور.
انه لمن الطبيعي والمناسب أن يشجع الطفل وأن يتم توجيهه ليتخذ لنفسه بنفسه كل خطوة ممكنة تمكنه من التفرد بشخصيته المميزة له، لكي يكون هو ذاته متميزاً. لهذا الضرب من توجيه الطفل كل الأثر على مستقبل تحديد ملامح ذاته وتعزيز حقيقة ثقته بنفسه، بشرط أن يتم ذلك من غير تعريضه إلى قلق يخيفه ويرهقه وهو لما يعرف بعد تبريراً لأسبابه. إذا توفر له مثل هذا الجو، فبوسعه أن يتسلق ذرى الارتقاء التدريجي رغم ما قد يواجهه من الاحباطات، فيتمكن من أن يحقق ذاته وينال شيئاً من استقلاله الذاتي، بالاعتماد على نفسه وعلى جهده الخاص به. وكلما تفرد الطفل ولقي التشجيع في هذا السبيل من لدن أبويه أحرز هويته الذاتية وحقق قوة أناه في المجتمع. هذه حقيقة ملموسة خليق بالآباء ادراك أهميتها بالنسبة لنشأة الأبناء.
إن كلاً من الحماية المفرطة للطفل أو التعسف والعنت في إذلاله، تتولد عنهما نتائج عكسية تتبدى تدريجياً في تصرفات الفرد، وترافقه كلما تقدم في مدارج النمو. فلا اللامبالاة والتهور ولا الحماية المغالى فيها يمكن أن يؤديا إلى نمو الطفل نمواً قويماً. ان التشجيع والتقدير السليم لما هو عليه الطفل من قدرات، يؤول إلى أفضل النتائج المرتجاة.
بطبيعة الحال، فنادراً ما يلزم الآباء أبناءهم باتخاذ أدوار مغايرة لأدوار الجنس الذين ولدوا بالفطرة عليه. بل إنهم كثيراً ما تكون متطلباتهم من أبنائهم تحقيق المواءمات الاجتماعية الملائمة. فالآباء يتطلبون من أبنائهم إحراز الدرجات المدرسية المرتضاة، وأن يكون طبيعياً في تصرفاته، وأن يندمج في الوسط الاجتماعي بما يبعده عن مواطن الشبهات. ولكي يعيش الأبناء وفق أماني الآباء إنما يمثل السبيل الوحيد الذي يتيح للأبناء الظفر باطراء الآباء، وأن يبقوا دائماً هم (حدقات العيون). فالتشجيع على مواجهة الحياة برصانة إنما هو جوهر الشجاعة، وللشجاعة آفات تعترض سبيلها وتفسد مزاياها، ومن تلك الأوباء: التهور، والغرور، والنرجسية.
الشجاعة تنشأ وتنمو من إحساس المرء بكرامته وحسن تقديره لذاته. ولكن الغرور والنرجسية، حين تتسلطان على الفرد، يصرفانه عن أهداف الشجاعة: أهدافها السامية، وكل من الغرور والنرجسية يجعلان الفرد يحس الضعة في قرارة نفسه. الشجاعة والحكمة صنوان لا يفترقان، وهما وجهان لمسكوكة ثمينة واحدة.
ان الفكر والتمييز النظر في حقائق الأمر لهي من المكاسب التي يتمكن منها المرء بالمران والممارسة والاعتياد عليها. فهي نتائج طيبة لتربية وتنشئة طيبة. واكتساب محامد الأخلاق إنما يتأتى من حسن التأديب الحصيف، فيكسب الذات فضائلها.


:satelite:
 
الشجاعة هي التماسك الذاتي

حسب رأيي المتواضع، الشجاعة ليست كما يعتقد البعض مقتصرة على القوة و الجرأة فحسب، بل الشجاعة كما قلت أخي هي اتخاذ القرار الصائب دون تردد و كضرب مثل من أمثال الشجاعة، شخص أخطأ فاعترف بخطأه و اعتذر، بالنسبة لي تسمى هذه شجاعة..

شكرا على الموضوع أخي...
 
يجب أن نقيم فرقا بين الشّجاعة و التهوّر، فإذا زاد الأمر عن حدّه انقلب إلى ضدّه.
الشجاعة عندي، هي أن يتحمّل الواحد مسؤوليّة أفعاله و أقواله و مواقفه، و الجهر بها. و لا يهمّ مضمون هذا الموقف أو الفعل إذا كان صادرا عن اقتناع..
أمّا الجبن، فهو أرذل من أن أتطرّق للحديث عنه..

 
ما هي الشجاعة؟

هي جرأة القلب وقوة النفس عند مواجهة الأمور الصعبة.

