المفهوم الصحيح لحب الوطن

]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُـمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَـازَ فَوْزاً عَظِيماً[. [الأحزاب:70-71].

الوطنية: صفة، وهي: العاطفة التي تُعبِّر عن ولاء المرء لبلده. بمعنى: أن الوطنية؛ هي: قيام الفرد المسلم بحقوق وطنه المشروعة في الإسلام.

حب الوطن غريزة متأصلة في النفوس، تجعل الإنسان يستريح إلى البقاء فيه، ويحن إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هُوجم، ويغضب له إذا انتُقص. أخرج الترمذي، وابن حبان، والحاكم، والبيهقي في "الشعب"،والمقدسي في "المختارة" بسندٍ صحيح من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى لله عليه و سلم  قال في حق مكة عند هجرته منها: (ما أطيبك من بلدة وأحبك إلي ولولا أن قومك أخرجوني ما سكنت غيرك).
وحيث أن حب الوطن غريزة في الإنسان، فقد دعا النبي صلى لله عليه و سلم  من ربه بأن يرزقه حب المدينة لما انتقل إليها، فقد أخرج الشيخان من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله  قال: ( اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد).

​

وكما أن محبة الأوطان مشروعة، إلا أن الغلو في محبتها لا تجوز. فنحن أمة وسطاً في جميع جوانب الدين، بل نحب وطننا حباً شرعياً، يكون تحت مظلة محبتنا لديننا.
وهنا ثمّ تنبيه، من الواجب التعريج عليه، وهي مقولة منتشرة ومشتهرة بين الناس، وعلى ألسنة العوام، قوله: "حب الوطن من الإيمان"، وينسبونها إلى النبي صلى لله عليه و سلم ، وهي ليس بحديث، بل هي كذب وافتراء على النبي الكريم ، وإليك أقوال أهل الاختصاص من المحققين ، أهل الحديث.
قال الصاغاني: فمن الأحاديث الموضوعة قولهم: (فذكره ورقمه 81).
وقال السيد معين الدين الصفوي: ليس بثابت.
وقال خاتمة المحدثين وإليه انتهى علم هذا الفن الشريف في هذا العصر، الشيخ الألباني في "الضعيفة": موضوع، كما قال السخاوي وغيره.

مع التأكيد على حبنا لجميع البلاد الإسلامية وأهلها هم أهلنا، ففرحهم فرحنا ، وألمهم ألمنا ، فعن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهموتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) رواه الشيخان .


إن حب الوطن بمعانيه ليس هتافاتوشعارات تستهلك في الاحتفالات، إنه الحب الذي يدفع الإنسانلتحصين وطنه من الفواحش والمعاصي والمنكرات ، وهل من الوطنية إغراق الوطن بالفسق والفجور والرذائل بحجة الاحتفالات أو التنشيط السياحي وانتعاش الاقتصاد ؟! فلا أمن للوطن بدون الإيمان الصادق ، ولا عزة للوطن بغير الإسلام . قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما فتح القدس : [ نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة بغير الإسلام أذلنا الله ] . فلا ينبغي علينا أننَحْصِرُ حب الوطن في الاحتفال، أو بتعليق الأعلام على الجدران وعلى السيارات،


إخواني في الله : اعلموا أننا جميعاً في هذه الدنيا غرباء،وأن هذه الغربة سرعان ما تنقضي ونرجع إلى وطننا الأول. الذي أعدّه الله سبحانه وتعالى لنا قبل أن يخلقنا. إنه وطننا الحقيقي والأبدي إنه الجنة التي خلق فيها أبونا آدموأمنا حواء، ومنها نزلا، ونحن ذريتهم، نَحِنُّ إلى وطننا الحقيقي. وقد أُمرنا بالتجهيز والعمل الجاد للعودة إلى دارنا ، دار الخلد والنعيم ، دار القرار.. ( فهل من مشمّر لها ؟ ) ، إن ثمن الدخول إليها يسير، فما عليك إلا أن تتقي الله عز وجل وأن يكون هواك تبعاً لما أرسل به نبيك محمد صلى لله عليه و سلم ​

