- إنضم
- 12 نوفمبر 2007
- المشاركات
- 1.570
- مستوى التفاعل
- 5.395
بـســم الله الـرّحــمــــان الـرّحــيــــم
السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فارَقْتُهُ مُنذُ أعوامٍ، وآخرُ عهدي بـــهِ أنَّــهُ كانَ بِصَحَّتِـــهِ.. بِعُنْفُوانِ شَبابِهِ..واندفاعِ عزيمتهِ..
كـانَ يُنَشِّطُ كَسَلي وَخُمولي، بِنَشاطِهِ وإقبالِهِ عَلَى الخير...
كانَ يَنْفُضُ عَنِّي غُبارَ التّثاقلِ، والتَّباطُؤِ بإسراعِهِ وإقبالِهِ عَلَى الطّاعات...
لَطــالَما أَخَــذَ بِيَديَ..نَحْـــوَ عالـــمٍ آخــر...
لا يَمَـــلُّ وَلا يَضْجَرُ مِنْــــهْ..
لَكِنَّني في يَوْمٍ مـــا..استَبدَلتُهُ بِآخَـــرْ...
مُريــحٍ..
أوْ بمعنىً أصــحّ..كَسول..
كُلَّما أَرَدْتُ الإقبالَ عَلَى الخَيْرِِ..جَرَّني إلى هاوِيَــةِ الغَفْلَةِ
فازدَدْتُ دَفناً تحتَ الغبــار..
غبــارَ التكاسُلِ والغفلة..
ومَـــرَّتِ الأيامُ تَجُـــرُ مَـــنْ بَعدَها..
بينما نَحـــنُ نِيام..
واليـــومَ،
وَبَعـــدَ أعوام...
لَمَحتُــــهُ...
لَـــم أتَعَرَّفُ إليـــهِ للوَهْلَةِ الأولى..
أمعنتُ النَظَرَ أَكْثَـــرَ فَأَكْثَـــرْ...
لا زالــت ذاكرتي المُغبَرَّةُ لا تُسعِفُني...
أَغمضْتُ عَينَـــيَّ فـــي محاولةٍ يائسةٍ للتذكُّـر..
نَعَـــمْ، تذكَّرتُـــهُ !
إِنَّـهُ...!
لَـكِـــنْ ..
مـــا الذي غَيَّـــرَهْ ؟!
مـــا بالُـــهُ أَصبحَ مُصفَرّاً يابساً كأوراقِ الخريف ؟!
لـــو أقبلتُ إليهِ أُمسكُهُ تفتَّتَ بيــنَ أصابعي لشدَّةِ جفافِهِ !
ظهـــرُهُ قَـــدِ اعـــوَجْ
شـــابَ شَعرُهُ، وضَعُـــفَ بَصَرُهْ..
وكأنني قـــد فارقتُهُ منذ مائةِ عامٍ، وَلَيسَ بِضعَةِ أعوام ...!
أرعبتني نظراتُهُ؛
كأنَني مَـــنْ ظَلَمَهُ،
مَـــنْ قتلَ لَهُ حبيباً،
مَـــنْ سَلَبَهُ عِــزَّهْ وَمُلْكَهْ...!
تَقَدَّمتُ إِلَيْهِ بِكُلِّ مـــا أَمْلِكُ مِـــنْ مَشَاعِرٍ باردة قاسية..
برودة الثّلج و قسوته
قُلتُ لَــهُ : كيفَ حالُكَ يا فلان ؟
فطأطأ رَأْسَهُ.. لا أدري .. أحزناً، أم تعباً أم غضبا..!!
وَسالَتْ عَلى خَدِّهِ دمعة .. أذابت بِحرارتِها الصَّقيعَ الذي يُعَشِّشُ بينَ جَنْبَيّ ،
شَعُـــرْتُ بحرارتهـــا...
وَشَعُرْتُ بأن قلبيَ تعلَّقَ بها،
وَعقدتُ العزمَ ألاّ أتركَهُ إلاّ و فد باحَ بما يثقلُ كاهلُهُ الهَرِمَ..
ألححتُ عليهِ بالسؤالِ،
حتّـــى أجابني بما فَجَّرَ في فؤادِيَ الأشجان..
أتذكُرَ يومَ كذا ؟؟؟
يوم كُنَّـا، وَيومَ كُنَّـا ؟!
أتذكُرَ هِمَّتَنـــا ؟!
أتذكُرَ عزيمتنا ؟!
أتذكُرَ إقبالُنا على الله ؟!!!
فأخذَ يسترجِعُ مِـــنَ الماضِــيَ صفحاتٍ كنتُ قد أطفأتُ نورَها بداخلي منذ مدة.
فما زالت كلماتُهُ تخترقُ كُلَّ خليةٍ فيّ ..
تضئُ مِنِّــي كُلَّ ناحيةٍ مِـــنْ رُوحي..
شَعُرْتُ بـــي..