شجاعة الرسول صلى الله عليه وسلم:

كان الصحابة -رضي الله عنهم- إذا اشتدت الحرب يحتمون خلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم، ويجعلونه في المقدمة، وفي هذا يقول علي -

رضي الله عنه: كنا إذا اشتدت البأساء (الحرب) احتمينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فما يكون أحد منا أقرب إلى العدو منه.

ويقول البراء -رضي الله عنه-: ولقد كنا إذا حمي البأس نتقي بالرسول صلى الله عليه وسلم، وإن الشجاع الذي يحاذَي به.

وفي غزوة حنين حين اضطرب المسلمون، وفرَّ عدد كبير منهم، وقتل وأصيب آخرون، ظل النبي صلى الله عليه وسلم ثابتًا في مكانه لا يتزحزح،

يضرب بسيفه يمينًا ويسارًا، مناديا بأعلى صوته: (أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب)، وما إن سمع المسلمون هذا النداء حتى عادت إلى قلوبهم

الشجاعة، والتفوا مرة أخرى حول الرسول صلى الله عليه وسلم يقاتلون، حتى تحقق لهم النصر. وهكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم أشجع

الناس، فتعلم الصحابة الشجاعة منه، وكانوا قادة أَكْفَاء وقدوة في التضحية والفداء.

شجاعة الصحابة:

ضرب الصحابة أروع الأمثلة في الشجاعة، ومن هؤلاء الصحابة:

عمرو بن الجموح: منعه أبناؤه من الاشتراك في ميدان القتال؛ لأنه لا يستطيع السير على ساقه العرجاء، فقال لهم: والله، إني أريد أن أطأ بعرجتي

هذه الجنة. واستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في القتال فأذن له وذهب إلى ميدان المعركة فقاتل بشجاعة؛ حتى نال الشهادة في سبيل

الله.

علي بن أبي طالب: تربى على الشجاعة والإقدام منذ صغره، وضرب لنا وهو صغير مثلا رائعًا في الشجاعة عندما نام في فراش الرسول صلى الله

عليه وسلم أثناء الهجرة؛ فعرَّض نفسه للموت بسيوف المشركين، ليُسَهِّل مهمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته إلى المدينة سالـمًا.

عبد الله بن رواحة: صحابي جليل جاهد في سبيل الله، واستشهد في معركة مؤتة، وقبل أن ينال الشهادة أخذ يخاطب نفسه ويحثها على القتال،

فيقول:

أقسمتُ يا نَـفْسُ لتَنْـزِلِـنَّــهْ

ما لـي أراك تكرهيـن الجنَّــةْ

يا نفـسُ إلا تُقْتَلـِـي تمـوتـي

هـذا حِمامُ الموت قد صَلِيــتِ

وما تمنيـتِ فـقـد أُعْطِيــتِ

إن تفعلي فِعْلَهُمَـا هُـدِيـــتِ

وكان عبد الله يتمنى الشهادة، ويريد أن يلحق بصاحبيه زيد بن حارثة

وجعفر بن أبي طالب -شهداء مؤتة-، وبالفعل خاض المعركة، وأبلى في تلك الغزوة بلاءً حسنًا حتى فاز بالشهادة في سبيل الله، ولحق بصاحبيه في

الجنة.

خالد بن الوليد: أطلق الرسول صلى الله عليه وسلم على خالد بن الوليد سيف الله المسلول لشجاعته واستبساله في الحروب، وعند موته كان حزينًا

لأنه لم يمت شهيدًا في ميدان القتال، وقال: ما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، وها أنذا أموت على فراشي

حَتْفَ أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء.

أبو ذر الغفاري: عرف بشجاعته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ حيث كان يدافع عن الفقراء، ويطلب من الأغنياء أن يتصدقوا ويخرجوا زكاة

أموالهم التي هي حق الفقراء، وكان يقول: بَشِّر الكانزين الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاوٍ من نار تُكْوَى بها جباههم وجنوبهم يوم القيامة.

نساء الصحابة:

اتصفت نساء الصحابة -رضي الله عنهن- بالشجاعة والإقدام، فكن يشتركن مع المسلمين في المعارك، ويقمن بإعداد الطعام

للمقاتلين، وتجهيز الماء لسقي الجنود، ومداواة الجرحى والمرضى، حتى اشتهر من هؤلاء النساء السيدة أم عمارة نسيبة بنت كعب، والسيدة أم

عطية الأنصارية، والسيدة أم سليم، والسيدة ليلي الغفارية، وغيرهن -رضي الله عنهن-.

