ouss45
عضو مميز
- إنضم
- 13 مارس 2008
- المشاركات
- 1.029
- مستوى التفاعل
- 1.150
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لا تزال الخواطر تحظرني الا اني لم اعد اجد الوقت للكتابة و لذلك اصبح غيابي يطول عن المنتدى، و ها انا اريد اليوم ان اقاسمكم خاطرة تراودني كلما رايت ابنتي ذات الثمانية عشر شهرا نائمة.
يقول المثل الفرنسي "ينام كالرضيع" ، و فعلا هو تشبيه فصيح لمن ينام في طمأنينة تامة، كالرضيع، لا يفكر في قوت يومه، و لا في فواتير، و لا اين نحن من موعد دفع الاجر، لا يفكر في سياسة و لا ما يحدث في البلاد من نزاعات و تلاعبات و تجاذبات، لا يتبادر الى ذهنه تساؤل عن حاله غدا، هو اصلا لا يعرف ما غدا؟ اقصى همه ان يعيش اللحظة بكل جوارحه، يحزن و يبكي ثم يفرح و يضحك، او قد يحزن فيضحك، ان جاع طلب اكلا، ان عطش طلب ماء، و ان شعر بنعاس افترش ما وجد و استسلم للنوم... لن اطيل الوصف اكثر فأظن الجميع يعرف هذه الصورة، لكن تساؤلي هو عن ما وراءها، عن سببها و اسرارها : لماذا ينام الرضيع "كالرضيع" ؟
قلت اول الامر كما يقول الجميع : لانه لا يعلم من الدنيا شيء، لانه تعود ان يأتيه كل ما يريد ليديه، اكله و شربه و حتى دواؤه، لانه يعلم ان هناك من لا ينام حين ينام، و ان نام فبعين دون الاخرى، و الاخرى تحرسه و وراءها عقل لا يكف عن التفكير فالغد، لانه يعلم انه محبوب، و يشعر بذلك، و كما يقول مثلنا " اذا حبوك ارتاح"... و لكني تذكرت حديثا لرسول الله صلى الله عليه و سلم غير تفكيري، يقول فيه :"ما من مولود الا يولد على الفطرة"، فهل هي الفطرة؟ هل هي الثقة بالله الذي خلقه من عدم و انشأه في رحم، و غذاه دون يد او فم، اجرى له حبلا يرزقه في ظلمات ثلاث، و انشاه خلقا بعد خلق، و سخر له سببا و جعل له موعدا لخروجه، ثم القى على اهله محبة منه، و اجرى له لبنا مغذيا، و جعل لوالديه رزقا لينال منه نصيبه، و حفظه برعايته حتى يبلغ ما يبلغ، كل هذا و هو لا شيء، و لا يقدر على شيء، ربما اذا لانه على الفطرة و حديث عهد بهذه المعجزات، لانه يعلم ان من رزقه سيرزقه لانه رزاق و من حفظه سيحفظه لانه حفيظ... اهو التوكل؟ اهو حسن الظن بالله؟ انها لمنزلة لا يبلغها الا القليل ممن انعم الله عليهم بفضله، انها منزلة نتناقل صفاتها و حلاوتها عن عظماء الاسلام، كعلي رضي الله عنه حين قال " والله لو اصبحت معافى في بدني، آمنا في سربي، مالكا قوت يومي فعلى الدنيا السلام" او احد العباد حين سئل كيف لا تفكر في رزقك فقال " الرزق بيد الله، اعبده كما امرني فيرزقني كما وعدني" و غير ذلك من الاقوال، تبين لنا ان اصحابها و ان كانوا مكلفين فقد كانوا ربما ينامون كالرضيع ليقينهم بالله
لا تزال الخواطر تحظرني الا اني لم اعد اجد الوقت للكتابة و لذلك اصبح غيابي يطول عن المنتدى، و ها انا اريد اليوم ان اقاسمكم خاطرة تراودني كلما رايت ابنتي ذات الثمانية عشر شهرا نائمة.
يقول المثل الفرنسي "ينام كالرضيع" ، و فعلا هو تشبيه فصيح لمن ينام في طمأنينة تامة، كالرضيع، لا يفكر في قوت يومه، و لا في فواتير، و لا اين نحن من موعد دفع الاجر، لا يفكر في سياسة و لا ما يحدث في البلاد من نزاعات و تلاعبات و تجاذبات، لا يتبادر الى ذهنه تساؤل عن حاله غدا، هو اصلا لا يعرف ما غدا؟ اقصى همه ان يعيش اللحظة بكل جوارحه، يحزن و يبكي ثم يفرح و يضحك، او قد يحزن فيضحك، ان جاع طلب اكلا، ان عطش طلب ماء، و ان شعر بنعاس افترش ما وجد و استسلم للنوم... لن اطيل الوصف اكثر فأظن الجميع يعرف هذه الصورة، لكن تساؤلي هو عن ما وراءها، عن سببها و اسرارها : لماذا ينام الرضيع "كالرضيع" ؟
قلت اول الامر كما يقول الجميع : لانه لا يعلم من الدنيا شيء، لانه تعود ان يأتيه كل ما يريد ليديه، اكله و شربه و حتى دواؤه، لانه يعلم ان هناك من لا ينام حين ينام، و ان نام فبعين دون الاخرى، و الاخرى تحرسه و وراءها عقل لا يكف عن التفكير فالغد، لانه يعلم انه محبوب، و يشعر بذلك، و كما يقول مثلنا " اذا حبوك ارتاح"... و لكني تذكرت حديثا لرسول الله صلى الله عليه و سلم غير تفكيري، يقول فيه :"ما من مولود الا يولد على الفطرة"، فهل هي الفطرة؟ هل هي الثقة بالله الذي خلقه من عدم و انشأه في رحم، و غذاه دون يد او فم، اجرى له حبلا يرزقه في ظلمات ثلاث، و انشاه خلقا بعد خلق، و سخر له سببا و جعل له موعدا لخروجه، ثم القى على اهله محبة منه، و اجرى له لبنا مغذيا، و جعل لوالديه رزقا لينال منه نصيبه، و حفظه برعايته حتى يبلغ ما يبلغ، كل هذا و هو لا شيء، و لا يقدر على شيء، ربما اذا لانه على الفطرة و حديث عهد بهذه المعجزات، لانه يعلم ان من رزقه سيرزقه لانه رزاق و من حفظه سيحفظه لانه حفيظ... اهو التوكل؟ اهو حسن الظن بالله؟ انها لمنزلة لا يبلغها الا القليل ممن انعم الله عليهم بفضله، انها منزلة نتناقل صفاتها و حلاوتها عن عظماء الاسلام، كعلي رضي الله عنه حين قال " والله لو اصبحت معافى في بدني، آمنا في سربي، مالكا قوت يومي فعلى الدنيا السلام" او احد العباد حين سئل كيف لا تفكر في رزقك فقال " الرزق بيد الله، اعبده كما امرني فيرزقني كما وعدني" و غير ذلك من الاقوال، تبين لنا ان اصحابها و ان كانوا مكلفين فقد كانوا ربما ينامون كالرضيع ليقينهم بالله