تقبيل الأيادي

بداية سأحيلكم الى قولة للأديب الفرنسي الكبير بالزاك " لا تنظر الى الرجال و النساء إلا كوساءل ، و اعبد من تراه في منصب أعلى من منصبك و بامكانه أن يخدم مصلحتك، اعبده كالاله... و انسه إن سقط. "
أنا شخصيا أشد على يدي هذا المفكر الكبير لانه ضرب في الصميم..ألا تلاحظون اليوم أن جمهورا كبيرا من الناس أصبح يلهث وراء قضاء مصالحه بأي طريقة كانت..و أكرر بأي طريقة كانت ، حتى لو كانت تلك المصلحة على حساب مبادءه و تربيته و دينه و حتى شرفه..يقومون بكل شيء متاح لهم و يركعون لمن سيحقق لهم تلك المصلحة و يستجدون و يقبلون الأيادي و يذرفون بعض الدموع كما لو كانوا تماسيح و لا يخجلون من تقديم ما لذ و طاب من الهدايا و العطايا..ثم حينما تعاتبهم بعض الشيء ، يقولون لك يا صديقي هل نسيت أن الغاية تبرر الوسيلة ..ثم لا يترددون في نعتك بالرجعية و التخلف و عدم مواكبة العصر و إلى ما هنالك من هذه الجمل الببغاءية...
هنا أيها الأحبة أتساءل و كلي حيرة و اندهاش و كلي رغبة في البكاء : كيف تسول لهم انفسهم أن ينبطحوا و يهبطوا بمستوياتهم و مبادءهم الى هذه الدرجة..و كيف نسوا أو تناسوا أن من اعتز بغير الله قد ذل...
هذا شكل آخر من الممارسات التي تقود الشعوب الى التقهقر و الافلاس...ما رأيكم ؟

 

بدايةً لقد اختزلت في الموضوع مجموعة من المظاهر الإجتماعيّة ( النّفاق الإجتماعي ، الوصوليّة ، الإنتهازيّة ...) قد تكون مسمّيات لمُسمّى واحد.
هي ليست جديدة ولكنّها تتشكّل في مواقف متعدّدة حسب الزّمن وللأسف في موروثنا الإجتماعي العديد من الأمثال الشعبيّة التي تدعم هذه السلوكات وتبرّرها ( بوس القرد من فمّو حتّى تقضي حاجتك منّو / إلّي تراه راكب على فُرْكة قلّو مبروك الحصان / إذا ذيل الكلب يقطّعك من الواد آش يهمّك في ....)
عندما تسيطر فكرة على الأذهان تصبح قانون في لاوعي النّاس وتحكم تصرّفاتهم.

​

 

للأسف يا صاحبي هذاكا حال أغلبيّة البشر في هذا الوقت ( نحكي مسلمين و غيرهم ) الاّ من رحم ربّي...
و نحبّ نشكرك على مواضيعك في الفترة الاخيرة على خاطر حسيّت فيهم تغيير على قبل (للأحسن بالطبع)...

 