وذات مرة قابلت الصحابية الجليلة خَوْلَة بنت ثعلـبـة -رضـي الله عنها- أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وظلت تنصحه، وتعظه، وهو

واقف لا يتحرك من أمامها، وينصت لكلامها حتى انتهت من نصيحتها.

أطفال الصحابة:

أظهر كثير من الأطفال حزنهم لعدم اشتراكهم في المعارك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيحكى أن عمير بن أبي وقاص -

وكان صغيرًا- اختبأ في صفوف الجيش حتى لا يراه الرسول صلى الله عليه وسلم فيرده لصغر سنه، وحينما طلب منه الرسول صلى الله عليه وسلم

أن يرجع بكى؛ فسمح له الرسول صلى الله عليه وسلم بمصاحبة الجيش.

أنواع الشجاعة:

الشجاعة لها أنواع كثيرة، منها:


الشجاعة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغضب إلا إذا انْتُهِكَتْ حرمة من حرمات الله، أو ارتكب أحد

الناس منكرًا بأن فعل معصية، فيأمره الرسول صلى الله عليه وسلم بالخير، وينهاه عن المنكر والمعصية، وقد تعلم صحابة النبي صلى الله عليه

وسلم ذلك منه.

وقد أمر الله -سبحانه- بهذا النوع من الشجاعة، إذ وجهنا سبحانه إليها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال: {الذين إن مكناهم في الأرض

أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور** [الحج: 41]، وقال كذلك: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من

كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون** [التوبة: 122].

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (قل الحق، ولو كان مرًّا) [أحمد]. وقال صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم

يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) [مسلم].

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الرجل الذي يعظ ولي الأمر وينصحه في لين ورفق له أجر عظيم وجزاء وفير من رب العالمين، يقول النبي

صلى الله عليه وسلم: (سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر، فأمره ونهاه فقتله) [الحاكم].

الشجاعة في طلب العلم: المسلم يسعى دائمًا إلى طلب العلم، ويسأل ويستفسر عما لا يعرفه؛ لأن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة،

وكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه، ويستفسرون منه عما لا يعرفونه دون خجل؛ وكان الرجل منهم والمرأة -رضي الله عنهم-

في ذلك الأمر سواء.

الشجاعة في الاعتراف بالخطأ: المسلم دائمًا يميل إلى الحق والصواب، وإذا أخطأ يسارع بالاعتراف بخطئه والندم عليه والتوبة إلى الله منه. ومن

ذلك موقف سيدنا آدم -عليه السلام- حينما أكل من الشجرة المحرَّمة وعصى ربه، فسارع بالاعتراف بخطئه واستغفر ربه حتى تاب الله عليه.

كذلك نبي الله يونس -عليه السلام- حينما التقمه الحوت، لجأ إلى ربه ذاكرًا مستغفرًا، حتى نجَّاه الله مما هو فيه، وكان يدعو ربه، ويقول: لا إله إلا

أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

وهكذا المسلم دائمًا يرجع ويعود إلى الحق، فإذا صدر منه ذنب أو خطأ فإنه يتوب ويعتذر ويعترف بخطئه.

الشجاعة في القتال: أمر الله المسلمين أن يستعدوا لمواجهة أعدائه، فقال تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به

عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم** [الأنفال: 60].

وأمر الله المسلمين أن يقاتلوا المشركين بقوة وثبات وهم يد واحدة، فقال الله تعالى: {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفًا كأنهم بنيان

مرصوص** [الصف: 4].

وقال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون** [الأنفال: 45].

وقال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفًا فلا تولوهم الأدبار** [الأنفال: 15].

والمسلم لا يخشى الموت في سبيل الله، فهي منزلة عظيمة عند الله -سبحانه-.

يقول الشاعر:

وإذا لـم يَكُـنْ للمــوتِ بُــدٌّ

فَمِنَ الْعَجْزِ أنْ تموتَ جَبـَـانَــا
 
كل ما أريد أن أقوله قد قيل
لكن أضيف نقطة مهمة في رأي
هي أن الشجاعة تصنع و كل شخص قادر عليها لكن يجب أن يكون عنده
مزيج بين الإيمان بما هو مقبل عليه و هذا الإيمان محله القلب و إعمال العقل لأنه هو
من سيعطك الضوء الأخضر
و شكرا لكم إخواني
و دمت لنا فخرا و إعتزازا تونيزيا سات





:kiss:
 
بارك الله فيك اخ محمد ياسين كفيت و وفيت
 
ماهي الشجاعة ياترى ؟
بدون تفلسيف ..الشجاعة هي الحياء
و قلّة الحياء هي الجبن
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار) [الترمذي والحاكم].
 
أعلى