منذ سنتين مضت ، عرفت أن هناك حضارة جديدة تعمل في صمت و في جد، حضارة تختطف الأضواء يوما بعد آخر، حضارة تحوي أكثر من 632 لغة و لهجة ان لم تخني ذاكرتي، و 180 ديانة ما بين سماوية و فلسفية.. الهند، كنت أسمع عنها في صغري في قصص ألف ليلة و ليلة و في قصص السحر و الشعوذة، لكن منذ عامين شاهدت فلما هنديا، تغيرت بعدها نظرتي لها، فلم "البلهاء الثلاث"، أول ما جلب انتباهي في هذا الفلم هو 30 ثانية أو أكثر من الاعلانات الصحية تحوي مضار التدخين، أي نعم!!! صور لمرضى السرطان و صورة لرئة سليمة و اخرى لرئة مدخن.. ثم أدمنت الافلام الهندية القريبة من الواقع، و حتى تلك التي تحوي شيئا من الخيال، كل الافلام الهندية التي شاهدتها بعد تحميلها من النت تحوي في بدايتها اعلانات صحية أو اخلاقية، و في مضمونها ترسم ملامح الشخص البسيط أو "الانسان الهندي العادي" على أنه قوة حقيقية و يستطيع فعل المستحيلات، لا وجود للقطات اباحية فهي قد حذفت جميعها، فأفلامهم تعمل على ترسيخ أخلاق ايحابية: الاخوة، المحبة، التسامح بين الاديان، الثقة في النفس.. و تعمل على الرفع من قيمة المواطن الهندي بين الحضارات الغربية و الشرقية، اليوم الهندي له باع في أمريكا، حيث يحتل الهنود أرقى المراكز الحساسة في الناسا، قوقل، مياكروسوفت.. في السنة الفارطة شاهدت فلما يروي قصة واقعية لشرطية تتبعت عصابة كبيرة و خفية جدا لبيع البشر و الفتيات القاصرات، أسقطت هذه الشرطية لوحدها وزير الداخلية الذي له ضلوع في الخلية باعتباره من مرتادي مراقص الفتيات القاصرات التي تنظمها هذه العصابة و زجت بأفردها في السجن .. لكن جودة الاخراج و تماسك السيناريو أبهراني حقا ناهيك عن ان القصة واقعية و حدثت في 2006 على ما أذكر.. فلم البلهاء الثلاث يروي قصة ثلاث مهندسين، أحدهم الاول في الفصل و يشتركون في نقطة واحدة ألا وهي أنهم لا يحبون التعليم المقنن القائم على الحفظ و التلقين ، فيلم في غاية التعبير و النفع.. و تقريبا أغلب الافلام ذات الجودة التي شاهدتها يقع ذكر "الرجل العادي" كناية عن المواطن الهندي، و تريد نشر أخلاقيات أساسية ترفع من ادراك المواطن بمسؤلياته تجاه وطنه و من مسؤولية وطنه تجاهه..
نمر الآن الى الأفلام التونسية، أفلام أقرب الاباحية أكثر، حتى أنه منذ مدة ليست بعيدة رفض عرض فلم تونسي في فرنسا لانه خادش للحياء بشدة!! الافلام التونسية لا تخضع لوزارة الثقافة كمشجعة على الثقافة، انما تخضع لاجندات فكرية متطرفة، و لا يخفى عن بصير مدى وقاحة افلامنا و خلوها التام من أدنى مقومات الثقافة : فالمواطن التونسي ترسمه الافلام التونسية على انه "سكير، بياع زطلة ، بزناس، فار حبس، كلوشار، مثلي"... لا وجود لصورة تونسي يريد نفع بلده و لا وجود لقيمة أخلاقية ايجابية يريد الفلم ان يرسخها ، و نرى الان نتاج هذه الأفلام في واقعنا المرير، الشرطي مرتش كما ترسمه بعض الافلام أو المسلسلات التونسية، و حتى ان كان الفلم يدور حول عمل الشرطة بايجابية فهم يكادون يتقمصون صورة الكوبوي الامريكي حتى يجعلوا من الشرطي بطلا، ليست هناك لمسة تونسية في الافلام التي تعنى بالشرطة و الشرطي البطل أحسبه مستوردا هو أيضا !!.. المجتمع التونسي في هذه الافلام ينقسم الى: مجتمع متحضر يتمثل في العاصمة و الساحل، و مجتمع ريفي بل اقرب الى البدوي يتمثل في بقية المناطق غارسين بذلك الجهويات في المواطن التونسي.. و غيره من الامثلة التي لا حصر لها و التي تبني لمجتمع ينخره السوس بأكمله، فشتان ما بين الافلام الهندية التي تغرس في المواطن الهندي قيم أخلاقية نبيلة و تشعره بالفخر بين الامم و بين الافلام التونسية التي تغرس في المواطن التونسي كل الاخلاق "العادمة" و تشعره بالخزي بين الامم و لا فخر .
نمر الآن الى الأفلام التونسية، أفلام أقرب الاباحية أكثر، حتى أنه منذ مدة ليست بعيدة رفض عرض فلم تونسي في فرنسا لانه خادش للحياء بشدة!! الافلام التونسية لا تخضع لوزارة الثقافة كمشجعة على الثقافة، انما تخضع لاجندات فكرية متطرفة، و لا يخفى عن بصير مدى وقاحة افلامنا و خلوها التام من أدنى مقومات الثقافة : فالمواطن التونسي ترسمه الافلام التونسية على انه "سكير، بياع زطلة ، بزناس، فار حبس، كلوشار، مثلي"... لا وجود لصورة تونسي يريد نفع بلده و لا وجود لقيمة أخلاقية ايجابية يريد الفلم ان يرسخها ، و نرى الان نتاج هذه الأفلام في واقعنا المرير، الشرطي مرتش كما ترسمه بعض الافلام أو المسلسلات التونسية، و حتى ان كان الفلم يدور حول عمل الشرطة بايجابية فهم يكادون يتقمصون صورة الكوبوي الامريكي حتى يجعلوا من الشرطي بطلا، ليست هناك لمسة تونسية في الافلام التي تعنى بالشرطة و الشرطي البطل أحسبه مستوردا هو أيضا !!.. المجتمع التونسي في هذه الافلام ينقسم الى: مجتمع متحضر يتمثل في العاصمة و الساحل، و مجتمع ريفي بل اقرب الى البدوي يتمثل في بقية المناطق غارسين بذلك الجهويات في المواطن التونسي.. و غيره من الامثلة التي لا حصر لها و التي تبني لمجتمع ينخره السوس بأكمله، فشتان ما بين الافلام الهندية التي تغرس في المواطن الهندي قيم أخلاقية نبيلة و تشعره بالفخر بين الامم و بين الافلام التونسية التي تغرس في المواطن التونسي كل الاخلاق "العادمة" و تشعره بالخزي بين الامم و لا فخر .