بين دين و خُلق

درة الإسلام

كبيرة مسؤولي منتدى الحياة الاسرية
طاقم الإدارة
إنضم
30 جانفي 2010
المشاركات
7.002
مستوى التفاعل
42.477
كلمتان متصلتان منفصلتان ..
فلا الدين يكتمل بدون خُلق و لا الخُلق يتحقق بدون دين ..
كثير منّا يعطي للأخلاق مكانة أولى أمام الدين ..
و يرى أن لا دين بدون أخلاق في حين قد نصف أحدهم بحسن خلقه حتى و لم يكن متديّنا ..
و لا أهمية للدين إن لم تهذبه الأخلاق ..
فيقول تكفيني فتاة ذات خلق جيّد و من عائلة محترمة حتى و لم تكن صاحبة دين تعيش حياتها لا حجاب و لا صلاة و غيرها من عبادات قد يراها الآخر مهمة و أساسية و يراها هو هنا لا قيمة كبرى لها ..
و هي تقول المهم أن يكون طيّبا أمينا صادقا معي حتى و لو كان لا يصلي و لا يستنّ بسنن الإسلام يمارس حياته بالطول و العرض ..
هنا, لا ننكر أهمية الأخلاق و ما لها من دور في تقويم عباداتنا و تحسين تديننا فبغياب الأخلاق لا يستقيم الدين ..
لكن أن نُقصي الدين أمام بحثنا عن الأخلاق حينها نكون قد أقصينا جزءا أساسيا من تحسين الخلق و وضعه في إطاره ألا و هو الدين ..
فرق أن يكون صاحب الخلق نيّته أن يرضي الله, أن يتقرب إليه, أن يكون طامعا في حسنات أكثر .. أن يكون خلقه ذاك مستنبطا من جانب ديني بين من يكون حسن خلقه نابعا من فطرة سويّة تربّى عليها لا دخل للدين فيها
أن أحترم أمي و أبرّها لأنّ الدين أمرني بذلك ..
أن أحسن لزوجتي و أعاملها بخلق حسن لأنّ الدين أمرني بذلك ..
أن أحسن لجاري و لا أزعجه لأنّ الدين أمرني بذلك ..
أن أختار إمرأة تلتزم بالحجاب لأنّ الدين دعا لذلك ..
أن أختار شخصا ذا خلق و مواظب على صلاته لأنّ الدين جعل الخلق توأما له ..
هنا أرى أن لا أهمية لخلق بدون دين .. و محظوظ من جمع الدين و الخلق .. جعلني الله و إيّاكم منهم ..
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
نعم جميل ما كتبتي و لكني لا أستطيع أن أتمالك نفسي في البحث عن الجانب النقدي
صحيح أن الدين مرتبط بالخلق ...و جمال الخلق لا يعني أنه محافظ عن العبادات ...و التدين مع إني أكره هذه الكلمة التي أصبحت تقال عندنا كمسلمين ....نربط الدين و نقول متدين و متدينة ...نهتم بالمظاهر لباس أفغاني لا علاقة له بنا ،...أما القلوب فلا ندري ما تكون
الدين كما ورد في الحديث الشريف " الدين المعاملة"

أن أحترم أمي و أبرّها لأنّ الدين أمرني بذلك ..
أن أحسن لزوجتي و أعاملها بخلق حسن لأنّ الدين أمرني بذلك ..
أن أحسن لجاري و لا أزعجه لأنّ الدين أمرني بذلك ..
أن أختار إمرأة تلتزم بالحجاب لأنّ الدين دعا لذلك ..
أن أختار شخصا ذا خلق و مواظب على صلاته لأنّ الدين جعل الخلق توأما له ..
هنا أرى أن لا أهمية لخلق بدون دين .. و محظوظ من جمع الدين و الخلق .. جعلني الله و إيّاكم منهم ..
لا تنسي أن الدين أمرني أن أطيع زوجي و أن أتزين له
 
حديثك عن اللباس الأفغاني هو دليل على تحيّزك لرأيك الشخصي وهذه النظرة لا توحي بحسن التفكير أبدا
اللباس يندرج ضمن الحريات والقلوب الله أدرى بها لكن نحن نحاسب على حسن ظنّنا بالعباد وطريقة تعاملنا معهم ..
حسب مشاركتك أنك لو التقيت صاحب(ة) لباس أفغاني ( كما وصفته) ستدبر عنه(ا) ..وان خاطبوك لن تكلّمهم .. هذا ينافي الحديث الذي إستشهدت به ..
الدين المعاملة و الأخلاق من أساسيات هذا الدين كما اللباس من شروط هذا الدين .. و ما جُعل الدين إلا ليهذب كل سلوكيات حياتنا حتى الجانب الخارجي منها ..
أما جملتك الأخيرة .. فتلك أمثلة غير مقصودة .. و ما ذكرته لا ينفي ما قلته ..
أخ فؤاد, أخذتنا بعيدا عن صلب الموضوع ..
 
