• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

شيوخ الفتنة وأقطاب الغلو أغرقوها في حالة من الهياج الانفعالي الغوغائي...

jasmin248

عضو مميز
إنضم
11 مارس 2015
المشاركات
1.468
مستوى التفاعل
2.407
"مرثية لثورة ماتت قبل الولادة:
ليس لأنّ بشار الأسد كان ذكيا وجيشه متماسكا وتحالفاته راسخة -وهذا معطى مؤكد لكن- ليس لهذا السبب اجهضت الثورة السورية وتبدّدت أحلام شهداء شهور الحمل الأولى : أنس الشغري وابراهيم القاشوش وأحمد البياسي وغياث مطر وأبطال ملحميون آخرون ( من يتذكرهم اليوم؟).. بل السبب أنّ الثورة وهبت نفسها منذ الليلة الأولى لتجار الغنيمة وشيوخ الفتنة وأقطاب الغلو فأغرقوها في حالة من الهياج الانفعالي الغوغائي، وسقط العقل سقطة مدوية. أما "أصدقاء" الثورة فقد باعوا لها الأوهام ثم باعوها في أسواق النخاسة بأبخس الأثمان. ماذا فعل "أصدقاء" الشعب السوري لشعب عريق طالبَ بأعز ما يُطلب –الحرية- سوى أنهم حشروه في الزّاوية الضيقة بين نيران الفتنة ونار الاستبداد. خياران أهونهما حارق، وإزاءهما يفضل الشعب السوري "الثالث المرفوع" : الهجرة. أرض الله واسعة. وإذا استمرّ النزيف بهذا النحو سيأتي زمن تخلو فيه سورية من السوريين ولا يسكنها غير المرتزقة الوافدين لتأجيج الفتنة. هل قدمت الثورة أو قدم مختطفوها خياراً يُبقي على بصيص الأمل؟ يقال، حتى الثورة الروسية لم تخل من جرائم، وأنّ الغدر طال أبرز صانعيها -تروتسكي مثلا- بل حتى الثورة الفرنسية شهدت سنوات من الرّعب المجاني والإرهاب العبثي، وقتلت أبرز رجالاتها -روبسبيير مثلا- لكن هل يمكن أن يكون "الشر" الذي حدث قد حدث حتى يكتسي مشروعية معاودة الحدوث، ومع من هذه المرة؟ مع الذين يدعون الطهارة أمام الله وباسم الله ! علينا أن نكون صرحاء، الذي أجهض الثورة السورية ليس الاستبداد الأسدي لأنّ الاستبداد مهما بلغت شراسته لا يستطيع أن يجهض الأمل؛ الذي أجهض الثورة السورية ليس سلاح حزب الله ولا الدعم الإيراني أو التدخل الرّوسي لأن هذا التدخل مهما بلغ حجمه فلا يستطيع أن يقتل الأمل؛ الذي أجهض الثورة السورية ليس المؤامرة "الصهيونية-الأمريكية-الماسونية"، لأن كل المؤامرات الكونية لا تستطيع أن تقضي على الأمل؛ الذي أجهض الثورة السورية هم الجماعات التكفيرية التي تغولت بدعم من "الأصدقاء"، فمزقت نسيج الحاضنة الاجتماعية، وفرقت الثورة إلى أطراف متناحرة حول الغنيمة والعقيدة والقبيلة. إن هذا هو الذي أجهض بصيص الأمل في الأخير، فأمسى الشعب يائسا بلا أمل، ليس أمامه من أفق آخر غير الشتات هربا من جحيم فتنة لا أول لها ولا آخر."سعيد ناشد
 
الرد الأنسب على كلامك يكون من لسان أحد حكام العسكر منذ 35 سنة
 
أعلى