أنا منافق .. إذن أنا موجود
هذا هو شعارهم
أنا مخادع.. إذن أنا موهوب
هذا هو منهاجهم
أنا كاذب.. إذن أنا محبوب
هذه هى عقيدتهم
*******
من هم ؟؟
سنعرفهم بعد قليل
ما عنوانهم ؟؟
فى ظلامات أرض الخديعة
شقوا لأنفسهم فيها الأنفاق
استطوطنوها، عشقوا ظلامها، كما تعشق الأفاعى جحورها
وببراعة وتمكن واقتدار المحترفين
عرفوا كيف يكون ظهورهم للنور
فى الوقت المناسب
فى المكان المناسب
أمام الشخص المناسب
*******
أين يتواجدون ؟؟
هنا وهناك
ستجدونهم فى كل مكان
ما أكثرهم حولنا بأقنعتهم الزائفة وابتسامتهم الباهتة
ما أحقرهم وقد تواطئواعلى طمس الحقيقة وتزيين الباطل
ما أعجبهم وقد انتهجوا الغش والخداع والزيف طريقا إلى القمة
*******
ما صفاتهم ؟؟
الكذب
الغدر
الخيانة
المداهنة
الخداع
التزييف
إذا تحـدثوا كــذبوا
إذا وعـدوا أخــلفوا
إذا خاصموا فجروا
إذا ائتمـنوا خــانوا
إذا صادقوا غـدروا
إذا استشيروا داهنوا
إذا ابتسموا خادعوا
*******
هل عرفتوهم الآن؟؟
نعم إنهم المنافقون
انظر حولك ..
المنافقون من حولك
انظر حولك ..
تجدهم فى كل مكان و فى كل زمان
بداية من بطانة الحاكم إلى أصغر دائرة أو شركة أو مصنع
هل ترى فيهم سوى تقدم المنافقين ؟؟
هل ترى سوى الانحناءات المصطنعة والاحتشام المتكلف والأدب الزائف؟؟
هل تخلوا من مرؤس منافق و رئيس اعتلى بالنفاق مكانة تفوق حجمه و موهبته؟؟
*******
انظر حولك ..
فى دور العلم
هل ترى حتى فى العلم صدق ؟؟
هل تخلوا مدرسة أو جامعة أو معهد من نفاق طالب مع أستاذه أو أستاذ مع رئيسه
سواء كان ناظر مدرسة أو عميد كلية أو أى شخص يندرج فى قائمة الرؤساء؟؟
*******
انظر حولك ..
فى وسائل الأعلام بمختلف أنواعها .. حيث يبدع أرباب القلم والفكر والفنون
هل يخلوا الأمر من المنافقين ؟؟
هل ستجد شئ سوى الثناء و التضليل و أقوام ترفع على حساب الآخرين؟؟
هل يسهل التمييز بين الصادقين و المخادعيين؟؟
هل تجد إلا أنصاف الموهوبين وقد حلو مكان من هم أجدر منهم؟؟
*******
انظر حولك ..
فى الأسواق
كيف تباع البضاعة الكاسدة إلا بمعسول الكلمات و ببراعة تاجر برتبة منافق محترف؟؟
*******
انظر حولك ..
حتى فى بيتك ووسط عائلتك ومجتمعك وجيرانك
من منا لم يلجأ لحفنة نفاق تحت مسمى آخر يقولون عنه المجاملة ليصل لى مطلبه عند من يتولى أمره أو يكبره مكانة أو سنا
*******
انظر حولك ..
هنا.. و هنا.. وهناك
ستجد من يقول لك إن احتاج الأمر
أنت الأذكى
أنت الأقوى
أنت الأجمل
أنت الأصوب رأيا
أنت الأعظم موهبة
أنت أستاذى
أنت أخى
أنت فنان
أنت مبدع
أنت وأنت وأنت
ولا تنخدع عندما يقول لك أحدهم أيضا
أنت حبيبى
فالنفاق فى الحب أكثر أنواع النفاق شيوعا
والمنافقون باسم الحب ما أكثرهم
ولأن الانسان بطبيعته ضعيف أمام النفاق
سيطربك سماع الثناء والحب الزائف فى البداية
و لكن ..
من منا يستطيع التمييز بين النفاق وبين اللا نفاق؟؟
من منا يستطيع التمييز بين المشاعر الصادقة وبين الرياء الزائف ؟؟
من منا يمتلك جهاز استشعار حساس يفرق به بين الحق والباطل و بين الطيب والخبيث؟؟
*******
أتعلمون من الذى يمتلك هذا الجهاز العجيب ؟؟
إنه من عرف قدر نفسه و حجم موهبته و مكانته
من وضع ذاته فى مكانها الصحيح ووضع غيره فى مكانه الصحيح
من وهبه ربه رجاحة العقل وصفاء القلب و صدق اللسان
من كانت أقواله تطابق أفعاله
لا يقول ما لا يفعل
ولا يفصح إلا بما يشعر
و لا يعرف للخيانة طريق
لا يكذب و لا يداهن و لا يخدع
كل عمله محوره الله
كل أحاسيسه و مشاعره تستشعرها القلوب قبل العيون
*******
إنه هنا بيننا
فهل أنت هو ؟؟؟
*******
أنا منافق .. إذا أنا موجود
هذا حالهم اليوم و غدا و ربما بعد الغد
ولكن .. مهما ارتفعوا للقمة سيبقون فى ظلمات الأنفاق
سيظلون تحت الأرض كالأفاعى.. تستبيح النور فقط لمداهمة فريستها
*******
أيها المنافق
نعم.. ستظل موجود
و لكنك ستظل أيضا.. أحقـر من فى الوجـود
ما أكثر النفاق فى حياتنا.. والله فوق هذا يقول "
فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ"
"أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً " صدق الله العظيم
​