أنا لا أعامل الناس حسب اللباس فقط هي ملاحظة أسوقها و أمر
هو فعلا من يحمل خلق المسلمين فهو منهم و أكيد أنه يقوم بالعبادات لأنه مسلم ليس لأنه متدين
إن أختار إمرأة لا لسبب أنها تلبس الحجاب و تصلي....هل يمنع ذالك أن تكون ذات لسان قبيح
أو إن أختار رجل لأنه يصلي و أخلاقه عالية ...قد يكون عاق بوالديه
نحن نعيش اليوم عالم منافق بما تعنيه الكلمة ...كلامي ليس موجه لأحد بعينه
يصعب جدا الجمع بين هاتين الصفتين ...لأنه بكل بساطة ستجد نفسك وحيدا لن يحتملك أحد ....للرجل أو المرأة...هناك ضعف و تصحر فكري يمنعنا من ذالك ...لا تستطيع إيجاد تلك الصفات مجتمعة لأن في البداية قد لا تكون البذور صالحة ...و التربة متعفنة لا تنبت الزعفران
لبد من إصلاح جذري ...و هذا لا يتم بين عشية و ضحاها
 
قلتَ فقط هذا يعني أنّ اللباس ذا تأثير بالنسبة لك و هذا في حدّ ذاته مشكلة ..
تأكد أنّ من توفرت فيه صفات الإسلام و فَهمَ الدين بحقّ يستحيل أن تجده عاقا بوالديه أو صاحب لسان قبيح .. أمّا من قلت بأنه يصلي و عاق لوالديه فهذا لم يفقه من الدين شيئا و لا أخلاق له, حينها فقد الصفتين ..
و أنا لم أقل أن يختار من تصلي أو تلبس الحجاب فقط .. قلت أنّ الدين لا يتجزأ عن الخلق و أنّ الخلق يهذب و يكون نافعا إن كان في إطار الدين ..
و كلامك فيه سلبية مقيتة .. فأنت هنا جمعت الكلّ في خانة المنافقين و عديمي الأخلاق و فاقدي الدين .. و هذا لن يقودنا نحو الحل بل سيغرقنا أكثر
 
السلام عليكم ورحمة الله

بارك الله فيك أخيّة على هذا الموضوع الثري

وبما أنك قد أتيت تقريبا على جل الجوانب كما أثرى الأخ فؤاد الحوار فلدي إضافة صغيرة تنطلق من حديثين للرسول صلى الله عليه وسلم

الحديث الأول: يقول المصطفى صلى الله عليه وسلّم " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" وفي هذا الحديث إشارة واضحة لإقتران الدين بالأخلاق بل ربما لإكتماله به لأن الزوج الصالح هو المتدين ذو الخلق السليم بإعتبار الأخلاق أساس التعامل في المجتمع

الحديث الثاني: يقول الحبيب صلى الله عليه وسلّم " رحم الله عبدا سمحا إذا باع سمحا إذا إشترى وسمحا إذا إقتضى" وهذه أيضا إشارة لقيمة الأخلاق في التعاملات والبيع والشراء

نسأل الله العظيم أن يجعلنا من عباده الصالحين
 
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقًا "
قد يتفوّق الإنسان في علمه، وهذا التفوق لا يحتاج إلى جهد نفسي، يحتاج إلى جهد عقلي، يحتاج إلى إعمال الفكر، وقد يستمتع بهذا التفوق لكن التفوق الأخلاقي يحتاج إلى ضبط للشهوات، يحتاج إلى جهد جهيد، لذلك قال بعض العلماء: جاهد تشاهد.. معرفة أمر الله يقتضي المدارسة، ومعرفة خلق الله تقتضي المدارسة، لكنَّ معرفة الله تقتضي المجاهدة، الأخلاق في الدّين ركن ركين، وفي المجتمع أساس مكين. لا أخلاق بلا دين، الدين لن يقف عند حدود الدعوة إلى مكارم الأخلاق، وتوجيهها، وتمجيدها، إنه يرسي قواعدها، ويحدد معالمها، ويضبط مقاييسها، ويضع الأمثلة للكثير من جزئياتها، ثم يغري بالاستقامة، ويحذر من الانحراف، ويضع الجزاء عقوبةً ومثوبةً.
قال بعضهم: الأخلاق من غير دين عبث.
وقال بعضهم الآخر: الدين والأخلاق شيء واحد، لا يقبلان الانفصال.
وقال بعضهم: الدّين يغذّي الأخلاق وينميها. إياك أن تتصور خلقاً حقيقياً أصيلاً من غير دين، هناك خلق نفعي، خلق أساسه الذكاء، خلق أساسه المنفعة، هذا ليس بخلق، هذا يُصنف تحت باب السلوك الذكي، قد تصل إلى أهدافك بيسر، بأقل جهد، وبأكبر مردود، هذا ذكاء في الإنسان. أما الخلق الأصيل الذي أراده الله من الإنسان المؤمن فلا يكون إلا بالدين، العلم سياجه الأخلاق، والأخلاق مبعثها الدين، ولا أخلاق من دون دين. الدّين هو المصدر الفذُّ المعصوم الذي يُعرف منه حسن الخلق من قبيحه، والدّين هو الذي يربط الإنسان بمثل أعلى يرنو إليه، ويعمل له، والدّين هو الذي يجد من أنانية الفرد، ومن طغيان الغريزة، ومن سيطرة العادات، ويخضعها لأهدافه ومثله.
الدّين أساس الخلق، لأن الدّين يُبنى على الوازع الداخلي، بينما التشريعات الأرضية تُبنى على الوازع الخارجي.

من الأحاديث الشّريفة التي هي من أركان السلوك عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:


((أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ))
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ:

((يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا، غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: هِيَ فِي النَّارِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، وَصَلَاتِهَا، وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنَ الْأَقِطِ، وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: هِيَ فِي الْجَنَّةِ))



وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ سَجَنَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ، لَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَسَقَتْهَا، إِذْ هِيَ حَبَسَتْهَا، وَلَا هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ))
 
فعلا كلّ يبحث عن ما يناسبه
المفاهيم متداخلة و مخافة أن أظلم أحد...يعني لم أستطع أن أتكلم ...ربما أفهم الموضوع جيدا
عذرا
الناس اليوم بكل بساطة لا تتعلم لتنمو ...بل تتألم لتعيش...
 
التعديل الأخير:
أعلى