الرحلة الاولى للقطار الجديد باتجاه سوسة
تم في حدود الساعة العاشرة والنصف من صباح أول امس انطلاق اول رحلة للقطار السريع الجديد لنقل المسافرين باتجاه مدينة سوسة.
الرحلة اشرف على انطلاقها من محطة برشلونة الرئيس المدير العام للشركة، وجمع من الإطارات، كما سافر عبرها بمعية المواطنين عدد أخر من فنيي واطارات الشركة وعدد من الصحافيين الممثلين للصحافة الوطنية.
ومنذ انطلاق رحلة القطار الجديد شعر جميع من كان على متنه بأن أجواء غير معتادة وجديدة قد صاحبت هذه الوسيلة. حيث كان التكييف هاما والاسيجة واسعة ومريحة والسرعة هامة علاوة على غياب ضجيج المحركات ودويها الذي كان يعيشه المسافر عند امتطائه القطارات الاخرى.
وجملة هذه الجوانب قد مثلت نقلة نوعية في النقل الحديدي، ارتاح لها الجميع، خاصة وأن هذا القطار يتميز بجملة من الميزات الاخرى الهامة التي تجعله قريبا جدا من المترو الخفيف الجديد الذي انطلق نشاطه في بداية السنة الفارطة.
ولعل جملة هذه الميزات المتوفرة في القطار الجديد والتي عيناها عبر هذه الرحلة ما كانت لتحصل لولا كراس الشروط الدقيق والجديد الذي حدد جملة هذه المواصفات في هذا القطار الانموذج والهام. وفوق كل هذا فإن الذي لفت انتباه الركاب أن القطار يتمتع بانسياب هام وسرعه تصل الى 130 كلم في الساعة، وهو ما لم يقع تحقيقه مع كافة القطارات السابقة حتى المسترسل منها.
هذه الرحلة الى سوسة قد تحققت بنجاح وبربح في الوقت فاق 25 دقيقة عن بقية القطارات الاخرى. وهو ربما ما سيفسح مجالا لهذا القطار لاستقطاب مزيد من المسافرين الذين كانوا يعولون في تنقلاتهم اليومية على سياراتهم الخاصة.
وصول القطار الى محطة سوسة
القطار السريع الجديد طوى الارض طيا ليحل بسرعة بمحطة سوسة حيث استمع الوفد الصحفي المرافق للقطار إلى جملة من التوضيحات والبيانات الخاصة بالاساليب التي وضعت لاستقبال المسافرين والقطار، وهو برنامج خاص تمت فيه مراعاة جملة من الجوانب كان قد أوضحها رئيس المحطة ابتداء من ارساء القطار السريع، وفسح المجال له وعدم تقاطعه مع القطارات الاخرى، وخاصة تأمينه الرحلة الى وسط مدينة سوسة دون التوقف حد محطة القلعة الكبرى على غرار القطارات الآخرى.
إن ما يمكن الاشارة اليه في علاقة باعتماد هذا القطار السريع الجديد هو أنه مثل في الحقيقة نقلة نوعية في النقل الحديدي وذلك على مستوى الرفاه والسرعة التي يتميز بها، حيث أنه يقطع مسافة تونس ـ سوسة في ظرف ساعة ونصف فقط. وهذا التطور في النقل الحديدي يحصل لأول مرة في تونس.
ولعلنا لا نملك إلا أن نؤكد على جميع المسافرين ضرورة المحافظة على هذا القطار وعدم العبث بمحتوياته ذات القيمة العالية والتي لا تختلف في شيء عن القطارات المعتمدة في أوروبا. واذا كانت البداية بسوسة فإن مسافري صفاقس وقعفور سيتمتعون بخدمة هذا النوع من القطارات بداية من مستهل سبتمبر القادم.
قريبا اقتناء 20 قطارا آخر للخطوط البعيدة ..16 قطارا للأحواز و3 لمترو الساحل وأخرى لنقل الفسفاط
اقتنت الشركة الوطنية للسكك الحديدية في الفترة الاخيرة من مصنع فرنسي 10 قطارات جديدة بقيمة 65 مليون دينار، وذلك في اطار سعيها لتحسين الخدمات وتطوير العرض والاستجابة للاقبال المتزايد على النقل الحديدي للمسافرين بين المدن.
وستؤمن هذه القطارات في مرحلة أولى رحلة يومية ذهابا وايابا باتجاه سوسة، ثم سيتم تشغيل هذه القطارات على الخطوط المؤدية الى كل من صفاقس وقعفور وذلك بداية من مستهل الشهر القادم.
وتتكون هذه القطارات التي تبلغ سرعتها 130 كلم في الساعة من عربتين ذاتيتي الجر. وتمتلك كل عربة طاقة استيعاب تبلغ 132 مكان جلوس، تتوفر فيها كل مقومات الرفاه وتمكن المسافرين من الاستمتاع بالرحلة. كما تمكن هذه القطارات من توفير مرونة في الاستغلال وتأمين سفرات متواترة بما يتوفر فيها من امكانيات تيسر تعديل تركيبتها.
ولعل البارز في القطار الجديد هو غياب القاطرات أو المجرورات باعتبار أن كل عربة باتت مزودة بمحرك.
وينتظر خلال الاشهر القادمة أن تتولى الشركة اقتناء 20 قطارا جديدا آخر من هذا النوع و16قطارا للاحواز الجنوبية و 3لمترو الساحل وقطارات لنقل الفسفاط.
علي الزايدي - الصباح 9 اوت 2008