 

سياسة تقبيل الايادي شئ ليس بجديد على جميع الشعوب وفي كل المجالات...حتى بالبيت الا ترو ان ابنائنا يستفزوا حبنا لهم وخوفنا عليهم ويستغلوننا في تحقيق الكثير من طلباتهم...بالطبع ليس الجميع...اذا للاسف هكذا هي اصبحت الحياة اليوم..ومن لا يقبل الايادي لا يحقق المراد...

 

merci ami


لشكر الكاتب إستعمل خاصية الشكر. ردود الشكر ستحذف و ينجر عنها الإيقاف.

 

الغاية تبرر الوسيلة و مهما كانت هذه الوسيلة من إستجداء أو تقبيل الأيادي فهي عادة أصبحت موجودة لدى الكثير من الناس الإنتهازيين و الذي يمشي بقانون مصلحتي فوق كل إعتبار و على حساب أيٍ كان و هاؤلاء الأشخاص آخرتهم وشيكة و لو بعد حين و ما بُنِيا على باطل فهو باطل و يمكن اليوم تجيني تتبكى و تتشكى و تعديها عليا و تخرج من عندي تضحك على خاطر عديتها عليا أما متفرحش ياسر الكذب حبله قصير و ليوم عديتها عليا لكن غدوة مستحيل تعديها عليا أو على غيري و وقتها الناس تنبذه و معاتش تتعامل معاه و الله يسترنا من تلك النوعية من الناس
​

 

اريد ان اقول لك ان الامر اكبر من هذا بكثير..ما تتحدثين عنه يمكن ان نسميه دلالا من طرف الاطفال بغاية اشياء بسيطة مثل الحلوى..او 1000 مليم...الشيء الذي اتحدث عنه يتعدى حدود الاطفال..ليصبح ضاهرة سوسيولوجية عامة...اعتقد ان اي عالم و باحث في السوسيولوجيا لن يقول ما قلته انت ايتها الاخت.. انا لم اقصد البيت اطلاقا..قصدت ما يقع خارجه من اشياء يندى لها الجبين...

ان شاء الله نكون غالط في فهمي لكلامك هذا...اشتم من كلامك هذا راءحة موافقة ضمنية لهذا الشيء...و كانه وباء لا علينا الا تقبله...و كانه شيء مفروض علينا فرضا..بالله عليك لو تكلم كل شخص بهذه الطريقة و ردد تلك الجملة مرارا و تكرارا امام اولاده و بناته..اعتقد ان هذا الشيء سيغرس اليا في اذهان هؤلاء الاطفال و في وجدانهم ليصبح حقيقة لا مفر منها...و في ذلك تشريع لهذه الضاهرة و محاولة غير مقصودة في الابقاء عليها حية...
ليكن في علمك ايتها الاخت ان الالاف من الشرفاء في هذا العالم الفاسد يحققون مرادهم بكل شرف و بكل فخر و لا يسقطون و لا يقبلون الايادي...

 

​

فقدان الإعتزاز بالذات و عدم الرضا بالمذلة عاملان مفقودان في يومنا هذا

كان الترقية ولا المصلحة تتقضى هكاكا السماح

لا محالة ولا عادي تو , يقلك شنعمل صغار و عايلة ولازم نعيشهم

يرضى يعيشهم بالذل

لحاصل نسو ربي, الي يقضي لحاجة و شدو في عباده

 

ماللذي تقصده بكلامك يا أخي med yassin و لماذا بنيت حوارك على المقطع الأول من كلامي و تغافلت عن الباقي هل في كلامي تلميح إلى أني من المؤيدين لهاؤلاء الإنتهازيين أم ماذا أرجوا منك التوضيح مع الشكر