أستسمح صاحب الموضوع الموقر بالنزول "بلغة الخطاب" الراقية الى لغة صحفية و شعبية مع العذر سلفا....
ما حدث بعد الثورة أن تغييرا حدث في رأس الهرم ...بعد التغيير مباشرة غرقت البلاد في بحر المطلبية و تراجع الانتاج و سمح هامش الحريات بظهور "المكبوتات" ليكون المستفيد الأول مما حدث "الفكر التكفيري"... لتغرق البلاد من جديد في بحرين الأول مطلبي اجتماعي و الثاني أمني...الوضع الاقتصادي تأثر بكلاهما و تدحرج الاستثمار الى حافة الهاوية و أفلست مداخيل البلاد من السياحة "الدولارية" أو تكاد...
كيف ستسند ثورة بدون أمن مستقر و اقتصاد متوازن يحقق للناس أحد أهم شعاراتها الشغل و الكرامة... الذي حدث أن النخب السياسية التونسية - على علاتها - حافظت على شعرة معاوية و عبرت بالبلاد الى "دستور جديد" و وضع سياسي ديناميكي و مستقر نسبيا... ما حدث ليس بالهين في ظل أوضاع "تعجيزية" أمنيا و اجتماعيا و اقتصاديا...الوضع لا يزال حرجا و يبدو أن تونس سلكت طريق اللاعودة سياسيا..و أعتقد أن حالة الاضطراب الامني و الاجتماعي ستطول و لكن لن تعيدنا الى نقطة البداية بل ستكون المرحلة المقبلة مرحلة "تشكل ثقافي" و صناعة لوعي جمعي جديد قوامه كلمتا "أنت حر".