الطفل و التليفزيون

mejdica

نجم المنتدى
إنضم
12 جويلية 2007
المشاركات
2.343
مستوى التفاعل
2.804
لا شك في أن التليفزيون قد أصبح اليوم مهماً، ليس في المجال الإعلامي فقط ولكن أيضاً كعامل من العوامل ذات التأثير البالغ في التنشئة الاجتماعية للطفل، فم يعد التليفزيون، يعد من الكماليات في بيت الرجل العادي بل أصبح وجوده من الانتشار بحيث لا يمكن إغفال تأثيره على كل من الصغير والكبير سواء بسواء. ما الذي يفهمه الطفل ما قبل المدرسة مما يعرضه التليفزيون؟ إليك بعض الحقائق المهمة في هذا الصدد: · إن ما يدركه طفلك مما يعرض عليه في التليفزيون من أفلام أو تمثيليات خاصة بالكبار لا يعدو كونه مجموعة من الأحداث المتتابعة بغير ارتباط، وليس قصة في سياق واحد لها بداية ووسط ونهاية. فقط عندما يصل الطفل إلى سن الثامنة أو التاسعة فإنه عندئذ يستطيع أن يتتبع تفاصيل قصة بسيطة ذات أحداث واقعية. · الطفل في هذه المرحلة لا يستطيع أن يتخذ وجهة نظر شخص آخر غير نفسه، وعلى ذلك فهو لا يستطيع أن يضع نفسه في موقف شخصية ما من الشخصيات المعروضة عليه، حتى يمكنه أن يفهم نوايا ودوافع تلك الشخصية. · طفل ما قبل المدرسة وإن كان يفتقر إلى القدرة على تتبع سياق القصة وعلى فهم نوايا ودوافع شخصياتها إلا أنه مع ذلك يُبهر ببعض الشخصيات التي تعرض عليه ويميل إلى تقليدها، فالأبطال من أمثال الرجل الخارق "السوبرمان" و "المرأة الساحرة" تشكل بالنسبة له خيالاً يعوضه عما يشعر به في حياته الواقعية من الشعور بالعجز وقلة الحيلة. ومن هنا كان خطر تقليد تلك الشخصيات دون حرص أمراً وارداً باستمرار لدى أطفال هذه المرحلة. · إن هناك تأثيراً واضحاً على سلوك أطفال هذه المرحلة من مشاهدة أفلام العنف والعدوان المعروضة بالتليفزيون، ويبدو هذا التأثير على الأقل في المدى القصير لسلوك هؤلاء الأطفال. · إن معاقبة المعتدي أو مرتكب العنف في نهاية فيلم مليء بالعنف والعدوان لا يعني شيئاً بالمرة بالنسبة لطفل هذه المرحلة، ذلك أن الطفل في هذه المرحلة لا يستطيع أن يتتبع سياق القصة كما سبق أن ذكرنا، وإنما يدرك المشاهد كما لو كان كل منها مستقلاً عن الآخر لا تربطه به رابطة. وعلى أساس هذه الحقائق نود أن نسدي بالنصائح الآتية: · إن الموقف يقتضي منا شدة العناية باختيار البرامج التي تعرض على الأطفال عن طريق التليفزيون، أخبري طفلك عن البرنامج المناسب وموعده وبمجرد انتهائه يمكنك إغلاق التليفزيون. وبهذه الطريقة لن يشعر طفلك بافتقاده برنامجاً معيناً. · إن انتقاءك البرامج المناسبة لطفلك سوف يساعد على زيادة معلوماته عن العالم الخارجي، حيث تكون هذه البرامج بمثابة وقود لتفكيره، مثال ذلك مشاهدة برنامج عالم البحار أو عالم الحيوان، حيث يكتسب الطفل من خلالها خبرة ومعلومات عن الحيوان أو الأسماك لا يستطيع أن يكتسبها من خلال خبراته الواقعية في الحياة العادية. · امنحي طفلك الشعور بأن مشاهدة البرامج التليفزيونية ليست فقط للتسلية وقضاء وقت الفراغ، ولكنها نشاط إيجابي مفيد، وأن لهذا النشاط أهدافاً وأغراضاً، وذلك عن طريق مشاركته المشاهدة على قدر المستطاع ثم حاولي بعد ذلك مناقشة ما شاهدتموه معاً. · إذا كان الطفل يشاهد التليفزيون بمفرده، فإن درجة الاستفادة من البرنامج حتى لو كان تعليمياً تقل كثيراً عما إذا كان هناك من يشاركه المشاهدة. فإذا جلس الطفل بمفرده لمشاهدة البرنامج دون وجود أطفال آخرين يشاركونه المشاهدة يعلقون ببعض العبارات، أو مشاركة شخص كبير يقوم بإبداء بعض الملاحظات ويبدي رأيه حول البرنامج فإنه لن يستفيد بدرجة كبيرة، والعكس صحيح، فإذا كان هناك من يشاركه أصبح للبرنامج دور في خلق الأفكار والمناقشات، وبذلك يصبح له مردود مفيد وواضح. · بعض الآباء والأمهات يدع مشاهدة البرامج التليفزيونية تؤثر على بعض الأنشطة الأخرى مثل نظام ومواعيد تناوله الوجبات وأوقات النوم، وهذا يؤدي إلى إرهاق الطفل ويؤثر على جهازه الهضمي تأثيراً سيئاً. · مشاهدة التليفزيون تقلل وتحد من الوقت الذي يقضيه طفلك في اللعب الإبداعي. · مشاهدة التليفزيون تحد وتقلل من المحادثة والتفاعل الاجتماعي بين أفراد الأسرة. · إن الشخصيات التي يقدمها التليفزيون غالباً ما يكون مبالغاً فيها، مما يجعل الطفل يعتقد أن الأشخاص الذين يتعاملون معه في الحياة لديهم نفس صفات هذه الشخصية مما يؤثر على سلوكه تجاههم. · إن الطفل مقلد بارع بطبيعته، وعادة ما يظهر الخارجون عن القانون في البرامج التليفزيونية بمظهر الأبطال مما يجعل الطفل يقلدهم ويتوحد معهم. · بعض البرامج الترفيهية والكوميدية قد تحتوي على ألفاظ أو عبارات غير منتقاة أو عادات غير سوية، وقد يلتقطها الطفل ويقوم بممارستها. · يقدم التليفزيون نماذج سلوكية للجنسين، هذه النماذج قد تخلق لدى الطفل توقعات يمكن أن تكون في كثير من الأحيان بعيدة كل البعد عن الحقيقة. · إذا اهتم طفلك ببعض البرامج التليفزيونية فسوف تجدين لديه الدافع لمتابعة ما شاهده إما بالقراءة عنه أو بتوجيه الأسئلة للكبار عن هذا الموضوع. نقلاً عن كتاب العناية بالطفل
 
أعلى