• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

تونس الديمقراطية و النظافة

hakim78

نجم المنتدى
إنضم
28 سبتمبر 2010
المشاركات
1.635
مستوى التفاعل
1.341
من ثمار الديموقراطية :القمل في باردو ويزحف نحو البرلمان ورؤوس نواب الشعب !!

غزا القمل معهد خزندار، أحد أعرق المعاهد الثانوية التونسية و أغلق أبوابه عشرة أيّام. خلنا أنّ عهد القمل ولى دون رجعة مع الاستعمار افرنسي
يا أهلا وسهلا ومرحبا بالقمل الذي يعود إلينا بعد غيبة طويلة ويأتينا ممتطيا الديموقراطية ! والسبب هو القذارة والوسخ الذي يحاصرنا من كلّ حدب وصوب حنّى صار القمل غير بعيد من البرلمان يهدّد باكتساح رؤوس نواب الشعب.

فهل يمكن للديموقراطيّة أن تينع في المزابل؟!

كيف يمكن لمجتمعاتنا أن تحلم بتحقيق الديموقراطيّة وهي غير قادرة على تنظيف شوارعها ومدنها وقراها. تحوّلت الأوطان إلى مزابل كبيرة، والحديث ليس مجازيّا و إنّما هو واقعيّ ينهل من التجربة اليوميّة والمعايشة الميدانيّة.
كيف يمكن لمجتمعاتنا أن تحلم بتحقيق الديموقراطيّة وهي غير قادرة على تنظيف شوارعها ومدنها وقراها
تحوّلت تونس في السنوات الأخيرة من جنوبها إلى شمالها إلى مزبلة كبيرة وأكياس القمامة تتكدّس في كلّ شارع وحيّ، ما عدا بعض المناطق السياحيّة والأحياء القليلة في العاصمة التي تُنعت بالمترفة التي يبدو أنّ الدولة، دولة الديموقراطيّة الناشئة توليها أهمّية خاصة أو أنّ أهلها يتدبّرون أمرهم بأنفسهم وإمكانياتهم المالية تسمح لهم بتوظيف من يجمع لهم أوساخهم،

ثمّة أسئلة مشروعة تراود كلّ واحد منّا، أهمّها، كما قلت، كيف يمكن لمجتمعاتنا أن تحلم بتحقيق الديموقراطيّة وهي فاشلة في السيطرة على فضلاتها وقاذوراتها. لعلّ الواحد منكم حصل له الشرف مثلي أن رأى كلبا أو قطّا بعد أن تغوّط وانتهى من القيام بحاجته الحيوانيّة يسارع في رمشة عين لمواراتها التراب تعفّفا وتطهّرا، فكيف يسمح بنو آدم لأنفسهم أن يعيشوا في مزبلة كبرى وأطفالهم يلعبون بين أكداس القمامة لا فرق بينهم وبين الكلاب السائبة الجائعة الباحثة عن لقمة العيش والذباب الذي لم يُفرّخ ويتوالد قطّ في تاريخنا المعاصر كما توالد في السنوات الأخيرة في الربيع العربي.
الديموقراطيّة... هي، قبل كلّ شيء، التشارك في تسيير المدينة و... تنظيفها كما نفعل في بيوتنا
الحجج التي استعملها المسؤولون في السنوات الأخيرة للتحوّل الديموقراطي لتبرير الاتّساخ العام واهية وأكثرها استعمالا يتمثّل في غياب بلديّات منتخبة من الشعب قادرة على الاضطلاع بأعباء الأوساخ والعفونة في الأماكن العامة- وربّ عذر أقبح من ذنب- لماذا هرولتم- يتساءل المتسائل- لانتخاب مجلس تأسيسي ثمّ برلمان ونظّمتم انتخابات رئاسيّة وأعرضتم عن البلديّات وهي عماد الديموقراطية قبل أيّ شيء آخر وانتظرتم كلّ هذه السنوات ومازلنا ننتظر معكم أشهرا أخرى،هذا إذا وفيتم بوعدكم في إنجازها في الموعد. أليست الديموقراطيّة، على الأقلّ كما أبدعها الإغريق القدامي الغارقون الآن في الإفلاس والتقشّف ولكن ليس في القمامة على حدّ علمي، هي، قبل كلّ شيء، التشارك في تسيير المدينة وقبل تسييرها السهر، أوّلا، على تنظيفها كما نفعل في بيوتنا.
هل يمكن للواحد منّا أن يعيش تحت سقف واحد مع عياله ويتحاور معهم ويتعاون لتصريف شؤون البيت والحياة اليوميّة وهو يتوسّد أكياس القمامة ويحاصره الذباب من كلّ حدب وصوب ينغّص عليه حياته ويهدّده بالأمراض والأوبئة. ليس لنا النيّة في أن ننغّص على تونس ومسؤوليها ونخبها السياسيّة المزهوّة هذه الأيّام بفوز الرباعي للحوار بجائزة نوبل للسلام فرحتها بهذه الجائزة، ولكن لربما كان على الرباعي المذكور، الذي لا يمكن أن ننكر عليه نجاحه في تجنيب البلاد فتنة وحربا أهليّة، أن يلتفت إلى قيادة التونسيين أوّلا لتنظيف بلدهم ولعلّ هذه هي المهمّة التي تنتظره اليوم ليحرز على الجائزة الوطنيّة للنظافة التي لا تقّل أهميّة عن الجائزة الدوليّة للسلام. وهل يمكن للسلام أن يتحقّق دون نظافة وهل يمكن للديموقراطيّة أن تزدهر وسط المزايل؟
منذ نعومة أظفارنا علّمنا مدرّسونا وأساتذتنا في التربية الإسلاميّة أن"النظافة من الإيمان والوسخ من الشيطان" وكثيرا ما كنّا نجد هذه القولة منقوشة على سور المدرسة أو معلّقة في لوحة على جدران القسم ، أليس كذلك؟ فالإسلام، قبل أن يكون أيّ شيء آخر، هو نظافة وسهر على النظافة.

فكيف يسمح بنو آدم لأنفسهم أن يعيشوا في مزبلة كبرى.
، لنبدأ أوّلا بالنظافة قبل البدء في التفكير في الحكم وبناء دولة، فما بالك ببناء ديموقراطيّة.
 
لا تعارض بين المطلبين ولا تعطل النظافة الديمقراطية...
 
أعلى