كبيتٍ كبيرٍ من زجاج،
رائعِ البنيان؛
لكنَّهُ مظلمٌ موحشُ،
فدخلَ إليهِ مَــنْ أنارَ كُلَّ مصابيحهُ فتحوَّلَ إلى جوهرةٍ وَسَطَ الظلام..
بكيتُ بكاءاً شديداً..
بكيتُ شوقاً لتلكَ الأيام..
بكيتُ خوفاً مِمَّـــا ارتكبتُ مِـــنْ آثام..
بكيتُ توبةً...
بكيت عودةً..
بكيتُ نيةً لنفضِ الغبارِ الذي كدستُهُ على بصري و فؤادي طويلاً..
ونِـيَّةً فـــي إحياءِ مـــا قـــد مَضَـــى...
ها أنا ذا ، وذاكَ الرفيقُ الذي بغفلتي وذُنوبي شاخَ وَهَرِمْ..
ذاكَ الّذي كانَ إيمانـــي...!
و قد عاد..
مَـــنْ توقفتُ معهُ عندَ محطةٍ منذُ مدةٍ طويلة،
ثُـــمَّ تركته وذهبت..
ظَلَّ ينتظرُ حَتَّـــى مَلَّ الانتظار..
فعادَ إلَـــيَّ فـــي هذهِ الأيامِ المباركةِ..
لَعَلَّ رحمةَ اللهِ تعيدنا للقاء...
فَكانَ اللقاء...
عاهدتُهُ علــى العودةِ بعزيمةٍ جديدة...
وإقبالٍ شديد..
وصحبـــةٍ طيبـــة...
لَعَلَّ الشبابَ يعودُ لَهْ...
فَيَشُبُّ بشبابِهِ قلبي...
فأحيا بهذا النورِ ما دُمْتُ حَياً..
فأمامي ظلمةٌ شديدة..
لا يملِكُ تبديدُها إلا إيماني...
أخـي، أوصي نفسي و إيّاك خيرا بإيمانِنا...
لا تَتْرُكْهُ يَهْرُمْ..
فَتُلْقَى في ظلمةٍ أوَّلها قبرٌ ضَيِّقٌ، وآخرها جَهَنَّمُ المظلمة، أعاذنا الله إيّاها..
وتسلَّح بهذا الصّاحبِ الغالي...
فما هِيَ إلا أيَّامٌ، بعد توبتك، إلاّ وَ أقبِلَ عليكَ من يَغُرُّكَ ويفتنكَ ويخدعكَ بما عندهُ مِنْ شهواتٍ وَلَهو..
تَحَصَّنْ مِنْهُ بالدّعاء..
وَرَدِّدْ في نفسِكَ دوماً :
"يا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قَلْبِيَ عَلَى دِينِكْ "
كانَ يَنْفُضُ عَنِّي غُبارَ التّثاقلِ، والتَّباطُؤِ بإسراعِهِ وإقبالِهِ عَلَى الطّاعات...
لَطــالَما أَخَــذَ بِيَديَ..نَحْـــوَ عالـــمٍ آخــر...
لا يَمَـــلُّ وَلا يَضْجَرُ مِنْــــهْ..
لَكِنَّني في يَوْمٍ مـــا..استَبدَلتُهُ بِآخَـــرْ...
مُريــحٍ..
أوْ بمعنىً أصــحّ..كَسول..
كُلَّما أَرَدْتُ الإقبالَ عَلَى الخَيْرِِ..جَرَّني إلى هاوِيَــةِ الغَفْلَةِ
فازدَدْتُ دَفناً تحتَ الغبــار..
غبــارَ التكاسُلِ والغفلة..
ومَـــرَّتِ الأيامُ تَجُـــرُ مَـــنْ بَعدَها..
بينما نَحـــنُ نِيام..
واليـــومَ،
وَبَعـــدَ أعوام...
لَمَحتُــــهُ...
لَـــم أتَعَرَّفُ إليـــهِ للوَهْلَةِ الأولى..
أمعنتُ النَظَرَ أَكْثَـــرَ فَأَكْثَـــرْ...
لا زالــت ذاكرتي المُغبَرَّةُ لا تُسعِفُني...
أَغمضْتُ عَينَـــيَّ فـــي محاولةٍ يائسةٍ للتذكُّـر..
نَعَـــمْ، تذكَّرتُـــهُ !
إِنَّـهُ...!
لَـكِـــنْ ..
مـــا الذي غَيَّـــرَهْ ؟!
مـــا بالُـــهُ أَصبحَ مُصفَرّاً يابساً كأوراقِ الخريف ؟!
لـــو أقبلتُ إليهِ أُمسكُهُ تفتَّتَ بيــنَ أصابعي لشدَّةِ جفافِهِ !
ظهـــرُهُ قَـــدِ اعـــوَجْ
شـــابَ شَعرُهُ، وضَعُـــفَ بَصَرُهْ..
