• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

شِرعة الحب

ابن الداهية

متدبّر في العلوم الإسلاميّة
إنضم
23 ماي 2015
المشاركات
4.657
مستوى التفاعل
5.361
إن الْمُتَتَبِّعُ للْقَصَصِ النَّبَوِّيِّ يَجِدُهُ عَذْب الأَلْفَاظِ لَطِيف الإِحْمَاض مُتَعَدِّد الأَغْرَاضِ فيه دَعْوَةٌ إلى الإيمَانِ وتَحْذِيرٌ من الشيْطان وكُفْرٌ بِالطَّوَاغِيتِ والأَوْثَانِ وتَبْكِيتٌ لِلْأَحْبَارِ والرُّهْبَانِ الذين حَرَّفُواْ كَلَامَ الْمَلِكِ الدَّيَّانِ واحْتَكَرُواْ الْبَلَاغ عن الرَّحْمَنِ ولَمّا قابلواْ النِّعَمَ بِالكُفْرَانِ واسْتَبْدَلُواْ البَلَاغَ بِالكِتْمَانِ شُرِّفَ العرب بالقران تفَضُلًا ولُطْفًا من الْمنّان فَغُسِلَ شِرْكُهُمْ بِالْإِيمَانِ ورُفِعَ ذِكْرُهُمْ بِالْقران وأَضْحَى بَلَدُهُمْ قِبْلَةَ البُلْدَانِ لِظُهُورِ دِينِهِمْ على الأَدْيَانِ فَلَا مُبَلِّغَ بَعْدَ نَبِّهِمْ عَنِ الرَّحْمَنِ. ولِوُرَّاثِهِ شَرَف الدّعْوَةِ إلى السُنَّةِ والجِهاد بالقران فَمُحِيَتْ بِالإسْلَامِ دَوْلَةُ الكُهَّانِ وقد أخْزاهم الله لَمّا قَصَّ على نَبِيِّهِ ما كتموه وأطْلعه على ما حَرَّفُوهُ وأَمَرَهُ أن يَقُصَّ من أخبارهم ما يكون عِبْرَةً لِبَنِي الإنْسَانِ فَبَلَّغَنَاهُ بِأُسْلُوبٍ فيه جَوْدَةُ الْبَيَانِ ورَوْعَةُ التِبْيَانِ وفَصَاحَةُ اللِّسَانِ مع ظهور الحجّة ونقاء الْمِحَجَّةِ وقُوّةِ البرهان وذلك بعد أن ضرب لهم مثلًا على خيانة علمائهم وخضوعهم للشيطان فقال في القران
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ175وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ176[الأعراف]}
وهذا ما لم يَعْهدوه في مُتَحَدَّثِهِمْ ولم يسمعوه من مُحَدّثهم وأنّى له الجمع بين لُطْف الْمُعَاشرة وظرف المحاضرة وحلَاوة المحاورة مِمَّا جَعَلَ أئمّة الكفر شديدي الحرص على صوْنِ أسماعهم وأسماع أتباعهم عن هذا الكلَام لِما يعْلمونه من تأْثِير الصّادق عليه السّلَام الذي يُقَدِّمُ السّلَام بَيْنَ يَدَيْ الإسلام
 
أعلى