فرض الله على المؤمنين في كتابه العزيز وجوب الصّلاة على النّبي و أنزل في ذلك الآية المباركة التالية:
"إن الله و ملائكته يصلُّون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما"
الأحزاب 33
و تخبر هذه الآية بأنّ الله تبارك و تعالى يصلّي هو و ملائكته على النّبيّ محمّد. و في القسم الثاني منها أمر للمؤمنين بوجوب الصّلاة على النّبي الأكرم.
و لقد أوضح الرسول في أحاديث صحيحة و متواترة الكيفيّة التي يجب على المسلمين أن يصلّوا عليه بها و هي أن يقولوا "اللهمّ صلّ على محمّد و على آل محمّد" و لم يرو عن الرّسول أنّه طلب من المؤمنين أن يصلّوا على أصحابه أو على التّابعين أو غيرهم أبدا.
و قال ابن كثير في تفسير الآية المباركة:
-----------------------------------------------
وَقَدْ جَاءَتْ الْأَحَادِيث الْمُتَوَاتِرَة عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَمْرِ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ وَكَيْفِيَّة الصَّلَاة عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَذْكُر مِنْهَا إِنْ شَاءَ اللَّه مَا تَيَسَّرَ وَاَللَّه الْمُسْتَعَان قَالَ الْبُخَارِيّ عِنْد تَفْسِير هَذِهِ الْآيَة حَدَّثَنَا سَعِيد بْن يَحْيَى بْن سَعِيد أَخْبَرَنَا أَبِي عَنْ مِسْعَر عَنْ الْحَكَم عَنْ اِبْن أَبِي لَيْلَى عَنْ كَعْب بْن عُجْرَة قَالَ : قِيلَ يَا رَسُول اللَّه أَمَّا السَّلَام عَلَيْك فَقَدْ عَرَفْنَاهُ فَكَيْف الصَّلَاة ؟ قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِ مُحَمَّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى آلِ إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِ مُحَمَّد كَمَا بَارَكْت عَلَى آلِ إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد...
-----------------------------------------------
و لم يذكر ابن كثير و لا غيره من المفسّرين والمحدّثين بأن الرّسول أمرنا أن نصلّي على صحابته أو على التابعين.
و هنا أذكّر إخواني.. بأنّ العبادات "توقيفيّة" أي لا يجوز الإجتهاد فيها مطلقا.. يعني أمرنا الله بالصلاة على النبيّ, فهو فرض.. و وضّح انا النّبيّ الكيفيّة التي يجب أن نصلّي بها عليه.. و لذا فينبغي علينا الإلتزام بما ورد عن الرّسول و لا نتفلسف أو نضيف أي شيء في أمور ديننا الحنيف.
طبعا.. نحن نحترم صحابة الرّسول الذين اتّبعوه و نحترم التّابعين و تابع التابعين و الأولياء و الصّالحين الذين ساروا على نهج الرّسول.. و لكن ليس معناه أن نصلّي عليهم مع الرّسول و آل الرّسول.. لأنّ العبادات كما قلت آنفا توقيفيّة فلا تجتهدوا فيها بآرائكم بارك الله فيكم.
و شكرا