وكأنني قـــد فارقتُهُ منذ مائةِ عامٍ، وَلَيسَ بِضعَةِ أعوام ...!
أرعبتني نظراتُهُ؛
كأنَني مَـــنْ ظَلَمَهُ،
مَـــنْ قتلَ لَهُ حبيباً،
مَـــنْ سَلَبَهُ عِــزَّهْ وَمُلْكَهْ...!
تَقَدَّمتُ إِلَيْهِ بِكُلِّ مـــا أَمْلِكُ مِـــنْ مَشَاعِرٍ باردة قاسية..
برودة الثّلج و قسوته
قُلتُ لَــهُ : كيفَ حالُكَ يا فلان ؟
فطأطأ رَأْسَهُ.. لا أدري .. أحزناً، أم تعباً أم غضبا..!!
وَسالَتْ عَلى خَدِّهِ دمعة .. أذابت بِحرارتِها الصَّقيعَ الذي يُعَشِّشُ بينَ جَنْبَيّ ،
شَعُـــرْتُ بحرارتهـــا...
وَشَعُرْتُ بأن قلبيَ تعلَّقَ بها،
وَعقدتُ العزمَ ألاّ أتركَهُ إلاّ و فد باحَ بما يثقلُ كاهلُهُ الهَرِمَ..
ألححتُ عليهِ بالسؤالِ،
حتّـــى أجابني بما فَجَّرَ في فؤادِيَ الأشجان..
أتذكُرَ يومَ كذا ؟؟؟
يوم كُنَّـا، وَيومَ كُنَّـا ؟!
أتذكُرَ هِمَّتَنـــا ؟!
أتذكُرَ عزيمتنا ؟!
أتذكُرَ إقبالُنا على الله ؟!!!
فأخذَ يسترجِعُ مِـــنَ الماضِــيَ صفحاتٍ كنتُ قد أطفأتُ نورَها بداخلي منذ مدة.
فما زالت كلماتُهُ تخترقُ كُلَّ خليةٍ فيّ ..
تضئُ مِنِّــي كُلَّ ناحيةٍ مِـــنْ رُوحي..
شَعُرْتُ بـــي..
كبيتٍ كبيرٍ من زجاج،
رائعِ البنيان؛
لكنَّهُ مظلمٌ موحشُ،
فدخلَ إليهِ مَــنْ أنارَ كُلَّ مصابيحهُ فتحوَّلَ إلى جوهرةٍ وَسَطَ الظلام..
بكيتُ بكاءاً شديداً..
بكيتُ شوقاً لتلكَ الأيام..
بكيتُ خوفاً مِمَّـــا ارتكبتُ مِـــنْ آثام..
بكيتُ توبةً...
بكيت عودةً..
بكيتُ نيةً لنفضِ الغبارِ الذي كدستُهُ على بصري و فؤادي طويلاً..
ونِـيَّةً فـــي إحياءِ مـــا قـــد مَضَـــى...
ها أنا ذا ، وذاكَ الرفيقُ الذي بغفلتي وذُنوبي شاخَ وَهَرِمْ..
ذاكَ الّذي كانَ إيمانـــي...!
و قد عاد..
مَـــنْ توقفتُ معهُ عندَ محطةٍ منذُ مدةٍ طويلة،
ثُـــمَّ تركته وذهبت..
ظَلَّ ينتظرُ حَتَّـــى مَلَّ الانتظار..
فعادَ إلَـــيَّ فـــي هذهِ الأيامِ المباركةِ..
لَعَلَّ رحمةَ اللهِ تعيدنا للقاء...
فَكانَ اللقاء...
عاهدتُهُ علــى العودةِ بعزيمةٍ جديدة...
وإقبالٍ شديد..
وصحبـــةٍ طيبـــة...
لَعَلَّ الشبابَ يعودُ لَهْ...
فَيَشُبُّ بشبابِهِ قلبي...
فأحيا بهذا النورِ ما دُمْتُ حَياً..
فأمامي ظلمةٌ شديدة..
لا يملِكُ تبديدُها إلا إيماني...
أخـي، أوصي نفسي و إيّاك خيرا بإيمانِنا...
لا تَتْرُكْهُ يَهْرُمْ..
فَتُلْقَى في ظلمةٍ أوَّلها قبرٌ ضَيِّقٌ، وآخرها جَهَنَّمُ المظلمة، أعاذنا الله إيّاها..
وتسلَّح بهذا الصّاحبِ الغالي...
فما هِيَ إلا أيَّامٌ، بعد توبتك، إلاّ وَ أقبِلَ عليكَ من يَغُرُّكَ ويفتنكَ ويخدعكَ بما عندهُ مِنْ شهواتٍ وَلَهو..
تَحَصَّنْ مِنْهُ بالدّعاء..
وَرَدِّدْ في نفسِكَ دوماً :
"يا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قَلْبِيَ عَلَى دِينِكْ "