 

أينما أجد كرامتي أجد وطني. و ان ضاعت كرامتي ضاع وطني

 

وطني وإن جار علي فهو عزيز

 

أبذل كل جهدي وزيادة لأستعيد كرامتي في وطني لأجد وطني الضائع.
و من قال أنه اذا ضاع عني أصبح غير عزيز
هل اذا ضاع عنك ابنك يصبح غير عزيز
​

 

ما قصدته أنّ الوطن يبقى الوطن سوى وجدت فيه كرامة أو لا
في عديد من البلدان عندما يتعرّض الوطن لحرب أوّل من ينبري للدفاع عليه من كانو في المعتقلات
الشعور بالإنتماء في حدّ ذاته جزء بالكرامة وهذا الشعور لا يمنح ولا يسلب هو شعور فطري مغروس فينا ووهبه الله لنا ومن أجل هذا ينبذ الخائن في كل التشريعات السماوية والوضعية لأنّه تجاوز ناموسا طبيعيا

 

اذا كنت تقصد بالوطن قطعة الأرض التي وضع اسمها على شهادة الميلاد فعلينا أن نوضح مفهوم الوطن أولا
​

 

هو بالأساس قطعة الأرض

قطعة الأرض الّتي ذهب فداها الشهداء
وهناك بلدان أخرى مازالت تقدّم الشهداء من أجل قطعة الأرض

لأنّ قطعة الأرض بل حبّة الرمل التي هي على قطعة الأرض هي أساس وجدي ووجدك

عفوا لكن لتصوّر الأمور بكلمات كقطعة أرض أو خرقة قماش لترمز للعلم وإلّا لماذا تثور ثائرة المسلم حين يقال له الحجاب خرقة قماش؟؟

 

ما هو الوطن؟!.. هل هو الشعب؟!.. أم الأرض التي يعيش فوقها الشعب؟!.. وهل ما يقال من المسؤولين نحن نعمل من أجل الوطن يقصدوا بذلك الشعب أم الأرض؟!.. إن الأرض لن تجوع ولن تمرض ولن تتعرى، وإن الشعب الذي يعيش على الأرض هو الذي يمرض ويجوع ويتعرى، ويحس بالحرمان وهو يرى عالم الخيال من حوله في ظل عالم التكنولوجيا في هذا العصر.

 

الفايدة مش في الكلام, الفايدة كيف تستحقك بلادك تلقاك, هذيكة الوطنية

 

من أين تأكل من الأرض
أين تسكن على الأرض
يعني الشعب الفلسطيني شعب لكن الآن لا يوجد وطن اسمه فلسطين إلى أن يأتي وعد الله

قد تتعدّد الشعوب على نفس الأرض قد تمرّ عديد الحضارات على نفس الأرض لكنّها تبقى إلى أن يرث الله الأرض وما عليها

من هنا مرّ اللوبيون والفينيق والنورمان والرومان والعرب والترك والعجم لكن بقت الأرض وأبقت آثارهم
كذلك سوف نمرّ نحن ولن يبقى منّا إلّا بعض الآثار هذه سنّة الله في خلقه
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حينما أحبّ مكّة لم يحبها من أجل أهلها فهم مشركون بل لأنّها الأرض الّتي فيها ولد

عفوا لا نريد أن نكون مجموعة مرتزقة تعيش على الأرض إذا حضر مصلحتهم يحبونها وإذا غابت غيّبوها

بالنسبة لي الأرض هي الأصل في المواطنة لأنّ المواطنة انتماء بالأساس انظر معي
نحن نقول الشعب التونسي أو شعب تونس أي ينسب الشعب إلى الأرض
لنذهب أكثر من ذلك أنا من القيروان إذا أنا قيرواني ومن هنا جاءت بعض الألقاب الّتي تنسب الناس إلى مسقط رأسهم فتجد دار القروي والمستيري والبنزرتي إلخ ..